كيف يكون لك عند الله وزنا

[ياارب توفيقكك]

ملايين من البشر جاؤوا الى الدنيا ورحلوا عنها, ولم يزيد احدهم للحياة شئ بل انهم كانوا زيادة عليها!
عاشوا لانفسهم متخذين من( الانا) محور اهتمامهم وغايتهم في الحياة,, لم ينكر احدهم منكرا ولم يامر بمعروف,, فسقطوا كما سقط افراد وامم
سابقه
( لعن الذين كفروا على لسان داود وعيسى بن مريم ذالك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون).. فقد كان احدهم يلقي اخيه علي معصيه ولا يمنعه ذالك ان يكون اكيله وجليسه!! ففشلوا واستبدلهم الله بمن هم خير,, ولكن: ظهر المرض من جديد فكان حتما علينا ان نجد العلاج, قبل العقاب الاليم,,
ان من كان حاله ان يتساوي عنده الناس صالحهم ومفسدهم, وهو سائر في طريقه الي نهايته, سوف يجد في النهايه انه من قال عنهم ربنا في كتابه انهم( الاخسرين اعمالا,, الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا, اولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه) ونتيجه مسعاهم الضال ان قال عنهم الله ( فلا نقيم لهم يوم القيامه وزنا)
اكيد ان هذه النتيجة المفزعة والمستقبل الضائع في الحياة الخالدة التي ستكون امتداد لما نحن عليه الان من حياة,, ترهب الكثير ومن هنا كانت الاشارة من الله سبحانه في صورة العصر ( ان هناك استثناء من الخسران الذي سيؤول اليه مصير الكثير من الناس وهؤلاء الناجون من الخسران هم ( الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
يقول الامام الشافعي( لو لم ينزل من القران غير هذه الصورة لكفت),, وقد ذكر القران الكثير من الرجال اصحاب الوزن عند الله تعالى فكرمهم الله وجعلهم امثلة مضيئه للبشريه ما بقيت الارض الى قيام الساعه,,
وهنا سوف اقوم بذكر امثلة لهؤلاء العظماء, علي ان يكون الامر مشاركة بامثلة مماثلة من حياة الانبياء والصالحون من الناس لنضعهم نصب اعيننا, ليكونوا امثله مضيئه في عالم كثر فيه الظلام !!
ويمكن ان تكون المشاركه بنصيحة طيبة يوجهها بعضنا الي بعض فكما نعلم ان ((الدين النصيحه))



رجال كان لهم وزن فاحبهم الله



اولا مؤمن ال فرعون*****
عندما ارسل الله موسى عليه السلام الي بني اسرائيل ليمن الله عليهم بعد ان استضعفوا في الارض,, ويجعل منهم أمه للناس ويجعلهم للارض وارثون!!
شعر فرعون( الاله) كما كان يدعي, وصدقه قومه,,الا قليل ممن ميزهم الله بالعقول, فرجحت اوزانهم عند الله ومنهم عمه وزوجته,,
شعر ان الوهيته في خطر! لان النبي الذي رباه في بيته هو هو من قتل الاف الاطفال حتى يتخلص منه ويعيش مع عبيده في سلام,
وكانت الصفعه الكبرى على وجه المعبود فرعون, عندما لم يستثنيه النبي ممن دعاهم الي عبادة الواحد الاحد!!
فازداد تنكيل فرعون بهؤلاء المستضعفين, وانتهك كل حرماتهم مضيفا الى جرائمه الجريمه الكبرى,,( مؤامرة قتل النبي) وعقد المجلس اللاستشاري للقيام بالمهمة في اسرع وقت واحكم تدبير,, وعندما تصل اللامور الى قمة التعقيد ياتي دور الرجال,, وقد كان


فعندما قرر فرعون الحريص على صلاح الارض التخلص من موسى خوفا من ان يبدل دينهم متخذين اله اخر غيره بما سيؤدي الى الفساد في الارض,, (ايه 25 سوره غافر)
جاء دور الرجل الذي كتم امر ايمانه حرصا على حياته من رجل يبطش باقرب الناس اليه اذا تعارضت المصالح معهم,, كاشف الستر الذي ستر به ايمانه حماية لدين الله, جاعلا من نفسه فداء للرسول! وقربانا الى العلي الكبير,,
فبدأ بسؤال استنكاري اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم!! ثم يوضح لهم ان كذبه ان كان كاذبا فهو عليه اثمه, وان كان صادق فسوف يحصلون على وعدهم الله به من سعادة الدنيا و الفوز بالاخره,, وكيف ان الله الحق لايهدي من هو مسرف كذاب,, (ومع كل كلمه يتفوه بها يزال الغطاء من على ايمانه حتى اصبح يجاهر به) ثم اشار الى الملك الذي هم عليه وسيطرتهم على الارض,, وكيف سيحل عليهم انتقام الله اذا قدموا على ارتكاب جريمتهم ,, فكان الرد الفرعوني انه صاحب الراي السديد الذي طالما ارشدهم اليه,, وان الاتجاه الصحيح هو ما يرشدهم اليه,, فاكمل المؤمن مذكرا اياهم بما ال اليه حال الامم السابقه عندما حاربوا رسل الله اليهم وكيف دمر الله قوم نوح وعاد وثمود,, وان الله لم يظلمهم شئ بل انهم كانوا على انفسهم الجناة عندما رفضوا اتباع رسلهم واعلنوا عليهم الحرب,,
ثم اكمل كلماته الذهبيه في ايه 31 من نفس السورة,, وكيف انه يخاف علي اهله من يوم التناد وكيف انهم ليس لهم نجاة من باس الله,, واستمرت ايات السوره في سياق قصة هذا المؤمن الحق وكيف انه بدأ يعلمهم ما تعلمه من النبي في الايه 37 انه يريد ان يهديهم الى طريق الله المستقيم وينصحهم باتباعه,, وان هناك يوم للحساب يجازي الله كل انسان بعمله, فمن عمل السيئه سيجازي عليها نفسها بحكم الله العادل,, والجنه هي المصير لمن امن وعمل صالحا يرزقون فيها بغير حساب,,
(الرجاء قراءة هذه اللايات من سورة غافر,, فسوف تضيف الكثيرلكم ان شاء الله وجعلكم الله من امثال هؤلاء الرجال) ثم تاتي المعجزه الالهيه في ايه 44,, ان الله قد نجاه من شرورهم واخذهم بذنوبهم وقد ادى دوره في اكمل صوره,, وجعل الله منه النموذج المضيء لمن اراد ان يكون له في الدنيا قيمة ويرفعه الله يوم القيامة في اعلى درجات الجنان..


ثانيا: رجلان انعم الله عليهما *****
عندما امر الله سيدنا موسى بالتحرك نحو الارض المقدسة بمن معه من بني اسرائيل,, بدأ الخوار والوهن يعم الناس, ورفضوا الاستجابه لامر الله ورسوله,, لخوفهم من القوم الجبارين, ونعرف كم حرص هؤلاء على الحياة ولو كانت تحت اقدام الشيطان!! ففشل القوم وظهرت الصوره الحقيقيه, واتضح الوزن الحقيقي لهم,, وهنا جاء دور اصحاب الانفس الزكية التي تحب الله وتخاف على اقوامها من الهلاك,,( وما اقلهم في بني اسرائيل) فقال الرجلان ( ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون وعلي الله توكلوا ان كنتم مؤمنين),, بس مع مين!!
فكان القرار الحاسم الذي لا رجعة فيه, وحتى يفقد النبي الامل فيهم كان الرد في القسوه وسوء الادب مع الله ورسوله التي عرفت عنهم منذ الازل!!( قالوا انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها فاذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون)
فكان الخطاب الاعتذاري من موسى الى ربنا واضعا كل ما يملك من قوه تحت تصرف الله ليوجهه كيف يشاء( قال ربي اني لا املك الا نفسي واخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين) فكان العقاب الجماعي لهؤلاء العصاة ان تاهوا في الارض اربعين سنة ,, اضاعوا فيها امتهم ومستقبلها, فنحاهم الله عن قيادة الارض , ليعطيها لمن هم اكثر وزنا واكبر قيمة!!