لا تمضوا حياتكم تعيشون كالأموات...

[&soso&]

خاطرة
بعنوان: لا تمضوا حياتكم تعيشون كالأموات....

اقف اليوم امام مرآتي تغلفني الدهشة...انا لم اعد تلك التي ما ان تلامسها الخيبة او يمسها الحزن تجزع و تسكن الحركة فيها و الايام و السننون و تنطوي على نفسها و تطلق العنان للافكار السوداء لتاسرها........

صدقا اكتشفت اليوم انني انسانة اخرى...هامتي تشبه النخلة الباسقة في حديقة منزل جدي ما همها ان سقطت منها تمرات ما يهمها انها تعاند براسها المرفوع العواصف الخفيفة منها و العاتية....و همتي يرتفع منسوبها كل يوم كل ساعة كل دقيقة كل ثانية كارتفاع منسوب المحيطات.....و نفسي تصبر و بها نوع من الجلد لم اعهده فيها قبلا له طعم جديد انها تكابد الهضبات العديدة و العواصف الرملية الثابتة و المتحركة مثلها مثل بدو الصحراء في تعنتهم و تغلبهم على حرقة الشمس نهارا و الجليد الصامت في الصحراء ليلا....كاني بهم يطورون دفاعات كونية تقيهم العوامل الطبيعية القاسية...

ماذا حصل؟؟؟ لا اعلم.......فقط لم اعد ابالي بمن يسكتون الطموح في داخلي و لم اعد اسمع لهم صوتا.....هم كثيرون جدا و موجودون حولي لكن لم اعد ابصرهم و لم اعد استمع او انصت لهم....لم اعد اتنفس هواءهم......ببساطة اصبحوا في واد و اصبحت في واد اخر .......و لم تعد همتنا تلتقي في اي نقطة تشابه...عزيمتي تزداد كل يوم و يتسع مداها كاتساع مدى الافق الرحب...حركة الدفع عندي حسابيا و فيزيائيا خارقة فهي تتجه فقط صعودا نحو القمة و كل محركات السحب للقاع معطلة....حتما هي في طريقها للزوال و الاندثار من عالمي....

اقول ان الحقيقة هي نتيجة الافكار و المشاعر التي تدور بخلدنا و الاحلام التي نحلمها.....لذا انا قررت منذ مدة اني الوحيدة المسؤولة عن حياتي والوحيدة التي استطيع ان اشكلها و الونها بالوان عديدة...انا فقط املك الحق في ان اجعلها حياة اخرى لا مجال للحزن فيها ولا للياس و لا للخيبة و لا للهزيمة و لا للانكسار لا مجال للسلبية فيها ...
اطووا صفحات الماضي الخائبة و الباهتة تشجعوا و لا يرهبكم التغيير....حيثما تمضون احرصوا ان تتركوا بصمة في حياتكم و لا تموتوا قبل موتكم لان الموت الحقيقي....ان تمضوا حياتكم تعيشون كالأموات...
(( استغفر الله العظيم عن كل ذنب عظيم ))