|
الركن العام للمواضيع العامة يهتم بالمواضيع العامه ومناقشتها كما هو متنفس لجميع الأعضاء والزوار |
البحث في المنتدى |
بحث بالكلمة الدلالية |
البحث المتقدم |
الذهاب إلى الصفحة... |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]() اتعرفون من هو محجوب عبيد محجوب عبيد طه · الاسم : محجوب عبيد طه · الجنسية : سوداني. · ولادته ووفاته : ولد بمدينة الدويم بالسودان سنة 1937م وتوفى بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية في 26/8/2000م – 26/5/1421هـ · تعليمه : جميع مراحل التعليم قبل الجامعي بالسودان 0 - بكالوريوس العلوم ( رياضيات ) بمرتبة الشرف الأولى من جامعة درهام ( بريطانيا ) ( 1964 ) 0 - دكتوراه في الفيزياء من جامعة كامبردج ( بريطانيا ) ( 1967 ) · أعماله : محاضر ثم أستاذ مشارك ثم أستاذ الفيزياء بجامعة الخرطوم حتى عام 1976م 0 - أستاذ الفيزياء بجامعة الملك سعود حتى وفاته 0 - عين عميداً لكلية العلوم بجامعة الخرطوم عام 1974م 0 - اختير زميل أبحاث في كلية داوننج بكامبردج عام 1966م 0 - عين زميلاً في معهد الدراسات المتقدمة ببرنستون عام 1967م 0 - عين زميل ابحاث في المركز العالمي للفيزياء النظرية بتريست 1968م 0 - عين زميلاً أول بالمركز العالمي للفيزياء النظرية بتريست 1975م0 - كان عضواً للجمعية الفيزيائية الأمريكية 0 - كان عضواً في لجنة الطاقة الذرية السودانية 0 - كان عضواً في العديد من المجالس الجامعية بجامعتي الخرطوم والملك سعود 0 - مثل جامعتي الخرطوم والملك سعود في العديد من المؤتمرات العالمية 0 - كان عضواً في هيئات تحرير العديد من المجلات العلمية المتخصصة ورأس تحرير مجلة كلية العلوم بجامعة الملك سعود 0 - أشرف على العديد من رسالات الماجستير والدكتوراه بجامعتي الخرطوم والملك سعود 0 · الانجازات العلمية : - قدم أول تعميم نسبوي ( relativistic generalization ) لمعادلات فاديــيف لتصادمات ثـلاثة جسيمـات مع ثلاثة جسيمات في نطاق نظرية مصفوفة التشتت 0 - قدم طريقة رياضية جديدة ( سميت بطريقة طه Taha Method ) لتحليل التكاملات ( على متغيرات الاندفاع ) في التفاعلات الكهرومغناطيسية والتفاعلات الضعيفة 0 كما ابتكر " قواعد جمع طه " " Taha Sum Rules " التي برهنت صحتها في نظرية الاضطراب 0 - اثبت تكافؤ مدخلين للتحليل النظري في الفيزياء والجسيمات الأولية مدخل " الجبرا الوقت الواحد " Equal-time Algebra " ومدخل " متبادلات مخروط الضوء " ( Light Cone Commutators ) 0 - اكتشف ( مع زملائه في المجموعة النظرية في الخرطوم ) قانون جمع جديد ( Sum rule ) في تفاعل البروتون والالكترون وذلك في اطار موضوع السببية في نظرية الجسيمات الأولية 0 - حقــــق نتـائج هـامة في موضوع " زمـرة اعـادة التطبيع" ( renormalization group )0 - نشر أكثر من ستين بحثاً في مجلات علمية عالمية مرموقة 0 · الاهتمامات الثقافية والفلسفية : قدم العديد من المحاضرات وكتب العديد من المقالات في فلسفة العلوم ، وبنية النظريات العلمية ، ومفهوم القوانين الطبيعية ، ومفهوم الزمن وبداية الكون والاعجاز العلمي للقرآن ، واتساق الايمان والعلم الطبيعي عالم رياضي وعالم فيزياء نوويه وقد كنت اتمنى رؤية في جامعة الملك سعود بالرياض لأنني كنت اسمع عن هذا الرجل ما جعلني اكون متشوقأ" لمقابلته وعندما قبلت في عام 1421 في الجامعة علمت بأنه قد توفي في صيف 1421 |
![]() |
[2] |
عضو فضي
![]() |
![]() علمت ان جثمانه سوارى بعد صلاة العصر في مقبرة النسيم بالرياض
فتوجهت الى المقبرة وشاهدتها قد اكتضت بمنسوبي الجامعة وطلاب وعيونهم تذرف حزنا" حتى سمعت بعض الناس يسؤلون من يكون هذا هل هو مسؤل في البلد؟ فقد كان رحمة الله زاهدا" بعيدا" عن الشهره ولكم نص استقالة عالم الفيزياء و الرياضيات الراحل البروفيسور محجوب عبيد طه (1937 – 2000م) عن ترشيحه لمنصب (مدير المنظمة الإسلامية للطاقة الذرية) |
![]() |
![]() |
![]() |
[3] |
عضو فضي
![]() |
![]() "في البداية يلزمني أن أشكر من أحسنوا بي الظن فرشحوني أو أيدوا ترشيحي لهذا المنصب. غير أني أتساءل: كيف انعقد الرأي على اختياري؟ سبب التساؤل هو تغليبي الظن أن اتفاق الدول العربية على الشخصية التي تشغل مثل هذا المنصب كثيراً ما يكون لأسباب بعيدة عن كفاءة المرشح أو حسن الظن به. ولعل الاعتبارات هنا تشمل أن يكون المرشح «متفهماً» للأوضاع، ميالاً لإرجاء القرارات «حتى تتضح الرؤية»، مقتدراً على صياغة المحاضر بحيث تتفق مع كل المواقف، حكيماً في معالجة الخلافات والتصدي للمشكلات بحيث يكون براء اللافعل هو عين «ما يقتضيه الموقف الراهن».
وإنني إذا قبلت المنصب فسأفترض أنني مستوفٍ لمثل هذه الشروط وأجتهد ما وسعني الاجتهاد حتى أظل عند «حسن ظن» الجميع. ولعل أهم المشكلات أمامي ثلاث: نوع نشاط المؤسسة ومقرها وتمويلها. المشكلة الأولى أمرها سهل وهي محسومة؛ مجال عملنا التعمير وليس التدمير. ورغم أننا لن نؤدي بذلك حق الآية: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، ورغم أن جيراننا من الأعداء قد أعدوا لنا من قوة التدمير النووي ما أعدوا، إلا أننا قليلو حيلة في المجال النووي، وأكثر ما يلزمنا من الخبرة هو خارج الحدود العربية والإسلامية؛ لذا فقد لزمنا أن نتقيد بشروط المجتمع الدولي، ونحصّل ونطبق في مجال التعمير النووي ما وسعنا التحصيل والتطبيق. والحق أن جل ما نحصله من المعرفة والخبرة في المجالات النووية السلمية يكون صالحاً ومفيداً خارج النطاق السلمي ويمكن الاستفادة منه متى قويت الشوكة وتغيرت الأحوال. أما مشكلة المقر فأنا بريء منها وأتركها لمداولات الجامعة العربية؛ وذلك أن المقر، بما فيه من مختبرات ومفاعلات وتقنيات مساعدة، مشروع ضخم وله ذيول أمنية واعتبارات سيادية وتبعات اقتصادية. وهذه كلها أمور لا أرغب الخوض فيها، ولا يسمح لي منصبي بإبداء أي رأي حولها، وأغلب الظن أنني سأظل طوال فترة شغلي المنصب قابعاً في جناح وثير في «هيلتون القاهرة» في انتظار ما تتمخض عنه الاجتماعات والمداولات والتشاورات فيما يخص اختيار الموقع. وقد يعني هذا أنني لن أواجه مشكلة التمويل أبداً؛ وهي المشكلة الحقيقية أمام العمل الجاد لتأسيس المؤسسة. وأنا إذ أتساءل: متى وصلنا في تاريخ العمل العربي المشترك إلى لب أية مشكلة حقيقية تواجهنا؟ أجد نفسي في مأمن من الوصول إلى قضية التمويل. ألم أقل لكم إنني حقاً الرجل المناسب في المنصب المناسب؟! غير أن هاجساً في دخيلة نفسي يدفعني لتساؤل آخر: «إن أعفاني واقع الحال من تحمل أعباء منصبي ومسؤوليته، فكيف تعفيني أحلامي ورؤى الخيال الجميل من تصور البديل؟ في خيالي صورة لواقع غير واقعنا الراهن.. واقع فيه جد وعزيمة.. وحكمة وشكيمة، لا يعرف الاختلاف حول الحق وصراطه المستقيم ولا يساوم على التزام المحجة البيضاء ومقتضيات التمسك بدعاماتها. أحلم بواقع تمتد فيه رقعة دار الإسلام من الشرق الأقصى إلى المغرب الإفريقي، ترفرف عليها راية التوحيد وتعلن على الملأ عزة الإيمان وترفض أن تلتزم لأحد بما لم يلزمها به كتاب الله وسنة نبيه، تجهر بالحق وبالعدل، ولا تعرف الظلم ولا الدمار، فكل سلطانها وقوتها للعدل وللعمار. في هذا التصور الزاهي الجميل إعداد الرجال بوتقة تصهر المعادن وتجلو النفوس من الصغائر، فلا سعي للمناصب ولا تنافس حول المواقع ولا عراك حول مصادر التمويل. في هذا التصور البديل عن الواقع الراهن الحزين، تذوب مثل هذه المشكلات التي ذكرت وتبقى قضايا الإيمان والتوحيد وتطهير الأرض من الظلم والفساد بمواجهة الأعداء كافة كما يواجهوننا كافة. ولكن في الحلق غصة؛ في هذا التصور الرائع الجميل، لن أكون مؤهلاً لتولي منصب مدير مؤسسة الطاقة الذرية الإسلامية ولو لمدة أسبوع! منقول |
![]() |
![]() |
![]() |
[4] |
عضو فضي
![]() |
![]() نعم نحن أمة نفخر بأننا وعلي مر العصور....لدينا مثل هؤلاء الرجال العظام ....هذه حقيقة لا مجال للشك فيها
|
![]() |
![]() |
![]() |
[6] |
الاستاذ عادل الرحيلي
Guest
|
![]() [align=center]
حياك الله أخي الكريم .. ورحم الله ميتاً أنار للكثير بعلمة ومعرفتة وغفر الله له وأسكنة فسيح جناتة .. من ترك أرث خلفة بهذا الكم الهائل من المعلومات وناس كثر يحبونه فهو لم يمت .. وفقك الله ياغالي .. [/align] |
![]() |
![]() |
[7] |
مشــرفة قســــم الثقافـــة والأدب
![]() |
![]() الله يرحمه ويغفر له ذنوبه
وجزاك الله خير أخي الفاضل على هذا التعريف بهذه الشخصية |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |
[8] |
![]() ![]() |
![]() الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . |
![]() |
![]() |
![]() |
[9] |
عضو فضي
![]() |
![]() وكما وعدتكم فللحديث بقيه عن سيرة هــــــــــــــــــــذا العالم العربي المسلم
مـحـجـوب عـبـيـد طـــه خـضـر مـحـمـد الـشـيـبـانــي ومـــضـــات مــن (فــكــر) مـحـجـوب عـبـيـد طـــه !! 1- سيقع اللوم – دون شك – على محبي ومريدي وزملاء محجوب عبيد طه – رحمه الله -، ومنهم صاحب هذه السطور، لعجزهم حتى الآن عن جمع تراث ذلك الرجل الفذ والمتميز فكراً وخلقاً وعلما. لقد رحل الفيزيائي القدير والمفكر المرموق البروفسور محجوب عبيد طه، من عالم الفناء إلى عالم البقاء، في عام 1421هـ، تاركاً وراءه عطاءً شامخاً في مجال تخصّصه، وإسهاماً متألقاً على المستوى الفلسفي والفكري، وذكرى عبقة تنبض بالحب الذي كان يفيض حوله تلقائياً لما تميز به من الخلق الرفيع، والتواضع الجم. لقد تميزت حياة الرجل بثلاثة محاور ترك على كلٍّ منها بصمات مميزة...وتأثيراً عميقاً، فكان هناك (المحور العلمي)، و(المحور الفكري)، والمحور الإنساني)، ونادراً ما يستطيع شخص أن يجمع بين تلك المحاور في آن واحد، وأن يتميز بخصائص بارزة على كل صعيد منها. مـن ذلك المنطلق فإن أي محاولة نزيهة للتعامل مع شخصية محجوب عبيد طه لا تستطيع أن تغفل تلك الأبعاد الثلاثة التي تلاقت في هدوء وسكينة وتناغم في شخصية ذلك الرجل النحيل الذي انطلق من قريته في السودان ليحصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة (كمبردج) ببريطانيا عبر مسيرة من التفوق المشهود له، وليواصل بكل عنفوان رحلة علمية وفكرية وإنسانية غنية بالعطاء والنقاء. وإذا كانت أعماله الأصيلة في مـجال (الفيزياء النظرية) و(فيزياء الكون) قد استقرّت في بطون أشهر الدوريات العلمية ليرجع إليها أهل الاختصاص، وحصلت على ما هي أهل له من تقدير روّاد تلك الآفاق (الفيزيائية – الرياضية)، فإن إسهاماته على المستوى الفكري بقيت حبيسة مقالات وتسجيلات متناثرة لندوات ومحاضرات كان ينشط إليها بهدوء كل ما سنحت له الفرصة، وكان بذلك يثري ساحة الفكر دون جلبة أو ضجيج. لقد غطّت أنشطة محجوب الفكرية طيفاً واسعاً...وأصعدة عديدة، فاهتمّت بفلسفة العلوم، وبُـنية النظريات العلمية، ومفهوم القوانين الطبيعية، ومفهوم الزمن، وبداية الكون، والإعجاز العلمي في القرآن والسنة، واتساق الإيمان والعلم الطبيعي، وكلها قضايا تدفع بالفكر البشري إلى آفاق شاهقة ترقى بالمدارك البشرية، وتعمّق الرؤى الإنسانية، وتتفاعل - في حيوية وانسجام - مع عناصر النبوغ والتفوق والتمكّن في ساحة معطيات العصر وأدواته. وبالرغم من أن إسهامات محجوب عبيد طه وطروحاته ترتكز على أسس علمية بالغة التعقيد على المستوى النظري والتجريبي، وتحتاج إلى قدر من الجهد والمثابرة، وحدٍّ أدنى من التأسيس المعرفي، إلا أن محجوب استطاع - في حالات كثيرة - أن يتجاوز تلك العقبات (الرياضية – الفيزيائية)، ليقدّم طرحاً سلساً وماتعاً للإنسان العادي ذي الاهتمامات الفكرية والثقافية العامة. ولذا فإني عبر مجموعة من المقالات سأسعى إلى إبراز بعض ومضات من (فكر) محجوب عبيد طه – رحمه الله-، مدركاً حجم التحدي وصعوبة المهمة، ولكني أعترف – في نهاية المطاف – بأنها ليست إلا محاولات اجتهادية في الانتقاء والتحليل والتـأمل، وهي ليست إلا جهداً متواضعاً يقف أمام قمة فكرية متسامقة تضرب بجذورها العلمية في أشدّ العلوم انضباطاً...وأكثرها تعقيداً، وتتعامل مع أصعب الأطر الفلسفية والعقدية. من أبرز ما اهتم به الرجل هو الأبعاد العلمية والفلسفية لمفهوم (المنهج العلمي) الذي تنطلق منه صياغة (القوانين الطبيعية)، فنجده يبدأ إحدى مقالاته بالقول: (هنالك مفاهيم شائعة عن ماهية العلم الطبيعي ووظيفته، عند عامة المثقفين، وأحياناً عند بعض العاملين في البحوث العلمية، مصدرها الكتب المدرسية والصحف العامة والمقالات السطحية عن العالم المثالي للعلماء الطبيعيين. ملخص هذه النظرية الشائعة أن العلم الطبيعي وقوانينه ونظرياته نتاج فريد لا يخضع للاختلاف بين البشر ولا يختصم حوله من أدركه ووقف عليه، إذ أن التجربة المعملية هي الفيصل في كل جدال حول مسألة علمية. والحق أن هذا يصحّ على جزء من العلم الطبيعي، ويصحّ على قائمة الملاحظات بعد إجراء التجارب على ظاهرة تجريبية معينة. ولكن قائمة الملاحظات ليست إلا البداية، وأما العمل العلمي الحقيقي فإنه ينتج عن تفاعل الفكر البشري مع هذه القوائم وعما يضفيه عقل الإنسان عليها من التسبـيـب والربط المنطقي المتماسك. هذا التنظير الإنساني ضروري وأساسي ويشكّل روح العمل العلمي. بسبب هذا فإن العلم الطبيعي، في المكان الأول، تجربة بشرية تخضع لما تخضع له التجارب البشرية كافة من اختلاف بين الناس وخصومة حول العمل....معناه وجدواه ومنتهاه). بطبيعة الحال فإن محجوب، وهو القامة المتسامقة في مجال (العلوم الطبيعية)، لا يترك هذا القول على عواهنه، ولكنه ينبري ليثبته بالمثال تلو المثال عبر الجهود التراكمية لعلماء الطبيعة في استراتيجتهم التي تمكّن - في نهاية المطاف - من صياغة (القوانين الطبيعية)، والخلوص إلى (تعميم علمي مفيد). في هذا الإطار يأخذنا محجوب معه في رحلة توضيحية تكشف عن (المراحل الإجرائية) في تطبيق (المنهج العلمي) فيقول: (لا شك أن المنهج التجريبي قد تطوّر كثيراً عبر القرون واستفاد ليس فقط من الوسائل التقنية المتاحة للتجريب المعملي في كل مرحلة، وإنما من التنظير وأساليب التفكير العلمي التي أثبتت جدواها في تنظيم الحقائق وربطها. وقد بلغ هذا التطوّر الحد الذي يمكّننا الآن من تحديد الكيفية العامة التي ينتهي بها البحث لصياغة قانون عام، على الأقل في المباحث التي بلغت درجة عالية من النضج والدقة مثل الفيزياء المعاصرة. تبدأ هذه الكيفية بتحديد الحالة العامة للنظام قيد الدراسة عن طريق تسجيل المتغيرات المقيسة التي تميز حالة النظام عن غيرها. ثم تُجرى التجارب لرصد القيم المختلفة لهذه المتغيرات مع تطوّر النظام، أي رصد مسار تحوّل النظام من حالة إلى أخرى. ثـم يُبحث في هذا المسار عن الخواص التي لا تتغير مع تطوّر النظام، اللامتغيرات أو الثوابت. هذه الثوابت تعطي (قوانين البقاء) للنظام. وبالتدقيق في (قوانين البقاء) لمجموعة متماثلة من النظم تُقدّم فرضية لقانون عام يقتضي (قوانين البقاء) المُـشاهَدة. ثـم يُـختبر هذا القانون بمقارنة تـنبؤاته مع التجارب على أوسع نطاق ممكن، ويُنظر في إمكانية استنتاجه من نظريات أعمق وأشمل. هذه النظريات الشاملة تشكّل نماذج رياضية لمجموعات كبيرة من الظواهر الطبيعية تنتظم تحت تفاعلات أساسية واحدة). تـُرى ما هو الأمر الذي يمهّد له محجوب عبر طرحه العميق لطبيعة (المنهج العلمي) ومراحله الإجرائية التي تتفاعل فيها المتغيرات المقيسة، والحقائق الثابتة، والمعالجات الرياضية، والتصوّرات البشرية في بوتقة تضجّ حيوية، وتشعّ نشاطا؟ |
![]() |
![]() |
![]() |
[10] |
عضو فضي
![]() |
![]() 2- على مدى حوالي ربع قرن زاملت الفيزيائي الفذ والمفكر المرموق البروفسور محجوب عبيد طه وصادقته وأحببته وتعلّمت منه الكثير على الأصعدة العلمية والفكرية والإنسانية، وكان – رحمه الله – يعطي بهدوء والتزام منقطعي النظير، فكانت إسهاماته المميزة على ساحة (جامعة الملك سعود) مصدر إلهام وتقدير، وكانت جهوده العلمية بين طلابه وزملائه ومريديه قدوة مرموقة ومصدر اعتزاز لدى الجميع، وكانت مشاركاته المتعددة على الساحة الفكرية علامة بارزة من علامات النبوغ والأصالة والتميز. وعندما لقي محجوب ربه في عام 1421 هـ، جاء غيابه في وقت ترتفع فيه أنات الشكوى من الشح الفادح الذي تعاني منه الأمة العربية والإسلامية فيما يتعلّق بالعقول المتميزة في (العلوم الحديثة) القادرة على الإضافة الجادة، والاستيعاب العميق، والمعالجة الأصيلة، والتفكير المنضبط. أمـا صفاته الإنسانية فقد كانت تطلّ بشموخ عبر تعاملاته اليومية وعلاقاته عـلى مختلف المستويات، فكانت - بتلقائيتها وعفويتها وتواضعها دون تكلّف أو تصنّع - معلماً بارزاً من شخصية الرجل الذي كان يتسلّل - في محبة ودعة - إلى قلوب كل من يتعامل معهم بغضّ النظر عن خلفياتهم أو أعمارهم أو اهتماماتهم. حدّثني أخي الكريم الدكتور عبد الله الغذامي، ونحن ننتظر صلاة العصر في مسجد عتيقة بالرياض لنؤدّي بعدها صلاة الجنازة على فقيدنا محجوب – رحمه الله -، فقال: (لم أكن أعرف الرجل تلك المعرفة الوطيدة فمعرفتي به تنحصر في لقاءات عابرة في مسجد سكن الجامعة، ولكنه كان دائماً يترك في النفس قدراً كبيرا من المحبة والتقدير، ولما جاء خبر وفاته إلينا بعد صلاة الظهر في المسجد طفرت الدموع من الأعين، وأجهش البعض بالبكاء، وشعرنا بأننا فقدنا شخصاً عزيزاً علينا جميعاً). أمـا حجم الفقد، على الأصعدة الفكرية والعلمية والإنسانية، الذي شعر به زملاؤه ومريدوه والمتطلّعون إلى محاضراته وندواته، فإنه ما زال منتصباً ينبض بذكرى غالية وأسىً مقيم، بل لعله يزداد مع الأيام لعدم وجود من يملأ ذلك الفراغ. أمـا عن طلابه...فحدّث ولا حرج، فإنهم - دون شك - سيذكرون بكل الإعزاز والإجلال انكبابه المميز على مسؤولياته التعليمية، وحرصه على التفاعل الصحيح مع قدراتهم، وبقائه متواصلاً معهم...ومستقبلاً لهم حتى في أقسى اللحظات إبان صراعه مع المرض العضال في سنواته الأخيرة. وأمـا طلاب الثانوية الذين كانوا يقطنون في سكن الجامعة، فإنهم سيذكرون بكل الحب ذلك الرجل الذي كان يلقاهم مبتسماً ومرحباً ليجيب على استفساراتهم في (الفيزياء)، ومعضلاتهم في (الرياضيات)، ولا شك أن أسلوبه البسيط وطريقته العفوية في تعامله معهم لم تكن لتوحي لهم - على الإطلاق - أنهم يقفون أمام قامة متسامقة في عالم (الفيزياء والرياضيات). وهكذا كان محجوب (الإنسان) يشعّ المحبة والتقدير في كلّ اتجاه، وكان عبق شخصيته يتجاوز التخصّصات والأعمار والمستويات الذهنية، ولذا فإنه ليس بالإمكان فصل ملامح محجوب (الإنسانية) عن (فكره) و(علمه)، لأن (فكره) تأسّس على (علمه)، واستند الاثنان على عقيدة راسخة، وإيمان عميق، وخلق رفيع. لقد تطرّقنا إلى اهتمام محجوب بتحديد الأبعاد الحقيقية للمنهج الذي قلب حياة البشر، وهو (المنهج العلمي – التجريبي)، وبالرغم مما هو شائع عن صرامة (المنهج العلمي) وانضباطه إلا أن من أبرز اهتمامات محجوب الفكرية حرصه على محاكمة (المنهج العلمي) من الداخل، والغوص في بواطنه الفلسفيه، ومستعصياته الإجرائية، ودلالاته الفكرية، وهو بذلك يؤسّس لرؤية منهجية عادلة لا يجنح بها تحيز أو حماس إلى خارج حدودها المنضبطة، ولا يعيقها جهل أو ركود فيقعدان بها عن تحقيق أغراضها وتسامق بنيانها. عند تأمل بعض أعمال محجوب الفكرية فإنه قد يبدو غريباً – لأول وهلة – ربط مصطلح (العقيدة) بمفاهيم منبثقة عن (المنهج العلمي) ومواصفاته الدقيقة، ولكن الرجل يأخذنا معه في رحلة خصبة عبر التأسيس لذلك الربط لكي يخلص بالتزام وانضباط إلى نتائج حاسمة في النظرة إلى (الكون)، والتعامل مع (الفكر الإنساني). يقول محجوب في إحدى مقالاته: (العقيدة هي الاعتقاد بصحة مفاهيم مترابطة داخل إطار شامل، وعلى غير ما يظن الكثيرون، فإن العقيدة بهذا المعنى من أساسيات الفكر والحياة، ومما يدخل في ذلك تصوّر الإنسان للخطأ والصواب في أنماط السلوك وتصنيفه للرذيلة والفضيلة، واتخاذ أهداف معنوية معينة للحياة الفردية مثل السعي لتحسين مستوى المعيشة، وتنظيم المجتمع، والاعتقاد بوجوب محاربة (الظلم)، والتضحية من أجل تحقيق (العدالة)، مع تحديد معين لمعنى (الظلم) ومعنى (العدالة).كلّ هذه عقائد، في أطر فكرية وسلوكية، وهي مما يختلف حوله الناس ويذهبون فيه المذاهب، ولم تحسمه تجربة الإنسان على الأرض عبر القرون، وهذه العقائد لا تستقيم بدونها حياة الأفراد ولا حياة الأمم والجماعات، وهي مبادئ تبيّـن ثوابت الالتزام وتفسّر المواقف). من ذلك التأسيس العام لمفهوم (العقيدة) يوضّح محجوب أن: (العقيدة أساس الدين وأساس العلم التجريبي)، وينطلق ليقول: (الأمر واضح فيما يخصّ الدين، إذْ الأساس فيه الإيمان بوجود الله وبحكمته ووحدانيته، وبأنه خلق الكون والحياة والإنسان، وأوحى للرسل الرسالات السماوية لهداية الناس لعبادته واتباع شرعه. أما أساس العلم التجريبي فهو الاعتقاد بالتناسق المنطقي لسلوك الموجودات، والاعتقاد بوجود قوانين وسنن محدّدة تضبط هذا السلوك، ثم الاعتقاد بصحة أية نظرية علمية معينة تُعطي تفسيراً موحّداً لعدد من الظواهر الطبيعية المُـشاهَدة. كـلّ هذه عقائد، وكلّها أساسية للعلم الطبيعي ولا غنى عنها، على خلاف ما يظن الكثيرون). ولكي تبدو الصورة أكثر جلاءً يورد لنا محجوب أمثلة على دور (العقائد) في (العلم الطبيعي) التي يأخذ بها البعض ويتركها آخرون على أساس (القناعة الفردية)، فيقول: (خذ مثلاً النظريات في مجال الجاذبية، النظرية النيوتونية اختفت الآن من الساحة لوجود برهان على عدم صحتها في المجموعة الشمسية، ويبقى لدينا عدد من النظريات المتنافسة، منها النسبية العامة التقليدية، والنسبية العامة المطوّرة بإضافة حقول كلاسيكية، ونظرية الخيوط الفوقية التي تشمل كل الحقول الطبيعية. كل هذه النظريات على الساحة، ولا يوجد برهان تجريبي على اختلافها مع التجربة، والأمر في الأخذ بأي منها متروك للقناعة الفردية التي كثيراً ما تقوم على قناعات وفلسفات سابقة هي جزء من عقيدة الباحث الشخصية). تـُرى أي بحر لـجّي يريد أن يقذف بنا فيه محجوب وهو يقارب بين مفهوم (العقيدة) و(القناعات الفردية)، وبين طروحات (المنهج العلمي) وحياده المشهور؟. أم هل هو يا ترى بتلك المقاربة والتشابك يقودنا إلى مرفأ الأمان، وبر الاطمئنان؟. ذلك ما علينا اكتشافه في تتبعنا لهذا المنحى الفكري الذي أخذ به محجوب – رحمه الله -. |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مدينة, عتدي ![]() |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|