ماقيمة الدنيا...
أيقنت أن سالك طريق الشهوات إن فاتته الأولى فسيدرك الأخرى، أولئك الذين ادركوا من شهوات الدنيا ما أدركوا وأصابوا ما أصابوا، ولم يأتهم مايعكر عليهم، أولئك تنتظرهم نهاية أليمة تنسيهم في لحظة واحدة لذة الشهوات والنعيم الزائل.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يارب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط)) رواه مسلم.
فما قيمة الدنيا بأسرها حين يكون مصيرها النسيان أمام غمسة واحدة في العذاب، فكيف بما وراء ذلك؟
عجباً لأولئك الذين تقودهم شهواتهم عبر الطرق والأزقة المظلمة الموحشة إلى نهاية مفزعة في الدنيا والآخرة، عجباً لهم إذ يشترون شقاء الدارين بنزوات طائشة سرعان ما ينساها صاحبها لتبقى حسرة وندامة.