|
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
[4] |
الـمـشــرف العــــام
![]() |
![]() مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز باب ما جاء في التطير 84 - شرح حديت : " لا عدوى ولا طيرة . . . " س : سمعت حديثا عن التشاؤم ، يقول فيما معناه : " ولا هام ولا صفر " أرجو منكم ذكر الحديث كاملا مع شرح الكلمات التي لا أفهمها فيه . (1) ج : ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ، ولا نوء ولا غول ، ويعجبني الفأل » (2) . والمعنى إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية من أن الأشياء تعدي بطبعها ، فأخبرهم - صلى الله عليه وسلم - أن هذا الشيء باطل ، وأن المتصرف في الكون هو الله وحده ، « فقال بعض الحاضرين له - صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله الإبل تكون في الصحراء كأنها الغزلان ، فيدخل فيها البعير الأجرب فيجربها ، __________ (1) من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته من مجلة الدعوة ، وقد أجاب عنه سماحته بتاريخ 24 \ 12 \ 1418 هـ . (2) أخرجه مسلم في كتاب السلام ، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ، برقم 2222 . (28/351) فقال - صلى الله عليه وسلم - : " فمن أعدى الأول " » (1) . والمعنى : أن الذي أنزل الجرب في الأول هو الذي أنزله في الأخرى ، ثم بين لهم - صلى الله عليه وسلم - أن المخالطة تكون سببا لنقل المرض من الصحيح إلى المريض ، بإذن الله عز وجل ؛ ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - : « لا يورد ممرض على مصح » (2) . والمعنى : النهي عن إيراد الإبل المريضة ونحوها بالجرب ونحوه مع الإبل الصحيحة ؛ لأن هذه المخالطة قد تسبب انتقال المرض من المريضة إلى الصحيحة بإذن الله ، ومن هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - : « فر من المجذوم فرارك من الأسد » (3) ؛ وذلك لأن المخالطة له قد تسبب انتقال المرض منه إلى غيره ، وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أن انتقال الجذام من المريض إلى الصحيح إنما يكون بإذن الله ، وليس هو شيئا لازما . __________ (1) أخرجه البخاري في كتاب الطب ، باب لا صفر - وهو داء يأخذ البطن - برقم 5717 ، ومسلم في كتاب الطب ، باب في الطيرة ، برقم 2220 . (2) أخرجه البخاري في كتاب الطب ، باب لا عدوى ، برقم 5775 ، ومسلم في كتاب السلام ، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ، برقم 2221 . (3) أخرجه البخاري في كتاب الطب ، باب الجذام ، وأحمد في المسند ، باقي مسند المكثرين ، باقي المسند السابق ، برقم 9429 . (28/352) والخلاصة : أن الأحاديث في هذا الباب تدل على أنه لا عدوى على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي بطبعها ، وإنما الأمر بيد الله سبحانه ، إن شاء انتقل الداء من المريض إلى الصحيح وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك . ولكن المسلمين مأمورون بأخذ الأسباب النافعة ، وترك ما قد يفضي إلى الشر . أما قوله - صلى الله عليه وسلم - : " ولا طيرة " فمعناه : إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية من التطير بالمرئيات والمسموعات مما يكرهون وتردهم عن حاجتهم ، فأبطلها النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال في الحديث الآخر : « الطيرة شرك ، الطيرة شرك » (1) . وقال - عليه الصلاة والسلام - : « إذا رأى أحدكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ، ولا يدفع السيئات إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بك » (2) . وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك " قالوا : وما كفارة ذلك يا رسول الله ؟ قال : " أن يقول : اللهم لا خير إلا خيرك ، ولا طير إلا طيرك ، __________ (1) سنن الترمذي السير (1614) ، سنن أبي داود الطب (3910) ، سنن ابن ماجه الطب (3538) ، مسند أحمد (1/440). (2) أخرجه أبو داود في كتاب الطب ، باب في الطيرة ، برقم 3919 . (28/353) ولا إله غيرك » (1) . وأما الهامة : فهو طائر يسمى البومة ، يزعم أهل الجاهلية أنه إذا نعق على بيت أحدهم فإنه يموت هذا البيت ، فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك . وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - : " ولا صفر " فهو الشهر المعروف ، وكان بعض أهل الجاهلية يتشائمون به ، فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك ، وأوضح - صلى الله عليه وسلم - أنه كسائر الشهور ليس فيه ما يوجب التشاؤم . وقال بعض أهل العلم : إنها دابة تكون في البطن تسمى : صفر ، وكان بعض أهل الجاهلية يعتقدون فيها أنها تعدي ، فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك . وأما النوء فهو واحد الأنواء ، وهي النجوم ، وكان بعض أهل الجاهلية يتشاءمون ببعض النجوم ، فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك . وقد أوضح الله -سبحانه - في القرآن العظيم أنه خلق النجوم زينة السماء ورجوما للشياطين ، وعلامات يهتدى بها في البر __________ (1) أخرجه الإمام أحمد في المسند ، مسند المكثرين من الصحابة ، مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه ، برقم 7005 . (28/354) والبحر ، كما قال الله - سبحانه - : { وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ } (1) ، وقال - سبحانه - : { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } (2) ، وقال -سبحانه - : { وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } (3) . وأما الغول : فهو جنس من الجن يتعرضون للناس في الصحراء ويضلونهم عن الطرق ويخوفونهم ، وكان بعض أهل الجاهلية يعتقدون فيهم وأنها تتصرف بقدرتها ، فأبطل الله ذلك . وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان » (4) والمعنى أن ذكر الله يطردها ، وهكذا التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، يقي من شرها وشر غيرها ، مع الأخذ بالأسباب التي جعلها الله أسبابا للوقاية من كل شر . أما الفأل : فهو أن يسمع الإنسان الكلمة الطيبة فتسره ، ولكن لا ترده عن حاجته ، وقد فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - الفأل بذلك فقال - صلى الله عليه وسلم - : « ويعجبني الفأل " قالوا : __________ (1) سورة الملك الآية 5 (2) سورة الأنعام الآية 97 (3) سورة النحل الآية 16 (4) أخرجه الإمام أحمد في باب مسند المكثرين برقم 14559 . (28/355) يا رسول الله وما الفأل ؟ قال : " الكلمة الطيبة » (1) ا . هـ . ومن أمثلة ذلك أن يسمع المريض من يقول : " يا سليم يا معافى " ، فيسره ذلك ، وهكذا إذا سمع من ينشد ضالة من يقول : يا واجد ، أو : يا ناجح ، أو : يا موفق ، فيسره ذلك ويتفاءل به . والله ولي التوفيق . __________ (1) صحيح البخاري الطب (5776) ، صحيح مسلم السلام (2224) ، سنن الترمذي السير (1615) ، سنن أبي داود الطب (3916) ، سنن ابن ماجه الطب (3537) ، مسند أحمد (3/278). (28/356) 85 - التشاؤم بـ " شهر صفر " من أمور الجاهلية س : يتردد كثيرا أن شهر صفر شهر شؤم يتشاءم منه بعض العوام في كثير من الأمور ، فلا يعقد فيه النكاح على سبيل المثال ، وأيضا فإنه في مجلس عقد النكاح يعتقد البعض أنه لا يجوز كسر العود أو عقد الحبال أو تشبيك الأصابع ؛ حيث إن هذا يؤدي إلى فشل هذا الزواج وعدم التوفيق بين الزوجين . وبما أن هذا يمس العقيدة فنرجو النصح وبيان الحكم الشرعي . وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه . (1) (2) ج : التشاؤم بصفر من أمر الجاهلية ، ولا يجوز ذلك ، __________ (1) نشر في مجلة الدعوة ، العدد 1641 بتاريخ 18 \ 1 \ 1419 هـ (2) . (28/356) بل هو كسائر الشهور ليس عنده خير ولا شر ، وإنما الخير من الله سبحانه ، والشر بتقديره ، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه أبطل ذلك فقال : « لا عدوى ، ولا طيرة ، ولا هامة ، ولا صفر » (1) متفق على صحته . وهكذا التشاؤم بتشبيك الأصابع أو كسر العود أو نحو ذلك عند عقد الزواج أمر لا أصل له ، ولا يجوز اعتقاده ، بل هو باطل . وفق الله الجميع . __________ (1) أخرجه مسلم في كتاب السلام ، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ، برقم 2222 . (28/357) 86 - حكم التشاؤم بالمسكن فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . هناك امرأة من المنطقة الجنوبية لها سبعة أولاد وبنات ، وعندما سكنت في منزل جديد لها بالجنوب توفي أحد أولادها وتبعته إحدى البنات ، وقد حلمت - رأت في المنام - بعد وفاتهم أنها إذا بقيت في هذا المنزل فسيموت كل أطفالها . (28/357) أرجو إفادة فضيلتكم علما بأنه لا يزال لديها خمسة بنين وبنات . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (1) . ج : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بعده : إذا كان الواقع هو ما ذكرتم فهي مخيرة ، إن شاءت سكنت في هذا البيت وإن شاءت انتقلت عنه إلى بيت آخر ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « الشؤم في ثلاثة : في البيت والمرأة والدابة » (2) وفق الله الجميع ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . مفتي عام المملكة عبد العزيز بن عبد الله بن باز __________ (1) سؤال شخصي مقدم لسماحته ، وأجاب عنه سماحته بتاريخ 1 \ 7 \ 1419 هـ (2) صحيح البخاري الجهاد والسير (2858) ، صحيح مسلم السلام (2225) ، سنن الترمذي الأدب (2824) ، سنن النسائي الخيل (3569) ، سنن أبي داود الطب (3922) ، سنن ابن ماجه الطب (3540) ، موطأ مالك الجامع (1817). (28/358)
التعديل الأخير تم بواسطة الأستاذ أبو يوسف ; 2014-04-02 الساعة 09:54 PM.
|
|
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لمادة, للصف, لعام, المتوسط, الثاني, التوحيد, التطير, الفصل, درس ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
درس التنجيم لمادة التوحيد للصف الثاني المتوسط الفصل الثاني لعام 1434-1435هـ | الأستاذ أبو يوسف | الفصل الثاني | 3 | 2014-03-31 10:06 PM |
درس صفة الحج لمادة الفقه للصف الثاني المتوسط الفصل الثاني لعام 1434-1435هـ | الأستاذ أبو يوسف | الفصل الثاني | 2 | 2014-03-30 05:22 PM |
درس التمائم لمادة التوحيد للصف الثاني المتوسط الفصل الثاني لعام 1434-1435هـ | الأستاذ أبو يوسف | الفصل الثاني | 1 | 2014-03-08 11:36 AM |
درس الكهانة والعرافة لمادة التوحيد للصف الثاني المتوسط الفصل الثاني لعام 1434-1435هـ | الأستاذ أبو يوسف | الفصل الثاني | 2 | 2014-03-08 11:34 AM |
درس الرقى لمادة التوحيد للصف الثاني المتوسط الفصل الثاني لعام 1434-1435هـ | الأستاذ أبو يوسف | الفصل الثاني | 4 | 2014-02-27 06:57 PM |