الحياة البرزخيه

[منايرالكرشمي]

يروى عن عمر بن عبد العزيز أنه في يوم من الأيام دخل بيته ووجد أحد أبناءه يحتضر ثم فاضت روحه ثم غسله وكفنه وقبره
ثم جمع الناس وخطب فيهم وهو يتكلم عن أهل القبور قائلاً :

( إذا مررت بهم فنادهم إن كنت مناديا وإدعهم إن كنت داعيا مر بمعسكريهم وإنظر لتقارب منازلهم سل غنيهم ما بقي من غناه وسل فقيرهم ما بقي من فقره وسلهم عن اللسان الذي كانوا به يتكلمون وعن الأعين التي كانوا بها الى اللذات ينظرون وعن الوجوه الحسنه والأجساد الناعمه ما صنع بها الديدان ؟
أكلت اللحمان وعفت الوجوه ومحت المحاسن وإمتلأت الأفواه صديدا ودب الدواب الارض في أجسادهم
أين خدمهم وعبيدهم ؟؟ والله ما زودهم فرشا ولا وضعوا هناك مسكا ولا أنزلوهم في اللحد قرارا أليسوا فالخلوات ؟ اليسوا في مدلهمه ظلما ؟؟
قد حيل بينهم وبين العمل قد فارقوا الأحبه
كم من ناعم وناعمه أصبحت وجهوهم باليه وأوصالهم عن أعناقهم متفرقه , فمنهم والله المنعم في قبره الغض الناظر فيه ليتني أعلم بأي جنبي بدأ البلا ؟
ليتني أعلم بما يأتيني به ملك المووت عند خروجي من الدنيا ؟؟ )




ثم نزل ومسح عينه بكمه وقالوا : أتبكي يأمير المؤمنين جزع ,قال : لا ولكن قد دخل ملك الموت بيتي هذه المره وقبض روح إبني والله أعلم من يقبض في المره القادمه فما عاش بعد ذلك الا جمعه .

(هذا الخليفه المؤمن يوم كان يحتضر قال إعرضوا علي الجيش
ثم قال : يامن لايزول ملكه إرحم من قد زال ملكه )


رحم الله الخليفه العادل الذي كان يبحثون عن من يأخذ الزكاة في عهده ولا يجدون أحداً يأخذها من عدله بين الناس لأنهم صاروا أغنياء في حكمه

وصلى الله خير البريه محمد صلى الله عليه وسلم