البحث في المنتدى |
بحث بالكلمة الدلالية |
البحث المتقدم |
الذهاب إلى الصفحة... |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() لا يجتمع في القلب حب الله وعشق الصور أبداً.. إذا عرفت هذه المقدمة فلا يمكن أن يجتمع في القلب حب المحبوب الأعلى وعشق الصور أبدا بل هما ضدان لا يتلاقيان ، بل لا بد من أن يخرج أحدهما صاحبه ؛ فمن كانت قوة حبه كلها للمحبوب الأعلى الذي محبة ما سواه باطلة وعذاب على صاحبها صرفه ذلك عن محبة ما سواه ، وإن أحبه لم يحبه إلا لأجله ، أو لكونه وسيلة له إلى محبته ، أو قاطعاً له عما يضاد محبته وينقصها ، والمحبة الصادقة تقتضي توحيد المحبوب ، وأن لا يشرك بينه وبين غيره في محبته ...... وإذا كان المحبوب من الخلق يأنف ويغار أن يشرك معه محبةغيره في محبته ، ويمقته لذلك ، ويبعده ولا يحظيه بقربه ، ويعده كاذباً في دعوى محبته ، مع أنه ليس أهلا لصرف كل قوة المحبة إليه ؛ فكيف بالحبيب الأعلى؟ الذي لا تنبغي المحبة إلا له وحده ، وكل محبة لغيره فهي عذاب على صاحبها ووبال؟ ولهذا لا يغفر الله سبحانه أن يشرك به في هذه المحبة ، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء . فمحبة الصور تفوت محبة ما هو أنفع للعبد منها ، بل تفوت محبة ما ليس له صلاح ولا نعيم ولا حياة نافعة إلا بمحبته وحده ؛ فليختر العبد إحدى المحبتين ؛ فإنهما لا يجتمعان في القلب ولا يرتفعان منه ، بل من أعرض عن محبة الله وذكره والشوق إلى لقائه ابتلاه بمحبة غيره ؛ فيعذبه بها في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة ؛ فإما أن يعذبه بمحبة الأوثان ، أو بمحبة الصلبان ، أو المردان ، أو محبة النسوان ، أو محبة العشراء والإخوان ، أو محبة ما دون ذلك مما هو في غاية الحقارة والهوان ؛ فالإنسان عبد محبوبه كائناً من كان ، كما قيل : أنت القتيل بكل من أحببته ...... فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي فمن لم يكن إلهه ما لكه ومولاه ، كان إلهه هواه ، قال تعالى : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (الجاثية: 23) |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الله, الصور, وعشق ![]() |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|