|
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
[2] |
مشرفة سابقة
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() صحابي جليل ربما لايعرفه الكثيرون !! ولكن نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم قال عنهُ : " ربّ أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له, لو أقسم على الله لأبرّه " - صحابي أحب الصدق والشهادة في سبيل الله عزوجل - صحابي أخلص العمل لله تعالى - صحابي أحب أن تكون له جنة عرضها السموات والارض - صحابي لم يذكره التاريخ الاّ في مواقف قليله ولكنها عظيمة انه [ البراء بن مآلك الأنصآري ] البراء بن مالك أخو أنس بن مالك ، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، ولقد تنبأ له الرسول الكريم بأنه مستجاب الدعوة ، فليس عليه الا أن يدعو وألا يعجل وكان شعاره دوما ( الله و الجنة ) ، لذا كان يقاتل المشركين ليس من أجل النصر وانما من أجل الشهادة أتى بعض اخوانه يعودونه فقرأ وجوههم ثم قال : لعلكم ترهبون أن أموت على فراشي ، لا والله ، لن يحرمني ربي الشهادة . ولقد صدّق الله ظنه فيه , فلم يمت البراء على فراشه , بل مات شهيدا في معركة من أروع معارك الاسلام ! وقد كان البراء - رضي الله عنه - بطلا مقداماً ، لم يتخلف يوما عن غزوة أو مشهد ، وقد كان عمر بن الخطاب يوصي ألا يكون البراء قائداً أبدا ، لأن اقدامه وبحثه عن الشهادة يجعل قيادته لغيره من المقاتلين مخاطرة كبيرة ، وفي يوم اليمامة تجلت بطولته تحت امرة خالد بن الوليد ، فما أن أعطى القائد الأمر بالزحف ، حتى انطلق البراء والمسلمون يقاتلون جيش مسيلمة الذي ما كان بالجيش الضعيف ، بل من أقوى الجيوش وأخطرها ، وعندما سرى في صفوف المسلمين شيء من الجزع ، نادى القائد ( خالد ) البراء صاحب الصوت الجميل العالي : تكلم يا براء , فصاح البراء بكلمات قوية عالية : ( يا أهل المدينة ، لا مدينة لكم اليوم ، انما هو الله ، والجنة ) فكانت كلماته تنبيهاً للظلام الذي سيعم لا قدر الله . وبعد حين عادت المعركة الى نهجها الأول ، والمسلمون يتقدمون نحو النصر ، واحتمى المشركون بداخل حديقة كبيرة ، فبردت دماء المسلمون للقتال ، فصعد البراء فوق ربوة وصاح : ( يا معشر المسلمين ، احملوني وألقوني عليهم في الحديقة ) فهو يريد أن يدخل ويفتح الأبواب للمسلمين ولو قتله المشركون فسينال الشهادة التي يريد ، ولم ينتظر البراء كثيرا فاعتلى الجدار وألقى بنفسه داخل الحديقة وفتح الباب واقتحمته جيوش المسلمين ، ولكن حلم البراء لم يتحقق, فلا سيوف المشركين اغتالته, ولا هو لقي المصرع الذي كان يمني به نفسه . وصدق أبو بكر رضي الله عنه حين قال : [ احرص على الموت , توهب لك الحياة ] ولكن جسد البطل تلقى يومئذ من سيوف المشركين بضعا وثمانين ضربة , أثخنته ببضع وثمانين جراحة , حتى لقد ظل بعد المعركة شهرا كاملا يشرف خالد بن الوليد على تمريضه بنفسه . ولكن كل هذا الذي أصابه كان دون غايته وما يتمنى .. إلا أن ذلك لم يحمل البراء على اليأس , فغداً تجيء معركة .. ومعركة .. ومعركة . ويبرأ البراء من جراحات يوم اليمامة وينطلق مع جيوش الاسلام التي ذهبت تشيّع قوى الظلام الى مصارعها .. هناك حيث تقوم امبراطوريتان خرعتان فانيتان , الروم والفرس , تحتلان بجيوشهما الباغية بلاد الله , وتستعبدان عباده ويضرب البراء بسيفه ,ومكان كل ضربة يقوم جدار شاهق في بناء العالم الجديد الذي ينمو تحت راية الاسلام نموّا سريعا كالنهار المشرق . وفي احدى الحروب في العراق لجأ الفرس في قتالهم الى كل وحشية دنيئة يستطيعونها , فاستعملوا كلاليب مثبتة في أطراف سلاسل محماة بالنار ، يلقونها من حصونهم ، فتخطف من تناله من المسلمين الذين لا يستطيعون منها فكاكاً، وكان البراء وأخوه العظيم أنس بن مالك قد وكل اليهما مع جماعة من المسلمين أمر واحد من تلك الحصون , ولكن أحد هذه الكلاليب سقط فجأة فتعلق به أنس بن مالك ، ولم يستطع أنس أن يمس السلسلة ليخلص نفسه اذ كانت تتوهج نارا وأبصر ا\لبراء المشهد ، فأسرع نحو أخيه الذي تصعد به السلسلة على سطح جدار الحصن ، وقبض البراء على السلسلة بيديه وراح يعالجها في بأس شديد حتى قطعها ، ونجا أنس -رضي الله عنه- وألقى البراء ومن معه نظرة على كفيه فلم يجدوهما مكانهما ، لقد ذهب كل مافيها من لحم ، وبقى هيكلها العظمي مسمرا محترقا ، وقضى البطل فترة علاج بطيء حتى برىء أما آن لعاشق الموت أن يبلغ غايته ؟! بلى آن . . ! وهاهي ذي [ موقعة تستر ] تجيء ليلاقي المسلمون فيها جيوش فارس ولتكون لـ البراء عيداً . احتشد أهل الأهواز والفرس في جيش كثيف ليناجزوا المسلمين ، وكتب أمير المؤمنين عمر الى سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهما - بالكوفة ليرسل الى الأهواز جيشا ، وكتب الى أبي موسى الأشعري بالبصرة ليرسل الى الأهواز جيشا, قائلا له في رسالته : " اجعل امير الجند سهيل بن عديّ , وليكن معه البراء بن مالك " والتقى الجيشان ليواجهوا جيش الأهواز والفرس ، وبدأت المعركة بالمبارزة ، فصرع البراء وحده مائة مبارز من الفرس ، ثم التحمت الجيوش وراح القتلى يتساقطون من الطرفين كليهما في كثرة كاثرة . واقترب بعض الصحابة من البراء ونادوه قائلين : ( أتذكر يا براء قول الرسول عنك " رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك " يا براء اقسم على ربك ، ليهزمهم وينصرنا ) ورفع البراء ذراعيه الى السماء ضارعا داعياً : " اللهم امنحنا أكتافهم ، اللهم اهزمهم ، وانصرنا عليهم ، وألحقني اليوم بنبيك " وألقى على أخيه أنس الذي كان يقاتل قريبا منه نظرة كأنه يودعه ، وانقذف المسلمون في استبسال لم تألفه الدنيا من سواهم . ونُصِروا نصراً مبينا ووسط شهداء المعركة ، كان هناك البراء تعلو وجهه ابتسامة كضوء الفجر ، وتقبض يمناه على حثية من تراب مضمخة بدمه الطهور ، وسيفه ممدداً الى جواره قويا غير مثلوم . لقد بلغ المسافر داره.. وأنهى مع إخوانه الشهداء رحلة عمر جليل وعظيم, ونودوا : (أن تلكم الجنة , أورثتموها بما كنتم تعملون) . كم انت بطل ايها البراء . . ![]() [ |
|
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ممم, للصبر, للقلب, أجمل, مـآتهيألي, يعيشني, حنين, غير, وآل ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|