في أواخر رمضان .. ليلة القدر والمحبة

[ايتاشي كن]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا كيفكم هاد موضوع حبيت احطو لكم واتمنى ان ينال الاعجاب


وليد سليمان - «اللهم يا من خلقت الخلق واللسان.. ويا من لا يخيب من دعاه انسان.. هب لكل منا رجاه وبلغه من الدارين مناه.. اللهم اغفر لنا جميع الزلات واستر علينا كل الخطيئات.. وسامحنا يوم السؤال يا سميع الدعاء».
ففي ليلة القدر العظيمة يدعو المسلم ويناجي ربه ويستغفره ويتقرب اليه بشدة لأن أبواب السماء مفتوحة للاستجابة لبني البشر المساكين والخطائين والتائبين. وفي هذه الليلة المباركة العظيمة التي أنزل الله فيها القرآن الكريم على رسوله واختاره نبياً لهذه الامة حتى ينير لنا طريق الهداية والسعادة بهذا الدين الصالح لكل النفوس والارواح حتى تجد خلاصها وسعادتها الابدية به.
معنى القدر
وجاء ان تسمية ليلة القدر بهذا الاسم مأخوذ من القدر والقيمة والشرف والتشريف .. فكما يقال إن فلاناً ذو قدر وقيمة أي صاحب قدر عظيم وشرف نبيل.. ولأن الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة يقدر الارزاق والآجال فيكتب فيها الاحياء والاموات والناجين والهالكين, والسعداء والاشقياء والاعزاء والاذلاء وحوادث العالم وكل ما يريده الله الحكيم في تلك السنة.. ثم يرفع ذلك للملائكة لتمتثل لأوامره.
الشأن العظيم
وفي مساء ليلة القدر وحتى الفجر يقوم المؤمنون بالاعتكاف في المساجد او البيوت للاكثار من الصلاة ومن الدعاء ومن الاستغفار ومن العفو ومن الذكر وقراءة القرآن الكريم وطلب قضاء الحاجات والاماني الطيبة المشروعة.
وهكذا فعندما يقوم المسلمون في هذه الليلة لله تعالى منقطعين له عن الدنيا ايماناً واحتساباً فكأن الشخص منهم قد قام بأكثر من (83) سنة لله سبحانه وتعالى.. وليس هناك أي انسان على الارض يكافئ الآخرين على شئ واحد بالف جائزة!!! سوى الله العظيم الكريم الذي لا حد لكرمه ابداً.
متى ليلة القدر
ومما يذهب اليه فضيلة الشيخ مصطفى المفتي ويحب ان يؤكده جاء بقوله عن ليلة القدر ما يلي: ان بعض الصحابة كان يرى ان ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من رمضان.. فقد روى البخاري عن أبي بن كعب الانصاري رضي الله عنه انه كان يقول (ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين, ولو شئت لأقسمت لكم على ذلك) ونحن معه على تحديد ليلة القدر بليلة السابع والعشرين.. لكن ندعو لاعطائها مزيداً من الاهتمام بالاحياء والقيام والذكر والقرآن والدعاء, مع عدم اهمال قيام العشر الأواخر وليالي الوتر فيها بشكل خاص ومما يستأنس به لكلام ابي بن كعب رضي الله عنه ان سياق سورة القدر يكاد يشير الى انها ليلة السابع والعشرين.. ونقتبس من سياق السورة اشارتين على ذلك:
الاولى - جملة «ليلة القدر» فهي مكونة من تسعة حروف, وهذه الجملة مكررة في السورة ثلاث مرات أي ان (3×9= 27) فكان تكرار هذه الحروف التسعة ثلاث مرات يوحي بأن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين.
الثانية - ان عدد كلمات سورة القدر ثلاثون كلمة بالتمام والكمال, وضمير «هي» الذي يعود على ليلة القدر جاء ترتيبه في رقم (27) في قوله (سلام هي حتى مطلع الفجر) وكأن هذا الترتيب الرقمي المقصود لضمير «هي» يقول لنا : ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك والكريم الذي انزل فيه القرآن: (انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين).
سلام حتى مطلع الفجر
وبعد انها ليلة الخيرات والدعوات وزوال الهم وصفاء النفوس وراحة القلوب وبكاء الندم وطلب التوبة وعمل المعروف وصلة الرحم والفقراء والمساكين والارامل والايتام انها ليلة الهدى والنور الخالية من الشر والاذى.. فهي سلام هي حتى مطلع الفجر حيث لا تجرؤ الشياطين على الاقتراب من أجواء الذكر والدعاء والخشوع لله رب العالمين الرحمن الرحيم.
الدعاء
وليس في ليلة القدر دعاء مخصوص.. بل يدعو المسلم بما يناسب حاله.. ويختار من الأدعية التي كان يرددها الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة التي تناسب حال ليلة القدر وقد ورد هذا الدعاء: «اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا» فهذا ما ارشد اليه رسول الله أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما طلبت منه دعاء تدعو به في هذه الليلة.. وأفضل وأبرك لحظات ليلة القدر ما كان وقت السحر قبيل الفجر.
مع اجمل تحية ...ايتاشي كن