الرحمة بين الناس

[منيع الاحساس]

[FONT="Courier New"][SIZE="4"][COLOR="Magenta"]قال تعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ). وقال تعالى (ثم كان من الذين أمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ).



وعن أنس بن مالك قال بينما عمر رضي الله عنه يعس ذات ليلة أي يطوف بالليل يكشف عن أهل الريبة إذ مر برفقة

قد نزلت والرفقة هي الجماعة المسافرة فخشي عليهم السرقة فأتى عبد الرحمن بن عوف فقال ما الذي جاء بك في هذه الساعة ياأمير المؤمنين قال مررت برفقة قد نزلت فحدثتني نفسي أنهم إذا باتوا ناموا فخشيت عليهم السرقة فانطلق بنا نحرسهم ، فانطللقا فقعدوا قريبا من الرفقة يحرسان حتى إذا رأيا الصبح نادى عمر رضي الله عنه يا أهل الرفقة الصلاة

الصلاة مرارا حيى راهم تحركوا قاما فرجعا ، هذه هي الأخلاق التي جاء بها الإسلام تقوم على الحرمة والمحبة لجميع المسلمين ورعاية مصالحهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بدلاء أمتى لا يدخلون الجنة بكثرة ولا صيام 1ـالفتح 29 2ـ البلد 17

ولكن برحمة القلوب وسلامة الصدور وسخارة النفوس والرحمة لجميع المسلمين فالتراحم بين المسلمين يؤدي الى نزول الرحمة من الله والعكس صحيح أي عدم الرحمة بين الناس تؤدي الى عدم الرحمةمن الله سبحانه وتعالى .

روى الترمذي عن عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .

وقال صلى الله عليه وسلم من لا يرحم الناس لا يرحمه الله تعالى .

فكيف تكون الرحمة بين الناس ، تكون الرحمة بحسن المعاملة بين الصغار والكبار .

فقد قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أتقبلون صبيانكم فقالوا نعم فقالوا لكنا والله مانقبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أملك ان كان الله نزع منكم الرحمة . أي هذا دليل على عدم وجود الرحمة في قلوبكم.

وتكون الرحمة في احترام الكبار روى أبو داود عن عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا . وتكون الرحمة حتى في معاملة الحيوان فقد روى الإمام أحمد أن رجلا قال يارسول الله اني لأذبح الشاة واني لاأ رحمها فقال صلى الله عليه وسلم والشاة ان رحمتها رحمك الله .

وتكون الرحمة بقضاء حوائج الناس فالله سبحانه وتعالى يكون في عوننا اذا كنا في عون بعضنا البعض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب القيامة والله تعالى في عون العبد مادام العبد في عون أخيه المسلم

ومن يسعى لقضاء حوائج الناس فله مثل أجر المجاهدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مشى في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله

ومن يسعى لقضاء حوائج الناس يحظى بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم : من قضى لأخيه المسلم حاجة كنت واقفا عند ميزانه فان هو رجح وإلا شفعت له .

اذا هذه هي الرحمة تكون في المحبة بيننا وتكون في التعاون والمساعدة لبعضنا وعدم استغلال بعضنا لبعض

فأين نجد هذه الرحمة هل نجدها على ألسنة الصغار الذين يتلفظون بكلمات السوء بمناسبة وبدون مناسبة أم نجد الرحمة في طمع الكبار أم نجد الرحمة في قلوب أعضاء مجلس الجمعية والزروع تشتكي من مياه الآبار والسربات ولا حياة لمن تنادي لأن قلوبهم أصبحت أقسى من الأرض التي أهلكتها المياه الملحية أ م نجد الرحمة في الأطباء الذين حولوا المهنة الإنسانية إلى مهنة تجارية ولم يبق الا أن يكتبوا في لوحة الاختصاص أخصائي بتنظيف الجيوب من المصاري مع احترامنا الشديد للكثير من الأطباء الذين يتعاملون مع الناس بانسانية ورحمة . ولكن مانقصده من الأطباء أصحاب العمليات الجراحية والتوليد فبعض أطباء التوليد وأقول البعض وليس الكل اذا جاء المولود أنثى يأخذ على سبيل المثال

الف وخمسمائة ليرة أما اذا كان المولود ذكرا فالتسعيرة ترتفع الى ألفين ليرة ويستغل فرحة الناس بالولد ويطلب ما يشاء

أليس هذا هو الطمع بعينه ؟ وهل أنت الذي تهب لمن تشاء الذكور ولمن تشاء الاناث لكي تضع هذا الفرق في التسعيرة

القسم الثاني أطباء الجراحة في المشافي الخاصة عملية جراحية لا تستغرق ساعة أو ساعتين من الزمن تكون أجرة الطبيب فقط من عشرة الى خمسة عشر ألف ليرة لأبسط العمليات الجراحية , يبقى العامل العادي في أقسى أنواع العمل

شهرين ليجمع مثل هذا المبلغ وتاتي بعد ذلك فاتورة المشفى ليصل المبلغ في النهاية الى حوالي ثلاثين الف ليرة

فهل هذا جشع أم رحمة ولماذا هذا الفرق الكبير بين الجهد والاخر أليس هذا استغلال لحاجة الناس .

انه الحب العمى للمال ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لوكان لابن ادم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثا

ولا يملأ جوف ابن ادم الا التراب ويتوب الله على من تاب . فكثرة المال تؤدي الى الطغيان وابن مسعود يقول : مامن يوم الا وملك ينادي يابن ادم قليل يكفيك خير من كثير يطغيك .

أراك يزيدك الاثراء حرصا على الدنيا كأنك لا تموت

فهل لك غاية ان صرت يوما اليها قلت حسبي قد رضيت

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كن ورعاً تكن أعبد الناس وكن قنعاً تكن أشكر الناس وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً

أيها المسلمون في كل مجتمع من المجتمعات وفي كل جماعة من الجماعات هناك الخير والشر الرحمة والقسوة المحبة والكره السخاء والطمع فعلينا أن نتعامل مع أهل الرحمة نتعامل مع أهل الرفق والسماحة ونبتعد عن أصحاب الطمع ولا نسمح لهم باستغلالنا ولكن هناك من يعتقد أن التسعيرة كلما ارتفعت يكون صاحبها فهمان أكثر وهذا خطأ كبير وهذا الفهم الخاطئ عند الناس هو الذي شجع أهل الطمع والجشع على استغلال الناس

أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : يقول الله تعالى اطلبوا الفضل من الرحماء من عبادي تعيشوا في أكنافهم فاني جعلت فيهم رحمتي ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فإني جعلت فيهم سخطي .

هذا خلاصة ما أردنا أن نقوله هذا اليوم ونسأل الله العلي القدير أن يزرع في قلوبنا الرحمة والمحبة لجميع المسلمين انه على ما يشاء قدير .