اللجنة الإخبارية
2009-11-03, 10:50 PM
(أفغير دين الله يبغون، وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون ).
إن دين الله واحد , جاءت به الرسل جميعا , وتعاقدت عليه الرسل جميعا .
وعهد الله واحد أخذه على كل رسول .
والإيمان بالدين الجديد واتباع رسوله ,
ونصرة منهجه على كل منهج , هو الوفاء بهذا العهد .
فمن تولى عن الإسلام فقد تولى عن دين الله كله , وقد خاس بعهد الله كله .
والإسلام - الذي يتحقق في إقامة منهج الله في الأرض واتباعه والخلوص له - هو ناموس هذا الوجود .
وهو دين كل حي في هذا الوجود .
إنها صورة شاملة عميقة للإسلام والاستسلام .
صورة كونية تأخذ بالمشاعر ,
وترتجف لها الضمائر . .
صورة الناموس القاهر الحاكم ,
الذي يرد الأشياء والأحياء إلى سنن واحد وشرعة واحدة , ومصير واحد .
(وإليه يرجعون). .
فلا مناص لهم في نهاية المطاف من الرجوع إلى الحاكم المسيطر المدبر الجليل . .
ولا مناص للإنسان حين يبتغي سعادته وراحته وطمأنينة باله وصلاح حاله ,
من الرجوع إلى منهج الله في ذات نفسه ,
وفي نظام حياته , وفي منهج مجتمعه ,
ليتناسق مع النظام الكوني كله .
فلا ينفرد بمنهج من صنع نفسه , لا يتناسق مع ذلك النظام الكوني من صنع بارئه , في حين أنه مضطر أن يعيش في إطار هذا الكون , وأن يتعامل بجملته مع النظام الكوني . .
والتناسق بين نظامه هو في تصوره وشعوره , وفي واقعه وارتباطاته , وفي عمله ونشاطه , مع النظام الكوني
هو وحده الذي يكفل له التعاون مع القوى الكونية الهائلة بدلا من التصادم معها .
وهو حين يصطدم بها يتمزق وينسحق ; أو لا يؤدي - على كل حال - وظيفة الخلافة في الأرض كما وهبها الله له .
وحين يتناسق ويتفاهم مع نواميس الكون التي تحكمه وتحكم سائر الأحياء فيه ,
يملك معرفة أسرارها، وتسخيرها، والانتفاع بها على وجه يحقق له السعادة والراحة والطمأنينة، ويعفيه من الخوف والقلق والتناحر . .
الانتفاع بها لا ليحترق بنار الكون ,
ولكن ليطبخ بها ويستدفىء ويستضيء !
والفطرة البشرية في أصلها متناسقة مع ناموس الكون , مسلمة لربها إسلام كل شيء وكل حي . فحين يخرج الإنسان بنظام حياته عن ذلك الناموس لا يصطدم مع الكون فحسب،
إنما يصطدم أولا بفطرته التي بين جنبيه ،فيشقى ويتمزق، ويحتار ويقلق .
ويحيا كما تحيا البشرية الضالة النكدة اليوم في عذاب من هذا الجانب - على الرغم من جميع الانتصارات العلمية , وجميع التسهيلات الحضارية المادية !
إن البشرية اليوم تعاني من الخواء المرير .
خواء الروح من الحقيقة التي لا تطيق فطرتها أن تصبر عليها . .
حقيقة الإيمان . .
وخواء حياتها من المنهج الإلهي .
هذا المنهج الذي ينسق بين حركتها وحركة الكون الذي تعيش فيه .
إنها تعاني من الهجير المحرف الذي تعيش فيه بعيدا عن ذلك الظل الوارف الندي .
ومن الفساد المقلق الذي تتمرغ فيه بعيدا عن ذلك الخط القويم والطريق المأنوس المطروق !
ومن ثم تجد الشقاء والقلق والحيرة والاضطراب ;
وتحس الخواء والجوع والحرمان
وتهرب من واقعها هذا بالأفيون والحشيش والمسكرات ;
وبالسرعة المجنونة والمغامرات الحمقاء،والشذوذ في الحركة واللبس والطعام !
وذلك على الرغم من الرخاء المادي والإنتاج الوفير والحياة الميسورة والفراغ الكثير . . .
لا بل إن الخواء والقلق والحيرة لتتزايد كلما تزايد الرخاء المادي والإنتاج الحضاري واليسر في وسائل الحياة ومرافقها .
إن هذا الخواء المرير ليطارد البشرية كالشبح المخيف .
يطاردها فتهرب منه .
ولكنها تنتهي كذلك إلى الخواء المرير !
وما من أحد يزور البلاد الغنية الثرية في الأرض
حتى يكون الانطباع الأول في حسه أن هؤلاء قوم هاربون !
هاربون من أشباح تطاردهم .
هاربون من ذوات أنفسهم . .
وسرعان ما يتكشف الرخاء المادي والمتاع الحسي الذي يصل إلى حد التمرغ في الوحل , عن الأمراض العصبية والنفسية والشذوذ والقلق والمرض والجنون والمسكرات والمخدرات والجريمة .
وفراغ الحياة من كل تصور كريم !
إنهم لا يجدون أنفسهم
لأنهم لا يجدون غاية وجودهم الحقيقية . .
إنهم لا يجدون سعادتهم
لأنهم لا يجدون المنهج الإلهي الذي ينسق بين حركتهم وحركة الكون ,
وبين نظامهم وناموس الوجود . .
إنهم لا يجدون طمأنينتهم
لأنهم لا يعرفون الله الذي إليه يرجعون . .
انتهى من الظلال.
رحم الله صاحب الظلال رحمة واسعة.
والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
(إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة ، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء) صاحب الظلال.
إن دين الله واحد , جاءت به الرسل جميعا , وتعاقدت عليه الرسل جميعا .
وعهد الله واحد أخذه على كل رسول .
والإيمان بالدين الجديد واتباع رسوله ,
ونصرة منهجه على كل منهج , هو الوفاء بهذا العهد .
فمن تولى عن الإسلام فقد تولى عن دين الله كله , وقد خاس بعهد الله كله .
والإسلام - الذي يتحقق في إقامة منهج الله في الأرض واتباعه والخلوص له - هو ناموس هذا الوجود .
وهو دين كل حي في هذا الوجود .
إنها صورة شاملة عميقة للإسلام والاستسلام .
صورة كونية تأخذ بالمشاعر ,
وترتجف لها الضمائر . .
صورة الناموس القاهر الحاكم ,
الذي يرد الأشياء والأحياء إلى سنن واحد وشرعة واحدة , ومصير واحد .
(وإليه يرجعون). .
فلا مناص لهم في نهاية المطاف من الرجوع إلى الحاكم المسيطر المدبر الجليل . .
ولا مناص للإنسان حين يبتغي سعادته وراحته وطمأنينة باله وصلاح حاله ,
من الرجوع إلى منهج الله في ذات نفسه ,
وفي نظام حياته , وفي منهج مجتمعه ,
ليتناسق مع النظام الكوني كله .
فلا ينفرد بمنهج من صنع نفسه , لا يتناسق مع ذلك النظام الكوني من صنع بارئه , في حين أنه مضطر أن يعيش في إطار هذا الكون , وأن يتعامل بجملته مع النظام الكوني . .
والتناسق بين نظامه هو في تصوره وشعوره , وفي واقعه وارتباطاته , وفي عمله ونشاطه , مع النظام الكوني
هو وحده الذي يكفل له التعاون مع القوى الكونية الهائلة بدلا من التصادم معها .
وهو حين يصطدم بها يتمزق وينسحق ; أو لا يؤدي - على كل حال - وظيفة الخلافة في الأرض كما وهبها الله له .
وحين يتناسق ويتفاهم مع نواميس الكون التي تحكمه وتحكم سائر الأحياء فيه ,
يملك معرفة أسرارها، وتسخيرها، والانتفاع بها على وجه يحقق له السعادة والراحة والطمأنينة، ويعفيه من الخوف والقلق والتناحر . .
الانتفاع بها لا ليحترق بنار الكون ,
ولكن ليطبخ بها ويستدفىء ويستضيء !
والفطرة البشرية في أصلها متناسقة مع ناموس الكون , مسلمة لربها إسلام كل شيء وكل حي . فحين يخرج الإنسان بنظام حياته عن ذلك الناموس لا يصطدم مع الكون فحسب،
إنما يصطدم أولا بفطرته التي بين جنبيه ،فيشقى ويتمزق، ويحتار ويقلق .
ويحيا كما تحيا البشرية الضالة النكدة اليوم في عذاب من هذا الجانب - على الرغم من جميع الانتصارات العلمية , وجميع التسهيلات الحضارية المادية !
إن البشرية اليوم تعاني من الخواء المرير .
خواء الروح من الحقيقة التي لا تطيق فطرتها أن تصبر عليها . .
حقيقة الإيمان . .
وخواء حياتها من المنهج الإلهي .
هذا المنهج الذي ينسق بين حركتها وحركة الكون الذي تعيش فيه .
إنها تعاني من الهجير المحرف الذي تعيش فيه بعيدا عن ذلك الظل الوارف الندي .
ومن الفساد المقلق الذي تتمرغ فيه بعيدا عن ذلك الخط القويم والطريق المأنوس المطروق !
ومن ثم تجد الشقاء والقلق والحيرة والاضطراب ;
وتحس الخواء والجوع والحرمان
وتهرب من واقعها هذا بالأفيون والحشيش والمسكرات ;
وبالسرعة المجنونة والمغامرات الحمقاء،والشذوذ في الحركة واللبس والطعام !
وذلك على الرغم من الرخاء المادي والإنتاج الوفير والحياة الميسورة والفراغ الكثير . . .
لا بل إن الخواء والقلق والحيرة لتتزايد كلما تزايد الرخاء المادي والإنتاج الحضاري واليسر في وسائل الحياة ومرافقها .
إن هذا الخواء المرير ليطارد البشرية كالشبح المخيف .
يطاردها فتهرب منه .
ولكنها تنتهي كذلك إلى الخواء المرير !
وما من أحد يزور البلاد الغنية الثرية في الأرض
حتى يكون الانطباع الأول في حسه أن هؤلاء قوم هاربون !
هاربون من أشباح تطاردهم .
هاربون من ذوات أنفسهم . .
وسرعان ما يتكشف الرخاء المادي والمتاع الحسي الذي يصل إلى حد التمرغ في الوحل , عن الأمراض العصبية والنفسية والشذوذ والقلق والمرض والجنون والمسكرات والمخدرات والجريمة .
وفراغ الحياة من كل تصور كريم !
إنهم لا يجدون أنفسهم
لأنهم لا يجدون غاية وجودهم الحقيقية . .
إنهم لا يجدون سعادتهم
لأنهم لا يجدون المنهج الإلهي الذي ينسق بين حركتهم وحركة الكون ,
وبين نظامهم وناموس الوجود . .
إنهم لا يجدون طمأنينتهم
لأنهم لا يعرفون الله الذي إليه يرجعون . .
انتهى من الظلال.
رحم الله صاحب الظلال رحمة واسعة.
والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
(إن أفكارنا وكلماتنا تظل جثثا هامدة ، حتى إذا متنا في سبيلها أو غذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء) صاحب الظلال.