|
الركن العام للمواضيع العامة يهتم بالمواضيع العامه ومناقشتها كما هو متنفس لجميع الأعضاء والزوار |
البحث في المنتدى |
بحث بالكلمة الدلالية |
البحث المتقدم |
الذهاب إلى الصفحة... |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() هذه نصيحه من الشيخ عبد المجيد بن محمود الهتاري لأعضاء منتدى الرشد احببت ان انقلها لكم هنا لإحتوائها على درر من الفوائد ارجو ان تنال اعجابكم www.al-roshd.com إلى كافة الأعضاء إليكم وجهة نظر شرعية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن واهتدى بهداه وبعد : فهذه وجهة نظر شرعية فيها ملاحظات على بعض الكتابات التي كتبت في ملتقى الرشد كتبتها مشاركة لإخواني طلبة العلم والكتاب الذين يكتبون في ملتقى الرشد لعلها تكون معالم مضيئة في جوانب الكتابة في هذه المواضيع وفي غيرها لأنني رأيت بعضهم يصدر أحكام التكفير والردة على أشخاص وجماعات وبعضهم يصدر اللعنات وبعضهم يرفع صور بعض المجاهدين وينشرها على صفحات الملتقى وبعضهم يدعو إلى تقديس ولي الأمر وهي من المسائل التي يعتريها كثير من الغيوم والغبش وقلَّ أن تجد فيها كاتبا يسلك طريق الوسط بل إما مقدس وإما ملاعن 0 ومن الممكن أن يكون هناك قسم ثالث ألا وهو السكوت عن تنزيل أحكام الإيمان أو الكفر عن هؤلاء ليس اختيارا لمذهب المعتزلة ولكن لعدم الجدوى وللضرر الملازم ولصعوبة التعميم في الحكم بالتكفير أو الإيمان ولكون الخوض في هذه المسائل يفرق الصف ولا يجمعه ولأنه يوجد في الساحة الإسلامية والدعوية ما هو أهم وأولى من قضاء الأوقات في الجدال في مثل هذه المسائل ولأن الكثير من علماء الأمة بل الأكثر قد أصابتهم لوثة الإرجاء الأشعري في قضايا الإيمان والكفر ولم يسلم من ذلك حتى الصف السلفي فما بالك بغيره فيصعب التسليم ببساطة لمثل هذه الأحكام فإصدار أحكام التكفير للأشخاص وليس للأعمال وتنزيلها عليهم والولع بذلك واللهج به في مثل هذه الأجواء يؤدي إلى مفاسد عظيمة وغير ذلك من الحيثيات التي تجعل من الأفضل للكتاب في المنتديات الإسلامية أن يشتغلوا بما هو أنفع لهم من إصدار الأحكام على الناس فأقول وبالله أستعين 0 أولا : هذا المنتدى اسمه الرشد وهذا يعني أنه لا بد أن يكون له من اسمه نصيب وإلا فإنه سيكون من جملة الأسماء التي وضعت في غير موضعها فسيتحمل منشئوه والمشاركون فيه والمروجون له معرة الآثار التي تترتب على المخالفة الشرعية التي تقع فيه وهي مجانبة للرشد والصواب فيظنها من يقرؤها رشدا وصوابا وأخشى أن يناله نصيب من قوله صلى الله عليه وسلم ( من غشنا ليس منا ) 0 ثانيا : أمتنا الإسلامية تعيش فترة تيه وعقوبة على تفريطها في شرع الله عموما في جوانبه المتعددة وفي جانب العقيدة خصوصا وأخص من ذلك تفريطها في الحفاظ على الخلافة الإسلامية التي بها يقوم الشرع ويحرس واستبدالها عن ذلك نظم الجمهوريات الغوغائية والثورات المستورد , وعليه فإن المطلوب من المنتديات الثقافية والعلمية ومن كتاب الملتقيات ـ وخاصة ملتقى الرشد لما يتصف به من طرح جيد في عمومه وما يتميز به من عدم الانتماء لحزب أو لجماعة إلا جماعة أهل السنة والجماعة ـ ليس هو المحاسبة للأمة وتوبيخها وإصدار الأحكام عليها وعلى من كان سببا في حصول هذا التيه في مسيرها واللعن والشتم للحكام وإصدار أحكام التكفير عليهم لأن هذا لم يساعد في إخراج الأمة مما هي فيه منذ أن أثيرت هذه المسائل وعلق بها كثير من الشباب ولم يزد الشباب إلا فرقة باعتبار خطورة التكفير وضرورة أن يكون صادرا عن مرجعية علمية يحصل بها الثقة ويحصل بتلك الأحكام فائدة ملموسة يتم بها إخراج الأمة مما هي فيه 0 وأما مجرد إصدار الأحكام على الناس بدون رفع لهذا الألم وهذا الذل الذي تعيشه الأمة فليس فيه كبير فائدة ، وعليه فإن المطلوب هو المساعدة على محاولة الانتشال والإنقاذ والتوجيه إلى ما يغلب على الظن أنه الأقرب إلى الصواب مع الاستعداد للتراجع إن ظهر الخطأ وهذا يقتضي من كل المشاركين في قيادة عملية الإنقاذ للأمة والذين تصدوا للريادة والتوجيه والدلالة على الطريق أن يكونوا أصحاب حكمة وخبرة ورحمة وقوة ومعرفة وسلامة قلب وإخلاص من شوائب الحظوظ والتعالي ومدح النفس وذم المخالفين 0 ثالثا : لا شك أن الغيرة لله ولرسوله ولدينه أمر في غاية الأهمية وانه معلم من معالم الولاء والبراء ودليل على حمل هم الإسلام ولكن يجب أن نعلم أيضا أنه ما من أمر ديني إلا وللشيطان فيه محاولة ليصرفه عن استقامته إما إلى زيادة وإما إلى نقصان إما إفراط وإما تفريط ولا يخفى على الجميع شدة غيرة الخوارج الغلاة على دين الله وتضحياتهم من أجله ومع هذا فإن الله لم يرض غيرتهم تلك حيث أنها فقدت الحكمة والأسلوب المناسب والعلم بالمصالح والمفاسد وأدت إلى عكس ما كانوا يريدونه بل وأدت إلى بقاء هذا الشرخ في أول هذه الأمة إلى اليوم فلما لم يحسنوا التصرف والفهم لم تنفعهم غيرتهم وصاروا من جملة البلاء الذي أصاب الأمة إلى يومنا هذا ولا حول ولا قوة إلا بالله والتوفيق توفيق الله إذا لم يكن عون من الله للفتى * فأول ما يقضي عليه اجتهاده 0 رابعا : يجب أن يعلم أيضا أن كثيرا من الأحكام يكون القول بموجبها صحيحا والمحتج بأدلتها محقا ولكن تطبيقها في الواقع لا يكون مناسبا لفقدان الشرط الثاني من شروط صحة الفهم عن الله ورسوله ألا وهو شرط فقه الواقع والتنزيل وذلك مثل أدلة وجوب الجهاد لأعداء الإسلام وأقصد بهذا الواقع واقع الأمة وأين وصلت إليه من الحضيض الذي لا تقدر على الارتقاء منه بسهولة بدون بذل الجهود الجبارة المتنوعة البناءة التي تساعد على الارتقاء من الحفرة والهاوية إلى أن يتم تجاوز شفير تلك الحفرة وأقصد كذلك واقع الدعاة والجماعات الإسلامية لأنهم مستضعفون وليس لهم من الأمر شيء ولا أقصد واقع الحكام الذين يملكون من القدرة والاستطاعة والأسباب ما يقدرون به على تطبيق شرع الله لتمكنهم من ذلك فلا عذر لهم صحيح وإن كانت لهم أعذار واهية لا يوافقهم عليها أهل العلم الراسخون فيه ولا توافقهم عليها شعوبهم المتعطشة لرؤية الإسلام ودولته في عزة ومنعة وإن كانت تلك الأعذار تلقى قبولا عند كثير من منتسبي أهل العلم والمسترزقين به أو عند بعض العلماء الصادقين الذين فاتتهم بعض الحقائق المتعلقة بتلك الأحكام فينبغي مراعاة ذلك عند إصدار الأحكام 0 خامسا : من الأمور المبدئية والمنهجية الراشدة الكلام على القضايا وأحكامها وعدم التساهل فيها وتأخير البيان عن وقت الحاجة لأعذار واهية وكذلك لا يجوز الركون إلى مذاهب المرجئة للتخلص من التصريح بالحق وبيان حكم الله في كثير من المسائل المخالفة لشرع الله مثل أحكام المرتدين وما يقع به الارتداد وحكم تطبيق الشريعة وحكم من تركها أو استبدل بها غيرها وحكم موالاة أعداء الإسلام وحكم استباحة الحرام وحكم التشريعات المعارضة لشرع الله وحكم محاربة الجهاد والمجاهدين وغير ذلك ولكن أحكام فاعليها يجب الوقوف عندها مرات عديدة بتأمل وتفكر ونظر في العواقب والمئالات وذلك لعدة أمور : الأمر الأول : ما ذكرته في مقدمة هذا المقال من ملابسات وصعوبة تنزيل الأحكام على الأشخاص عند وجود الالتباس والإشكالات المانعة من تنزيل الحكم وهو أمر معلوم في منهج أهل السنة فارجع إليه وتأمل فيه وأنصف ولا تتحامل واحمل كلامي على المحمل الحسن وفقك الله 0 الأمر الثاني : أن هناك فرقا بين من يكون الأصل فيه الكفر مثل الكافر الأصلي ومن يكون الأصل فيه الإسلام فيطرأ عليه من الاعتقادات أو الأعمال أو الأقوال ما يكون كفرا فمثل هذا يحتاج إلى ورع وحذر ومعرفة زوال الأعذار الشرعية الممكنة في حقه وهي معروفة لا أريد الإطالة بذكرها ومع وجود مثل هذه الأعذار أو بعضها أو احتمال الوجود فلا شك أن ذلك يثير الشبهات وخاصة أن كثيرا من العلماء المشهورين يتورعون في الحكم على هذه الأنظمة ربما لأنهم لم يتعرفوا على وجهات النظر التي تنتقد الحكام أو تطلق التكفير عليهم أو على بعضهم وتمتنع من قبول أعذارهم أو تزيفها ولكن ورع هؤلاء العلماء وامتناعهم يبقى شبهة أخرى لأناس من أهل العلم وهم على منهج سليم موافق لمذهب أهل السنة والجماعة في هذه القضايا فينبغي أخذ هذا اللبس والاشتباه بعين الاعتبار 0 الأمر الثالث : أن الإنسان لو أخطأ في الحكم على فرد أو جماعة في اعتقاده أنهم مسلمون وليسوا كذلك لكان أهون له عند الله يوم القيامة فيما لو حكم عليهم بالكفر وليسوا كذلك والسبب واضح وهو أنه حين يحكم لهم بالإسلام لا يكون لهم بذلك عنده مظلمة يطالبونه بها عند الله يوم القيامة لأنه حكم لهم بما في سعادتهم وفلاحهم لو كان الحكم مطابقا وسيفرحون بهذه الشهادة عند الله أما لو حكم عليهم بالكفر وليسوا كذلك فتلك مظلمة عظيمة أعظم من الاعتداء على الدم والمال والعرض سيطالبونه بها يوم القيامة والعاقل ينأى بنفسه عن مثل هذه المظالم ولم يبق إلا حق الله هاهنا حيث لم يكفر من حكمه عند الله أنه كافر ولا شك أن الكفر متفاوت والحكم به تابع لهذا التفاوت فمن كان كفره لا شبهة فيه ولكنه أبى أن يكفره عنادا أو تكذيبا أو عصبية أو ورعا باردا لا مبرر له فلا شك أن ذلك انحراف عظيم قد يصل بعضه إلى الكفر وهو الامتناع عن تكفير من كفره الله تكذيبا أو عنادا أما إذا كان إطلاق التكفير على الأشخاص والهيئات المبرر شرعا بأنه عمل أو اعتقاد أو قول كفري حوله شبهات كثيرة فمن لم يستعجل وتورع عن إطلاق حكم التكفير فذلك مجتهد مأجور محمود في ورعه وتقواه 0 الأمر الرابع : مراعاة الحفاظ على الأخوة الإيمانية المؤدية إلى وحدة الصف الذي هو شرط في النصر على الأعداء وذلك أنه إذا ترجح لك حكم شخص معين أو هيئة معينة واتضح لك كفره فليس يلزم من ذلك أن يتضح عند غيرك لوجود شبهات عنده قوية تمنع من التكفير فربما أدى عدم الموافقة لك على ذلك الحكم إلى أن يكون أخوك عندك محل اتهام وتوجس وتنزع الثقة ويحل الخلاف والتفرق ولو لم يكن من فوائد التوقف عن التسرع في التكفير إلا الحفاظ على هذه الأخوة وسلامة قلبك لأخيك لكفى بها فائدة 0 الأمر الخامس : وبعد هذا كله فلو تم الاتفاق على تكفير شخص معين أو نظام معين فلا يلزم أن تكون المصلحة الشرعية هو المجاهرة بذلك وإعلانه وترديده لأنه قد يترتب على ذلك مفسدة ظاهرة حيث يرى الداعية الآخر مثلا أن من المصلحة عدم المجاهرة في ذلك لأنه يجعل للآخرين عليك سبيلا سواء كانوا حكاما أو علماء ودعاة لم تتفق معهم على الحكم وأنت ترى أن من المصلحة هو المجاهرة لحيثيات معينة إما ولاء وبراء ـ مع أن الولاء والبراء يتحقق بدون ذلك ـ أو لأي سبب من الأسباب وهذا يؤدي إلى أن أخاك يضطر إلى مفارقتك أو أن تفارقه نظرا لعدم الاتفاق على المجاهرة وهذا محذور شرعي يؤدي إلى التفرق والتمزق مع أنه يمكن الاكتفاء بذكر حكم المسألة أو حكم الفعل إن كانت تقتضي كفرا بأن يقال هذا كفر أكبر هذه ردة هذا من نواقض الإسلام دون الدخول في حكم الفاعل فليكن منك هذا على بال وبعد هذه الوجوه التي ذكرتها استطرادا أرجع إلى الموضوع الأصلي وأذكر المعلم السادس فأقول سادسا : أريد من الكتاب الذين يهتمون بالرد على أخطاء الجماعات الإسلامية أن يتنبهوا إلى أن مسائل الخلاف بعضها خفي يقبل فيه الخلاف ويعذر المخالف فلا ينبغي الاشتغال بمعارك علمية وجدلية لنصرة رأي على رأي فيها والأمر فيها يسير إذ لا يخشى على القائل بذلك دخول النار أو وقوع انحراف كبير في الأمة 0 وبعضها يكون واضحا جليا والقول بذلك الخطأ أو السكوت عنه يؤدي إلى كوارث عقدية وأخلاقية وسلبيات قاتلة فهذه نركز فيها على الأخطاء دون الدخول في الخلاف حول حكم الفاعل فننقد الخطأ ولا تأخذنا في ذلك لومة لائم ولا نلتفت إلى من يخشى من البيان في ذلك تغليبا لمسألة الوحدة والأخوة لأنه من باب الجهاد والدفاع عن الدين وذلك مثل التساهل في قضايا العقيدة والتهوين منها أو تقديم غيرها عليها مثل تقديم إقامة الدولة على غيرها من المهمات كما يفعل حزب التحرير أو الإخوان حيث يجعلها حزب التحرير هي المهمة العظمى والواجب الأول والإخوان المسلمون يجعلون كل أعمال الإسلام خادمة لهذا النشاط ويسلكون من أجل الوصول إلى ذلك أودية الهلاك والانحراف مثل الدخول في الديمقراطية والقول بجواز تعدد الأحزاب العلمانية أو الأحزاب الدينية المنحرفة عقائديا في ظل الدولة الإسلامية والنظام الإسلامي وأن لهم الحق في أن يدعوا إلى منكراتهم وباطلهم في بلاد الإسلام حتى لو كانت تلك الآراء ردة وكفرا وهذا يحتم علينا أن نمضي في طريقنا في إنكار مثل هذه المنكرات ولا نبالي بالمخالف من قريب أو بعيد من جماعاتنا الإسلامية أو غيرها من عموم المسلمين ونحن وإن اتفقنا معهم على أن إقامة النظام الإسلامي والحكم به من أوجب الواجبات ولكن لا يجوز أن نسلك طريقا لنصرته يكون نهايتها القضاء عليه مثل الديمقراطية التي تنزع الحاكمية من النصوص وتعطيها للمجالس النيابية سواء كانت إسلامية أم علمانية أو خليطا منهما 0 سابعا : أريد من الكتاب البارعين الفاهمين أن يكتبوا في معالجة هذا الداء المستشري والمرض الخطير ألا وهو التعالي من بعض الجماعات السنية على البعض الآخر والحكم بالنجاة لفريق دون فريق بدون وجه حق فمثلا يتعالى الإخوان المسلمون على غيرهم من الجماعات الإسلامية بأنهم الجماعة الوسطية المعتدلة ذات المنهج الشامل وإذا كانت الشمولية والوسطية مأخوذة من الإسلام فمن الذي يرفض أي حكم من أحكام الإسلام في أي جانب من جوانب الحياة ثم يعد نفسه مسلما ؟؟ فضلا عن أن يعد نفسه ملتزما بمنهج أهل السنة والجماعة فكيف يصدق هؤلاء في دعواهم العريضة هذه وهي أنهم على شمول وغيرهم دعوته ناقصة والحقيقة أنهم يقصدون بالشمول العمل السياسي ولو سلكوا فيه منهج الإسلام السياسي لكان الخلاف معهم في الأولوية وليس في الشمول والقصور إذ لا يوجد مسلم يرفض حكما إسلاميا يعلم أنه حكم إسلامي في أي جانب من جوانب الحياة 0 وتتعالى جماعات الجهاد أيضا : على غيرها من الجماعات الإسلامية بأنها الطائفة المنصورة التي تقاتل عن هذا الدين فيستنتجون أنهم الجماعة الحقة وغيرهم وعاظ سلاطين ودراويش ويفهمون من نص المقاتلة معنى القتال بالسلاح فقط فينتج عن هذا الفهم إشكال كبير لا يستشعرونه وإنما يشعر به غيرهم من منتقديهم وهو أن الجماعات الجهادية في الغالب في حالة كر وفر مع الأنظمة يتخفون في رؤوس الجبال أو الوديان أو في القبائل أو في البيوت ويخفون شخصياتهم إما بتغيير لباس وربما لبسوا ثياب الكفار أو تغير مظهر من حلق اللحى أو التلثم أو غير ذلك فهم في غاية التخفي حتى يتسنى لهم فرصة لتفجير لغم يقتلون به معاهدا أو مسلما بقصد أو بدون قصد ويظنون أنهم بهذا قد قدموا للإسلام خدمة جليلة فالله المستعان إن لم يكن شرع فأين العقل ؟ بينما غيرهم من الجماعات هم في غاية الظهور فهم الذين يقيمون الدين من نشر العلم في المدارس والجامعات والمساجد وينشئوون مدارس التحفيظ لتلقي أبناء المسلمين وتربيتهم ويقيمون الجمعة والجماعة والأعياد ويحيون الدين في الأمة ويواجهون الفكر الغربي في الإعلام والثقافة والجامعات ويواجهون الاقتصاد الرأسمالي بالاقتصاد الإسلامي ويقومون بالعمل الخيري والدعوي ويوجهون قوافل الدعاة والمذكرين بالإسلام والدين في كل الاتجاهات ويزاحمون أهل الفساد بقدر استطاعتهم والكل يشهد لهم بقوة هذا التأثير وأن من حسناتهم هذا السيل الجارف من الشباب الإسلامي المنتشر في نواحي الحياة فكيف تكون جماعات الجهاد هي القائمة بأمر الله وهي على حالتها تلك من القلة والتخفي في المغارات والجبال لا يقيمون الدين ولا الجمعة ولا الجماعة ولا غيرها من المجالات التي يعرفها الناس لغيرهم 0 فغير معقول أن يكون غيرهم من الدعاة المذكورين آنفا غير قائمين بأمر الله وهم على حالتهم تلك من الجد والجهاد والبذل والتضحية والعمل للإسلام فهذا التصور ظلم والله يحب الإنصاف ولا يحب الظالمين وقد قال تعالى ( والله لا يحب الظالمين ) والمجاهدون من أهم خصائصهم ( يحبهم ويحبونه ) فلا بد أن يتخلصوا من هذا الظلم البين ومن أهم أهدافهم إقامة عهد الله وحكمه وشريعته وهم يظلمون قبل أن يصلوا إلى ذلك وقد قال تعالى (( لا ينال عهدي الظالمين ) فلا بد أن يتذكروا هذا العهد ومواصفات أهله 0 وبسبب هذه النظرة المتعالية لم تستطع جماعات الجهاد أن تكون علاقتها حسنة مع بقية الأمة فضلا عن خلص المؤمنين من العلماء والدعاة والعاملين للإسلام لتستفيد من توجيهاتهم ونصائحهم ورسوخهم في العلم بل استبدلت بهم من صغار الأحلام وضعفاء العقول والفقه أشخاصا لا يصلحون أن يكونوا في مرتبة طلبة العلم فضلا عمن هو فوق ذلك وسلمت إليهم مقاليد المرجعية الشرعية والفتوى العلمية بدون أي مبالاة من نتائج ذلك التصرف 0 وماذا ( بذي الأرض) من (مضحكات ) ولكنه ضحك كالبكا وكانت نتيجة هذا الاستئثار بأمر الأمة تجاهل الأحزاب الجهادية الأفغانية لجهود بعضهم بعضا على طول تاريخ الجهاد الإسلامي وهم رفقاء الجهاد منذ نشأته فعوقبوا بحركة طالبان ولكن هل فقهت طالبان الدرس فتجاهلت الحركة الطالبانية جهاد الجماعات الجهادية التي سبقتها فلم تلفت إلى حقوقهم ولم تحاول احتواءهم بل أشهرت السيف في وجوههم فغضبوا لأنفسهم فأدى إلى الاختلاف وردة كثير من قادة الجهاد عن الإسلام وامتناعهم عن الخضوع لطالبان ليستقروا في أحضان الغزو الصليبي الأمريكي فكانوا من أعوانه في القضاء على دولة الإسلام الوحيدة في العالم حكومة طالبان أوليس كان التفاهم والحوار مع هؤلاء القادة ولو تضمن ما لا يستحقونه من الجاه والمناصب أهون من هذه النتائج المدمرة 0 وكان الافتئات في العراق من قبل تنظيم القاعدة حيث أعلنت نفسها بأنها صاحبة الأمر والدولة دون بقية المجاهدين فعوقبوا من الداخل وانقسم الجهاد والمجاهدون وأنشئت الصحوات لمواجهة القاعدة بتأمر من الأمريكيين ومن بعض الإسلاميين أنفسهم ثم هاهو المشهد نفسه يتكرر في الصومال فالقتل وسفك الدماء ينفجر بين حين وآخر بين إخوة السلاح والجهاد من أجل الاستئثار بالحكم لفصيل دون آخر فهل يا ترى تستطيع هذه الجماعة أن تصل إلى ما تهدف إليه وترمي ببقية العاملين لهذا الدين عرض الحائط وكأنهم من سقط المتاع أقول : الله أعلى وأجل من أن يحقق لها هذا الهدف الظالم والله لا يحب الظالمين ونظرتهم هذه تخالف النص القرآني الذي وصف الأمة المجاهدة والجماعة المقاتلة بقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين 0000 الآية ) فنشهد أنهم حققوا الصفة الثانية وبقي لهم مشوار طويل وعسير حتى يحققوا الصفة الأولى وإذا أصابهم ببعض ذنوبهم أي مصيبة أو عقوبة أو تأخر نصر فعليهم أن لايقولوا ( أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ) 0 وتتعالى كذلك بعض الفصائل السلفية العلمية بتحقيقها لكثير من الكتب وإخراجها إلى عموم القراء من الناس وهو جهد مشكور ومع هذا يتجاهلون أعمال بقية الجماعات ويزدرونها ويحكمون عليها بالبدعة والضلال ويقولون ماذا فعل هؤلاء ؟ وماذا فعل هؤلاء ؟ ويتناسون أن عملهم هذا وإن كان مشكورا معترفا به ولكن ليس هو ما يريده الإسلام اليوم فقط 0 إن الإسلام يريد من أتباعه القيام بأمور ثلاثة فمن حققها من أتباعه فهو الذي حاز قصب السبق وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا وعلى من لم يستطع ذلك أن ينحني رأسه لمن قدر على ذلك ولكن على القادر أن يعترف بفضل الله وأن لا يأخذه العجب لأنه محبط للعمل وهذه الثلاثة الأمور هي أولا : إقامة المجتمع الإسلامي النظيف الذي تربى على تعاليم الإسلام وزالت منه ظواهر الخرافات والبدع وحل محلها منهج أهل السنة والجماعة هذا المجتمع الذي على كاهله يقوم الإسلام 0 ثانيا : يريد الإسلام أن يرجع إلى الساحة العالمية حكما مقسطا على جميع الأديان والعقائد والنظم المخالفة لدين الإسلام وشرائعه ويزول من بلاد الإسلام ظواهر العلمنة والإلحاد والفساد الخلقي والظلم السياسي والاجتماعي ويعلو دين الإسلام وشريعته ونظمه ومفاهيمه وقيمه على كل دين وتكون كلمة الله هي العليا 0 ثالثا : ويريد الإسلام كسر شوكة الاستعمار الصليبي واليهودي والمجوسي وانحسار نفوذه عن بلاد الإسلام ويرجع خائبا منهزما ليتمتع المسلمون بحرية دينهم وعقيدتهم وقرارهم السياسي ونظامهم الاقتصادي وتستقر الأسرة المسلمة على تعاليم الإسلام بفشل المؤامرة الدنيئة التي تحاك ضد المرأة من قبل الكفار والمنافقين فهل هذه الشريحة من السلفيين قادرة على ذلك حتى تتهجم على بقية العاملين ؟ أم هي لا تفهم ماذا يريد الإسلام ؟ أم ستعترف بقدرها عند الناس وعند نفسها فتكف عن الأذى لغيرها من العلماء والدعاة ولا بأس بالنصيحة الهادفة المؤدبة وأما الأذى والتهجم فقد قال تعالى ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه 0 ثامنا : وأخيرا ألفت نظر القائمين على ملتقى الرشد أني رأيت في بعض صفحات هذا الموقع صور بعض القيادات الجهادية مثل صورة أسامة بن لادن أو غيره وأعتقد أن مثل هذا بعيد من الرشد جدا بل هو أقرب إلى السفه والطيش والسبب أن منهج ملتقى الرشد ليس هو رفع لافتات وصور العاملين للإسلام من أي اتجاه كانوا وإنما منهجه الدفاع عن قضايا الإسلام والعقيدة ومن ضمن قضاياه قضية الجهاد والدفاع عن المجاهدين من هجمة العلمانيين والمنهزمين وعلماء السلاطين الذين يلمزون المجاهدين بأنهم خوارج ولا يوازنون بين أخطاء المجاهدين وأخطأ الحكام بل يدافعون عن الحكام ويعتذرون لهم ويتأولون لهم التأويلات الباردة ويحملون المجاهدين كل النكبات الواقعة على الأمة ولو نقدوا المجاهدين نقدا علميا وأشفقوا عليهم ونصحوا لهم ولم يلقبوهم بالألقاب المنفرة لكانوا أقرب إلى العدل والإنصاف وأما رفع صور قيادات المجاهدين أو العلماء بقصد إظهار العصبية والولاء والتباهي بها فليس من الدعوة إلى الله في شيء ولو رافق رفع تلك الصور نقد لبعض المسائل التي نعتقد أنهم مخطئون فيها لكان أهون ولو رفعت صورهم لمجرد التعريف بهم وتطبيق الاسم على الصورة لكان له وجه فالحذر الحذر من الغي والسفه وعلينا جميعا لزوم الرشد وقد كتبت هذا ناصحا ومرحبا بأي نقد بشرط العلم والأدب وقصد الحق للتعرف عليه ونصرته والله الموفق 0 كتبه أبو الحارث / عبد المجيد بن محمود على الهتاري الريمي |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأيدي, الأعضاء, الريلي, الشيخ, بقلم, شرعية, عبد, إلى, إليكم, وجهة, نظر, كافة ![]() |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|