لدي اقـوال وهنـا اقاويـل وهناك مقوﻻت وبين هذه اﻷقوال واﻷقاويل وكذا المقـوﻻت اسـرار ومـن وراء هذه اﻷسـرار اسـاريـر , نتسابق دائمـا فـي فـرض اﻷقـوال بـأقاويـل ونذكـر انها من فرط المقوﻻت , ونتباهى في فرض اﻷمـر من منطلق قاعدة اﻷعلى يأمر اﻷدنى غير آبهين بما نفرضه على من دوننـا بهـذا اﻷمـر الذي نصـدره على من هو ادنى منـا مستـوى وظيفـي دون ادنـى اعتبـار يمكن ان يـُﻼزمنـا اﻹمتثـال له ووضعه نصب اعيننا , في الوقت الذي بات من الواجب ان ينفذ مـا امرنـا به بـدون اي معطيـات او مقدمـات لمعرفـة السبب على امر ليس للبعض فيه حول وﻻ قوة , إن المنهجية التي ينتهجهـا البعض وخاصة المسؤول في ردع المخطيء على خطأ اقترفه سواء بقصد او بدون قصد بما يـُملي عليـه ضميـره في قـرارة نفسـه ودون البحث عـن المخطـيء او المتسبب فـي امـر مـا مـن مبـدأ المحاسبـة الجماعية دون تعمد التعمق في مدى البحث عن الفاعـل الحقيقـي مـا هي اﻻ محدوديـة فـي التفكيـر ان صـح التعبيـر فـي ذلك فضـﻼ عـن اﻹدارة التـي ارى انهـا لم تصـل الـى مرحلـة النضج الكامل . وإنني ﻷعلم انني لم اصل بكلمتـي هـذه وعلـى مـدى آخـر حـرف من كلمة الكامـل الـى الفهـم مــن قبلكــم بمــا اعنيـه ولكـن يتوجب علــي اﻵن اﻹفصاح عن ما اعنيـه تاركا لكم حرية الرأي والنقد البناء من فيض اقﻼمكم , نعم الكثير منا يسمع كلمـات او اقوال يرى كثير من الناس انـه يجب ان يـُؤخذ بهـا تطبيقـًا عمليـًا على ارض الواقع فهي ليست افتراضيـة قانون ولكن درج اﻷخذ بها كأمثال على حد وصفهم في نظرهم وأنظارهم إذا مـا صـادفت الوقت المناسب لذكرها , فمن منا لم يسمع بكلمـة ( الخيــر يخص والشــر يعـم ) فهي كلمة دارجة فـي اﻷصل بين الناس ولكن اﻷخذ بها والتقيد بمضمونها عمليًا ما هو اﻻ درجـة مــن اعلى درجـات العتـاب مـن اﻵخريـن , فعندمـا يُخطـيء شخص في مكـان يصعب فيـه اﻹفصـاح عـن الفـاعـل الحقيقــي بمـا اقترفه لكثرة تواجد اشخاص يأتي من يُعاتب ويلح عليهم باﻹعتراف وفــي ظــل غيـاب الظميــر لـــدى الفــاعل الحقيقـي بعـــدم قنــاعتـه بــاﻹعتـراف خوفـًا مـن العقاب او اللوم نرى من يذكر هذه العبارة ( الخيــر يخص والشــر يعم ) كوسيلة منه لمحاسبة الفاعل الموجود معهم ولو كان ذلك على حسـاب الجميــع , وسؤالي هنا اطرحه لكل من نهج نهجه فـي صياغـة هـذه العبـارة عامـﻼ بهـا (ما ذنب من لم يكـن لـه شـأن فـي خطـأ غيـره وقـد عمّمْت عليه الشـر ؟ اليـس مـن المفترض على كل من يُعامل النـاس بهـذه العبارة ان يُراعي مراقبة الله والخــوف منـه ؟ وهــل رأى هــؤﻻء انهـم وصلـوا الـى مرحلــة اﻹرتيـاح لظمائـرهـم عندمـا عمموا الشـر علـى الجميـع ؟ اليـس من المجدي البحث عن الفاعل الحقيقي بـأي وسيلـة مشروعـة واﻹبتعــاد قدر اﻹمكان عن ظلم اﻵخرين ؟
اخواني اﻷفاضل اخواتي الفاضﻼت
اننا عندما نندرج نحو امثال او عبـارات مثل هذه العبارة ونعمل بها حتما سيأتي اليوم الذي نندم فيـه علـى هـذا , فلـو كـان مضمون هذه العبارة والعمل بها يأتي بالخير لسبقنا بها الدين الحنيف وأمرنا بذلك وﻷصبحت مـن اﻷولـويـات اﻷسـاسية التي نسعى من ان نجنـي مـن ورائها الثـواب واﻷجـر من الله , فهذه العبارة لم يوجد على غرارها نص صريح في القـرآن الكريـم وﻻ السنـة المطهـرة اذ أنّ باﻹمكان ان نعـرّج بهـذه العبـارة الـى اتجاهات اخرى بمضامين اخرى ونهج آخـر يعكس مضمونهــا فليـس ﻷي شخص اﻷولـويـة فـي اﻷمـر لمن تحته في المجال الوظيفـي او غيـره او فـي موقف معيـن ليس لـه ان يعم بعقابـه او محاسبته الجميـع وعليـه ان يُراعي مشاعر الناس وﻻ يظلمهم بأي حال من اﻷحوال اذ من المفترض ان يعفـو عن المسيء في حال عدم اعترافه لكي ﻻ يحمّـل نفسه سـؤال الله له يـوم القيامــة على رؤوس الخﻼئـق عـن من ظلمهم بدافع الشر يعم والخير يخص في الوقت الذي كان لزامـًا عليـه ان يمتثل قـوله تعالـى (ومن عفى وأصلح) وإن المتأمـل فـي ما تعنيـه هذه العبارة تأمﻼ كبيرا يجد انها تبنى على منهجية خاطئة بأحكام قد تسلب من الكثير حقوقهم في ظل تداعيات استطيع ان اقول عنها انهـا تداعيـات ﻻ توحـي ولـو بشـيء بسيط من الردع للمخطيء علـى خطإه وحيث ان اﻹنسياق لمضمون الخيـر يخص والشـر يعم ربمـا تزرع الكـره والحقـد فـي قلوب ناس ليس لهـم اي ذنب وربمـا حداهـم ذلك الى حب اﻹنتقــام ﻷنفسهم بأي وسيلة كانت , فهذه رسالتي الى كل من انتهج بمضمون هذه العبارة ان يتقي الله في نفسه وﻻ يظلم الناس
اترك لكم حريه الردود "