د . عبدالعزيز الخويطر خلّد التاريخ أسمهُ , فهوَ الوزير والمربي والمؤرخ والأديب والمؤلف , عرفهُ الوطن منذ خمسين عاماً بالبذلِ والعطاء متنقلاً بين وزارته بكل تفانيَ وإخلاصٌ ,و يعتبرُ عميد الوزراء إذ عاصر خمسة من الملوك , بدءاًبالملك سعود , ثم الملك فيصل , ثم الملك خالد , ثم الملك فهد , يرحمهم الله , ومن ثم الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وكان مبعوثاً خاصاً لعدد من الملوك , وقد قال فيه الملك فيصل رحمه الله ( الخويطر ثروةُ وطنية فلا تفرطوا فيها ) .
وأنا أريد مشاركة الكتاب والرموز الذين أطلقوا أقلامهم العنان وصفاً , وتمجيداً , ورثاءً له, فهوَ شخصية فذة ملامحها تجذب الأقلام , فقد عرفتهُ رحمه الله عندما كان وزيراً للمعارف وأنا طالباً في المرحلة الابتدائية و مروراً بالمتوسطة ,ودرستُ في عهد وزارته كما سبقني جيلاً من أبناء الوطن عاصروا تلك الفترة ,وقد أولى التعليم جلّ اهتمامه, حيث يعد من الأوائل الذين حصلوا على شهادة الدكتوراه في المملكة العربية السعودية ,وكان ذو اهتمام بالتاريخ والأدب التراثي ولعل تكريمه في المهرجان الوطني للتراث والثقافة ( الجنادرية )خير شاهد على مكانته الأدبية, ومن أبرز مؤلفاته ( أي ابني ) التي هي عبارة عن موسوعة من التراث التي صاحبها كثير من الرؤى الاجتماعية والتربوية , ( وسم على أديم الزمن ) والذي دونه كسيرة ذاتية مختلفة , من خلال سيرة المكان خاصة بين عنيزة , ومكة ( أم القرى ) وأصدر أخيراً كتاباً تحت عنوان ( النساء رياحين ) تحدث فيهِ عن تأثير المرأة ودورها الحقيقي والمأمول .
ولد الخويطر في عنيزة عام 1347هـ الموافق 1925م، ودرس فيها مرحلتي الابتدائية والمتوسطة، ثم انتقل إلى المعهد العلمي السعودي بمكة المكرمة لإكمال دراسته الثانوية، ثم ذهب إلى القاهرة ولندن لمواصلة شهادته العليا في التاريخ والفلسفة. اشتهر بالدقة والنزاهة طيلة فترة مسؤوليته، ولعل أبرز قصة اشتهر بها عندما كان وزيراً للتربية والتعليم، وتولى وزير المالية بالنيابة، قرر إيقاف مشروع لوزارة التعليم. وأختتم مقالتي الأحدية والتي يُشرف عنوانها وموضوعها برمز من رموز العلم والعمل وأصحاب الفكر النير بسطور سطرها وخطها مداد قلم الكاتب في صحيفة الجزيرة الاستاذ / خالد بن حمد المالك ((رحم الله الدكتور عبدالعزيز الخويطر الذي أضاء ساحة العلم بفكرٍ خلاَّق وبشخصيةٍ تميّزت بالإباء والشموخ، وواكب بالعمل والجهد والعطاء الأمثل خطوات التنمية في بلادنا، وكان في حياته صفحةً ناصعة في النزاهة والإخلاص، معمقاً الانطباع بأننا أمام قامةٍ كبيرة وشخصية فذة ورجل دولةٍ ومرحلة لن توفيه الكلمات ولن تنصفه المشاعر الصادقة بإعطائه الحق والتقدير الذي يستحقه، فقد كان علماً ومثلاً أعلى ينبض قلبه الكبير بكل ما هو جميل قبل توقفه وانتقال الفقيد إلى رحمة الله))
بقلم
تركــــــي العبيد witter / turkiojs@
Sunday 3/8/1435