قصيدة .. الــــبــرشــــــــام . . !

[مروان المزيني]

(مـهـلاً00تـوقّــف) قــالــهــا (بـرشــامـي)=فـرمـقــتـــــه بـعــلامـــة اســـتــفــهــــام ِ

مــن ذا يــنــاديــنــي )تــوقــــــف) آمــــراً=أو ذاك أنــتَ صـــديقـي يا ( بـرشـامي) ؟

فــــرمــى إلــيّ بـنـظـــرة مــكـــلـــومــــةٍ=مــن بـيـــن أحــــــزان و مــن أســـــقـــام ِ

فـــســـألــتــه مــالــي أراك و قــــد عـــلا=وجـهُ العـبـوس بـوجـــهــك الـبــسـّـــام ِ؟

فــأجـــاب بـــعــــد تـــــردد و تـــنـــهّـــــد=و لــقــد بـــدا مــتــوســّـــد (الأقــــــلام ِ)

هــذي حـــيـاتـي عــشــتــهــا مـتـعـذبـاً=مـن شــوكــة الـفــرجــار و الــمــرســام ِ

هــذا يـُجـمّـعـنـي بـضـيــق مــســـاحــة=فــيــــخـــطـّــ نـــي بــأنـامــــل الأقــــزام ِ

و ســـواه يــعـمـد أن يـُصـغّـر صـفـحـتـي=حـتـى يـُخـبــئــنــي عــلــى الإبـــهـــام ِ

و ســـــواه يـنـحـتــنــي عـلـى أقــلامــه=فــأمــــوت مــن وجـــــع و مــن إيـــــلام ِ

و ســـواه يـكـتـبـنـي عـلـى مــنــديــلــه=فــأصـــاب بـعــد عـطـــاســـه بــزكـــــام ِ

و ســـواه يـكـتـبـنـي عـلـى ســــروالـــه=فـيــكــون مـــــوتـــي دونـــمــا إكــــــرام ِ

أنـا لــســت وحـدي في الحـيـاة و إنــمـا=كُـتـبــت عـلـيّ مــــآســــــيُ الأيـــتــــام ِ

لــــي والــــدٌ ذو خـــبـــرةٍ و مــــهــــــارةٍ=يـَـخـــفــى و يــظــهـــر مـــرّة في العـام ِ

عــــرف الحـيــاة مـن الـتـجــارب مـوسماً=يُــدعـى امـتـحـــان مــخـــازن الأفــهــام ِ

فـيـكـــون عـونـاً للـذيـن مــضــت بــهــم=أوقــاتـــهــم فــي غــفــلـــةٍ و مــــنـــام ِ

لــكــنـــهــم قـد أوقــعــوه بــحـــيـــلــــةٍ=مــحـــبــو كــةٍ فـي غـــايـــة الإحـــكـــام ِ

طـــلـب التـمــهّـــل و اسـتـمـاع دفـاعــه=حـتــى يــخـــفّــف وطـــــأة الأحـــكــــام ِ

قـالــوا : ارتـكــبــتَ جــنــايــةً و جــريمـةً=و الـغــــشّ مــحـــســــوبٌ مــن الآثــــام ِ

قــال الـــرسـول موجهاًً من غـشّـنـا=لا .. ليس مــنّـا .. هــل لــديــك مـــحـــام ِ؟

فــأجـــاب إنــــي مــا أتـيـتُ بـخــاطــري=لـكـنـنـي أُرغـــمـــتُ فــي الإجــــــــرام ِ

لــكـــنــهــــم لــمّـــا رأوه مــخـــالـــفــــاً=لـنــظــام ـهـــم جـعــلــوه كـــوم حــطـام ِ

قـد حـــاكــمــــــــوه بــــدون أيّ رويّـــــة=حــكــمــاً قـــــضـى الـتـمـزيـق بالإعـدام ِ

و كــذاك أمّـــــي أظــهــرتـهـا خـلـســـةً=تـلــمـــيـــذةٌ مـــن طـــرحـــةٍ و لـــثـــام ِ

قــد أمــــســكــتــهــا أبــلــةٌ بــبــراعــةٍ=و مــــضتْ بها للسجـن في اسـتسـلام ِ

حـــــكــمــوا عليهـا بالـمـــؤبــد عـنـــدما=قـد دُبـّـــســتْ في مـحـضــر الأقـســام ِ

و كــــــذاك أخــتـي عـنـدمـا ظـفــروا بها=في ســـــاعــةٍ ، في مـعـصـم مـتـرام ِ

قــذفـــــوا بـهـا في ســلــةٍ مــمــلـــوءةٍ=تــمــضــــــي مــــع الأيـــام لـلإضـــــرام ِ

وأخـي الحـــبـيــب قـضى غـريـقـاً نـحـبه=بـلـعــاً بـبـــطــن الــطـــالــب الـغـشّـــام ِ

هــذا مــــصــيــر الـســابـقـيــن و إنـنـي=أخــشـــى بــأن ألــقــاه فــي أيــامـــي

إنــي مـلـلـــتُ الـغــشّ لــســت أطـيقه=فـإلـى مـتـــى أحــــيــا بـــدون ســــلام ِ

لـــمَ لا أكــــــون وســـيـلــةً يـُـعـنـى بها=أحـــيــا بـــــرغــم تـــفـــاوت الأحـــجــام ِ

لــمَ لا أكــــــون صــحـيـفــةً فـي حــائـط=أحـــيــا كــــــريـــمــاً فـي عُـــلـوّ مــقـام ِ

لــمَ لا أكــــــون كـــتــيـّـبــاً أو نــشــــرةً=لــمَ لا أكــــــون مـجــسـّـمــاً بـــقــــوام ِ

مــا ضــرّ مـــــــرءاً أنْ يُــجـاهـــد نــفسه=بــل ضــرّ أنْ يـــــأتــي فِـــعــــال حـــرام ِ

هــذا مـقـالــــــي يـا صـديـقـي فارعني=وارع الصـــداقــــــةَ مـن دجـى الإظــلام ِ