قصيدة ... " نــبــض دَاتـــــي "

[مروان المزيني]

ألِفتْ حروفُ الشعر نبضَ دَواتي=وشذى القصائد ِ في ربى كلماتي
ريّانة ٌ بالمسك ِ تبعثُ رَوحها=بنسائم ٍ وروائح ٍ عطرات ِ
تشدو بلحن ٍ أذهبتْ قسماتـُه=برد السكون وفاح بالهمسات ِ
وتوافدتْ لِحدائه الأطيارُ في=شوق ٍ أثير ٍ راقص ِ الحركات ِ
وُداً ودفئا ً من معان ٍ صاغها=نبضُ الدواةِ فبدّدَ السكتات ِ
***
الليل ُ يرسم ُ من دَواتي بدرَه=ونجومَه الخجلى على الشُّرفات ِ
وسحابة ٌ تسمو بكل تواضع ٍ=تـُشجي القلوبَ بأطيب ِ القطرات ِ
والشمسُ في وقتِ الأصيل تسللتْ= نحو الدَواةِ لتستقي القبسات ِ
وشواطئُ الرمل ِ اسْتمالتْ علـّها= تحظى بموج ٍ دائم ِ الغـَدوات ِ
حتّى الجبالُ الشـّمّ لانَ جنابها=لتنالَ مجدا ً شامخ َ اللبنات ِ
***
نبضُ الطفولةِ كمْ تناغم َ رقة ً= يحبو إلى أمل ٍ من الزهرات ِ
تندى البراءة ُ عذبة ً في ثغرهِ=وبصوتِه سحـْرٌ من النغمات ِ
وبعينه نبعُ الصفاءِ وسرّه=ينسابُ من عفوية الضحكات ِ
وإذا حكى يكفيكَ نبضُ حروفِه=وحروفـُه بيضاء في الصفحات ِ
مَنْ لا يحبُّ من الطفولةِ طهرَها=واللهُّ أعفاها من الهفوات ِ ؟ !
***
نبضُ الشباب ِ يعيشُ حـُلـْماً يافعا ً=فيخط ّ دربا ً راسخ الخطوات ِ
ويحثّ قلبا ً بالتفاؤل ِ مُرْتـَو ٍ=يرنو إلى دنيا بلا كـربات ِ
يمشي الهوينا باليقين ِ ويمتطي=عزما ً ليظفرَ بالنعيم ِ الآتي
في كـفـّه سـِلـْمٌ ، وفيها قوّة ٌ=وبها تسيلُ قناطر الصدقات ِ
ولها حروف ٌ إنْ تخط ّ فنبضها=يبقى ولو صارتْ من الأموات ِ
***
ولدى المشيب ِ الحرفُ يكسو نبضـَه=ثوبُ الحكيم ِ ونبرة ُ الآهات ِ
قد صاغها زمنا ً بنشوةِ واثق ٍ=وبحرقةٍ فاحتْ من العبَرات ِ
فيلوذ ُ في الصمت ِ الدفين ِ معاتبا ً=نفسا ً يحاسبها مع الخلوات ِ
يهديكَ منه البوح َ حرفا ً خالصا ً=فتـعـدّه من أنفس ِ التركات ِ
تحيا الحروف ُ بنبضها في رفعة ِ=بين السطور ِ ودونما إخبات ِ
***
في كل أرض ٍ لي دَواة ٌ تشتكي=نزفا ً تملـّـلَ كثرة َ العثرات ِ
في القدس ِ ، في أرض ِ العراق ِ ومثلها=في كل شبر ٍ تاه في الحسرات ِ
في كلّ قلب ٍ قد تأبـّط فـُرقـَة ً=أشقته بؤسا ً ظلمة ُ الغفلات ِ
أنـّى لنبض ِ الحـُـزن ِ أن يُـجلى وأنْ= يحيا بنبض ِ الفرْح ِ لـَـمُّ شتات ِ
فيعود ُ وجه ُ الأرض ِ يزهر ُ مشرقا ً=متلألئا ً بلطائف ِ البسمات ِ
و دَواة ُ شعري تنتشي نبضاتـُها=والسـّعد ُ يحيا في ربى كلماتي

شعر / مروان المزيني

[/]