|
البحث في المنتدى |
بحث بالكلمة الدلالية |
البحث المتقدم |
الذهاب إلى الصفحة... |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() لقد لاحظت بعض الأصدقاء يبحثون عن المنهج الأدبي واللغوي في مادة اللغة العربيـة , ونحن كأهل لهذه اللغـة العزيزة على قولبنا جميعا ؛ لأنها لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنـة فقد قررت أن أقوم بمجموعة من المخلصات في هذا الموضوع لعلها تفيد كل /ن يبحث عن ذلك الشيء وأسأل الرب جل علاه أن يجعلها في موازين حسناتي يقو القيامـة وكذلك كل من سعى في نشرهـا أو حاول جهدا في ذلك أو أرشد إليها ليستفيد منها طالب العلم . مصطلحات : "لسان العرب": "طريق نهج": بَيِّن واضح، ومنهجُ الطريق: وَضَحُه، والمنهاج كالمنهج، وفي التنزيل: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ وفي رأيي أنها الطرق الواضحة التي يسلكها الدارسون في دراستهم وهو كذلك التنظيمُ الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة إمَّا من أجْل الكشف عن حقيقة مجهولة لدينا، أو مِن أجْل البرهنة على حقيقةٍ لا يعرفها الآخرون". منهجية البحث : إتباع مجموعة من المعايير والتقنيات والوسائل قَبْل البحث، وفي أثنائه"، ولمزيد من التوضيح والدلالة على الفَرْق بين المنهج والمنهجية، نورد هنا ما ذَكَره د. إميل يعقوب بقوله: "ونميل إلى التمييز بين المنهج والمنهجية"؛ استنادًا إلى الاعتبارات : 1 - إّنَّ"المناهج" وصْف لأعمال العلماء المتقدِّمين، وطرائق بحوثهم وأساليبهم، ومصطلحاتهم في العلوم، والبحْث العلمي سابقة للمناهج، أما "المنهجيَّة" فمجموعةُ معايير وتقنيات ووسائل يجب اتِّباعها قبلَ البحث وفي أثنائه. 2 - أنَّ المنهجية، كالمنهج، وصفيَّة؛ لأنَّها تبيِّن كيف يقوم الباحثون بأبحاثهم، لكنَّها تختلف عنه في أنها معيارية في الوقت نفسه؛ لأنَّها تقدِّم للباحث مجموعةَ الوسائل والتقنيات الواجب إتباعها. 3 - أنَّ مناهِجَ الدِّراسة تختلف من علم إلى آخَرَ، فللأدب مناهجه، وكذلك للغة، وللتاريخ، والبيولوجيا، والرِّياضيات، أما المنهجية فواحدة عمومًا. 4 - . أنَّ المناهج تُطرْح عادة للنقد والتقويم، فيفصل ما لها وما عليها، وأيها أوْلى بالإتباع، وما المنهج المناسب من الدِّراسات، أما المنهجية، فمعاييرُ وتقنياتٌ يجب التزامها لتوفير الجهد، وعدم إضاعة الوقت، وتسديد الخُطى على الطريق العلمي الصحيح. 5 - أنَّ المناهج مرتبطة بالمنطق وطرق الاستدلال والاستنتاج، ولذلك فهي تتطوَّر وتتعدَّل من حين لآخر، أما المنهجية فأضحتْ - عمومًا - جملة قواعد ثابتة . البحث : في اللغة: الحفر والتنقيب، ومنه قول - الله تعالى -: ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ﴾ ويأتي بمعنى الاجتهاد وبذل الجَهْد في موضوعٍ ما، وجمع المسائل التي تتصل به، ومنه سميت سورة (براءة) بالبحوث؛ لأنَّها بَحثتْ عن المنافقين وكَشَفتْ ما يدور في قلوبهم. أما في الاصطلاح: فهناك تعريفات كثيرة تدور بعضُها حول كونه وسيلةً للاستعلام والاستقصاء المنظَّم، الذي يقوم به الباحث بغَرَض اكتشاف معلوماتٍ جديدة، أو تطوير وتصحيح، أو تحقيق معلوماتٍ موجودة بالفعل، ومن بيْن هذه التعريفات: إنه: تقرير وافٍ يقدِّمه باحث عن عمل تَعهَّده وأتمَّه، على أن يشملَ التقرير كلَّ مراحل الدراسة، منذ كانت فكرة حتى صارتْ نتائجَ مدوَّنة، مرئية مؤيَّدة بالحُجج والأسانيد استقصاء دقيق يهدف إلى اكتشاف حقائقَ وقواعدَ عامة يمكن التحقيق منها مستقبلاً. أو هو: الوقوف على مفهومه، والتعرُّف على جوانبه المختلفة إذا نقب فيه، وفحصتْ أجزاؤه ينتهي فيه الباحثُ إلى حقيقة، ويوضح جوهره و هو: وسيلةٌ للدِّراسة يمكن بواسطتها الوصول إلى حلٍّ لمشكلة محدودة، وذلك عن طريق التقصي الشامل والدقيق لجميع الشواهد والأدلَّة، التي يمكن التحققُ منها، والتي تتصل بهذه المشكلة المحدَّدة ** من التعريفات الأخرى : 1 - مقالة مطوَّلة واسعة، نطلق عليها كُتيبًا، كان القدماء يُطلقون عليها اسمَ رسالة أو محاضرة. 2. أو كتابًا مختلف الحَجْم، وغالبًا ما يبدأ الكتاب بصفحات تقارِب المائة، وتزداد صفحاتُه حتى تبلغ المئات، فإن زادتْ زيادةً مسرفة، قسِّم الكتاب أجزاءً، حسب موضوعاته وأبوابه الكبرى. 3. رسالة جامعيَّة يتقدَّم بها الباحث لنيل درجة علمية، ويَقْصُر بعض العلماء البحثَ على ما هو دون الرِّسالة والكتاب من المقالات العلميَّة المطوَّلة أو الموجزة، فلا يطلقون على الكتاب ولا على الرسالة الجامعية اسمَ بحث. إذا كان الغرض من البحْث مختلفًا، فإنَّ جوهره يتمثَّل في إثارة مشكلة من مشكلات العِلم - كما أسلفْنا - وعَرْضها عرضًا جيدًا، وبيان وجهة حلٍّ هذه المشكلة. لعلمي: نسبة إلى العِلْم، وهو المعرفة المنظِّمة، التي تتصف بالصحَّة والصِّدْق والثبات. والفَرْق بين العلم والمعرفة: أنَّ المعرفة مجموعة من المفاهيم والآراء، والتصورات الفكرية، التي تتكوَّن لدى الفرْد كنتيجة لخبراته في فَهْم الظواهر والأشياء المحيطة به[ ما العلم، فهو أسلوب تحقيقِ هذه المعارف، وتمحيص الحقِّ من الباطل، ومعنى ذلك: أنَّه ليستْ كل معرفة تعدُّ معرفة علمية، وليستْ جميع أنواع المعارف على مستوى واحد، وإنما تختلف لاختلاف ما تتمتَّع به من دِقَّة، ودقَّة المعرفة تنبعث من مدى ما تتميَّز به من أساليب التفكير، وقواعد المنهج التي أتبعت في الوصول إليها، وعلى هذا فالمعرفةُ هي مجرَّد المعلومات التي تصل إلى الإنسان دون تمحيص، أو تدليل وبرهنة. أما العلم: فهو المعرفة المنظِّمة المصاغة بشكل قواعدَ وقوانين تَمَّ التوصل إليها بواسطة الأسلوب العلمي السليم الذي يجعل الإنسان على يقين مِن مدى صِدْق معارفه[ ملاحظة : إنَّ العلم يعتمد في أكثر ما يعتمد على العقل، الذي يلاحظ الظاهرة، ثم يدرسها ويُخضِعها للتجارِب، ويرصدها بدقَّة؛ ليصل إلى النتائج التي تتاح له من دراسة المقدمات على قدر ما توفَّر للعالِم من بيئته ومن علمه، وَسَعة أفقه، ودراية بما توصَّل إليه الآخرون في مجاله من دلائل وبراهين، أما الأدب فأكثر ما يعتمد على العاطفة والخيال، والانفعالات والمثيرات، بما يُحتِّم على كل من العلم والأدب أن يكون لهما اللغة التي تترجم عنه، والوسيلة التي بها يُعبَّر عنه، والذي نريده في موضوعنا هذا هو البحث الأدبي : وهناك مناهج للدراسات الأدبية في كل أدب من الآداب العالمية ولكنني سوف أورد ما أورده الدكتور شكري فيصل ولخصها الدكتور إميل يعقوب بقوله : المنهج التاريخي: يقوم هذا المنهج على قِسمةِ الأدب العربي إلى عصوره السَّبْعة قسمةً متطابقة مع العصور السياسيَّة؛ لِمَا بين الأدب والسياسة من تأثير متبادَل، وصِلات قوية، خاصة في الأدب العربي، لكن الأدب لا يخضع لتقلُّب الحكم المفاجئ، بل يتطلب وقتًا طويلاً لتخمُّره وتغييره، وليس هناك فاصلٌ محسوس قائم بين أدب وأدب، أو بيْن عصر وعصر، وهذا المنهج يهمل أثرَ الأدب في السياسة، وأثرَ البيئة الجغرافية والنوازع الفرديَّة، والصِّفات النفسيَّة في الأدب نفسِه. 2. منهج الفنون الأدبية: يقوم على دراسة الأدب العربي دراسةً تعتمد على تصنيف نتاجه في فنون، أو أنواع أدبية، وعلى تتبُّع هذه الأنواع والفنون عبر الزمن لمعرفة تطوُّرِها، وأثر العوامل الإقليميَّة فيها، وتأثر اللاحق بالسابق من الأدباء، والموازنة بيْن هؤلاء وبيْن أساليبهم، ولكن هذا المنهج يُهْمِل صاحبَ النص الأدبي، مجتزئًا نتاجه إلى الفنون الأدبية المختلفة، كما يصعُب تطبيقُه على القصيدة العربية التي لم تعرفْ وحدةَ الموضوع - كما هي عند بعض النُّقَّاد - بل تعتمد وحدة البيت. 3. منهج الجنس "يدعو هذا المنهج إلى دراسة الأدب تبعًا لأجناس الأدباء، وهذا المنهج غيرُ صالح لدِراسة الأدب في المجتمع العربي القائم على خليط الأجناس المختلِفة - كما يُشير صاحبُ مناهج الدراسة الأدبية في نقْد هذا المنهج -: فمِن التعسُّف تصنيفُ أدباء العربية حسب جنسهم (عرب، وفرس، روم)؛ نظرًا لامتزاج الدِّماء، واختلاط الثقافات، والوحْدة المادية والثقافية والعضوية، التي خَلَقها الإسلام في المجتمع العربي". 4. المنهج الثقافي: "يدرس الأدب تبعًا للثقافات التي غلبتْ على الأدباء، فيدرس أدب الثقافة الفارسيَّة، وأدب الذين اغتذوا منها، وأدب الثقافة العربية، وأدب الذين تغذوا بها، وأدب الثقافة اليونانيَّة، وأدب الذين تمثَّلوا هذه الثقافة، وذلك كل على حِدَة، ويُؤْخَذ على هذا المنهج: أنَّه يهتمُّ بالعناصر العقليَّة في الأدب دون عناصره العاطفيَّة، كما أنَّه يُهْمِل العنصرَ الفرديَّ، والناحيةَ النفسية، وليستِ الثقافة وحدَها التي تصوغ الأدب". 5 المنهج الفني: يَدرس هذا المنهج الخصائصَ الفنية المشتركة بين الأدباء، منتقلاً من النِّطاق العام، جامعًا بيْن الأدب والنقد مِن جهة، وبيْن الأدب والعلم من جهة أخرى، ومصنفًا الأدباءَ حسب خصائصهم الفنية، لا حسبَ التطوُّر الزمانيِّ أو غيره، إلى مدارس واتجاهات تتميَّز كل منها بجُملة خصائص فنية". 6. المنهج الإقليمي: وبه يدرس الأدب لا حسبَ الأنواعَ الأدبيَّة، أو الأجناس أو الثقافات، أو الخصائص الفنية، بل موزعًا بيْن الأقاليم، فيدرس الأدب العربي مثلاً في مصر، ثم في الشام، ثم في المغرب، ولا شكَّ في أثر البيئة الجغرافية في الأدب والأديب معًا. لكن هذا المنهج يُؤخَذ عليه أنه يُهمِل العناصر النفسيَّة والذاتيَّة والثقافيَّة، وغيرها من العوامل التي تؤثِّر تأثيرًا فاعلاً في نشأة الأدب وتطوره. وهناك مناهجُ أخرى عديدةٌ دَعَا إليها أصحابُها من النقَّاد، ويكفي أن نُشير إلى ما ذكره شوقي ضيف مميزًا فيما بينه: 1. المنهج الطبيعي: وإن كان هذا المنهجُ ينكر التذوقَ الشخصي، وكلَّ ما يتصل بالذَّوْق وأحكامه، فإنَّه يُطبِّق على الأدباء جميعًا قوانينَ واحدة، وذلك كما نطبق قوانينَ الطبيعة على كلِّ العناصر وكل الجزئيَّات وكل الكائنات، مسقطًا كلَّ ما يَمتاز به الأدباءُ من فردية وذاتية، محاولاً جَعْلَهم متطابقين في كلِّ شيء، مقسمًا إيَّاهم في فصائل تتشكل بحسب ما يقع عليها من مؤثِّرات خارجية (الجنس - البيئة - الزمان) كما تتشكل فصائل النبات والحيوان في الطبيعة. 2. المنهج الاجتماعي: يصل هذا المنهج بيْن دراسة الأدب، والدِّراسات الاجتماعية؛ إذ إنَّ الأدب في حقيقته تعبيرٌ عن المجتمع، ولا يوجد أدب دون مجتمع ينشأ فيه، كما يدرس الظواهرَ الاجتماعية في البيئة التي ينتمي إليها الأديبُ، وطبقته الاجتماعيَّة، وما عاش فيه مِن أوضاع اقتصاديَّة، وأدَّى هذا المنهج إلى ظهور مقياس اجتماعي جديد، هو مقياسُ الالْتزام في الأدب، الذي يُقوِّم الأدب بمقدار التزامه قضايا المجتمع، ودفاعه عن الحقِّ بكلِّ شيء، وتفرَّع عن هذا الاتجاه مذهب (الفن للفن)، الذي يرى أنَّ غاية الفن عامة والأدب بخاصَّة هي ذاته، بغَضِّ النظر عمَّا يطرحه من مسائلَ اجتماعية، أو أخلاقية، أو نحوها. 3. المنهج النفسي: نشأ هذا المنهجُ مع رؤى "فرويد"، وتطوَّر على أيدي تلامذته، وتقدَّم عِلم النفس، حتى أصبحتْ دراسة الأدب والفن على ضوء علم النفس منهجًا رائجًا لدى الباحثين الغربيِّين، ثم انتقل إلى دراسة الأدب العربي. وملخص هذا المذهب يتمثَّل في: أنَّ الفن إنما هو تنفيسٌ عن عُقُد جِنسيَّة، أو كَبْت جِنسي، وأنَّه لا بدَّ في دراسة الأدب من دراسة (اللاشعور) الذي ينبع منه الصنيع الفني[17]. وهذا المذهب - كما ترى - مذهب فاسد؛ وذلك لإرجاعه كل المشاكل النفسية إلى الكَبْت الجنسي، والعقد الجنسية، والأمر - بالطبع - ليس كذلك؛ فهناك مشاكلُ نفسيَّة كثيرة لا علاقة لها بالنواحي الجِنسيَّة، بل إنَّ كثيرًا من المنغمسين في الجنس والذين يُشبِعون رغباتهم الجِنسيَّة بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، مَرْضى نفسيُّون، فكيف تكون كلُّ المشاكل النفسية مرجعها إلى الكبت الجنسي؟! والذي يظهر: أنَّ صاحب مذهب "فرويد" هو المريض جِنسيًّا ونفسيًّا، فانعكس ذلك على أفكاره ومذهبه في علاج الأمراض النفسية. 4. المنهج الجمالي: يبحث في إدراكنا الجمالَ ومقاييسه، وأحكامنا عليه، والعِلل التي تُثير فينا الشعورَ بالجمال عندَ هذا الأديب أو ذاك، وطبيعة الإبداع الأدبي، ومصْدر الجمال في هذا الإبداع، وحقيقته ومعاييره وقيمته، وصلته بمُنشِئه، وبالمجتمع وبالواقع. 5. المنهج الذاتي الموضوعي: يدعو هذا المنهج إلى تذوُّق الآثار الأدبية، ثم إلى تصوُّر ووصف إحساسِنا وانفعالنا بها، ومدى تأثيرها في قلوبنا وعقولنا، وهكذا تستحيلُ دراسة التاريخ الأدبي والآثار الأدبية دراسةً ذاتيه تأثيرية، تعتمد على التذوُّق الشخصي دون الدخولِ في دراسة أحوال المجتمع، أو الوقوف عندَ شخصية الأديب، أو إقحام بحوث علوم الطبيعة، أو علم الاجتماع، أو عِلم النَّفْس، أو الفلسفة الجمالية، والمهم تحليلُ النص تحليلاً لغويًّا، ونحويًّا وبلاغيًّا، قائمًا على التذوُّق الشخصي. ثم ينتهي كلٌّ من شكري فيصل، وشوقي ضيف إلى دعوة الباحثين الدَّارسين إلى تطبيق منهج يعتمد كلَّ المناهج السابقة، ويفيد منها، ويستضيء بها، وهو (المنهج التكاملي) وقد راج بيْن الدارسين الإشارةُ إلى هذا المذهب في مقدِّمات دراساتهم؛ لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه، والاستعاضة به عن جميع المذاهب التي ذكرْناها من قبل، وإن كان النصُّ على هذا المنهج الدراسي والنقدي لم يعدم مَن تناوله بالتفصيل كصنع الدكتور/ أحمد كمال زكي في كتابه "النقد الأدبي أصوله واتجاهاته". أهمية البحث وفوائده: لا شكَّ أنَّ أيَّ تقدُّم في مجالات الحياة مرهونٌ بالبحث الذي يعتمد الفِكرَ والنظر، والتجريب والاستدلال والبرهان، ولقد حثَّنا القرآن الكريم على التفكُّر والتدبُّر، وهُمَا من أسس البحث إذ قال الله - تعالى - في سورة آل عمران: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 190 - 191]. وقال - تعالى - في سورة محمد: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد: 244]. كما لَفَت القرآن الكريم الأنظارَ إلى ظواهرَ كونية محسومة نتائجها، على الإنسان أن يبحث في مقدماتها، ويرصدها ويدرسها؛ ليتعرَّف على تراثها وعَظمةِ خالقها، فيزداد يقينًا وإيمانًا به، قال - تعالى - في سورة الرعد: ﴿أَوَلَمْ يَرَوا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾ [الرعد: 41]. وقوله – تعالى -: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [النمل: 88]، وغيرها من الآيات الكثيرة الدالَّة على البحْث، والتدبُّر والفَهْم. وما تقدَّمتِ الحضارة الإسلامية بكلِّ فروعها سابقًا إلا لأنَّ علماءَها قد ساروا على أسس البحث والحَرْث، ومن هنا تبدو لنا أهميةُ البحث وأهدافه في النواحي التالية:[18] أولاً: أنه قد ساعد على رُقيِّ الأمم وتقدُّمها في وقت قياسي؛ لأنَّ الباحث في هذه الحالة إنما يسير في أبحاثه على الطريقة العِلميَّة، التي تمكِّنه من اختصار الوقت، والوصول إلى النتائج من أقْصر طريق، حتى لا يضلَّ في متاهات العلم وأروقته. ثانيًا: البحث وسيلةُ الإبداع والابتكار، كما أنَّه وسيلةٌ لكشف الأخطاء الشائعة، الناتجة عن الأبحاث المبتسَرَة وغير المنهجية، فبواسطة هذا العِلم استطاع علماءُ المسلمين - كما أسلفْنا - أن يكتشفوا كثيرًا من النظريات العلميَّة في كل مجالات المعرفة، كما استطاعوا أن يكتشفوا الأخطاءَ التي وقع فيها فلاسفةُ اليونان وعلماؤهم (راجع كتاب "الحيوان" للجاحظ - على سبيل المثال). كما استطاعَ العلماءُ المُحْدَثون في أوربا أن يُبطلوا كثيرًا من النظريات القديمة في الفَلَك والنجوم والطبيعة، وأن يضعوا بدلاً منها نظرياتٍ جديدةً، ومردُّ ذلك إلى التطور السريع الذي لحق بأساليب البحث، ممَّا حدَا بالدول إلى إنشاء المراكز العلميَّة المتخصصة في البحث الأدبي والعلمي في مختلف الجامعات. ثالثًا: للبحْث أهميةٌ خاصَّة في المرحلة الجامعية؛ إذ يعد وسيلةً من وسائل التعليم الذاتي، فمِن خلاله يتعرَّف الطالبُ على أسلوب البحث وطريقته، ويتعلَّم كيف يصل إلى المعلومات بنفسه، ويتحقَّق منها، ويصل إلى النتائج المرجُوَّة من عمله، وذلك في حدِّ ذاته ثمرةٌ مهمَّة من ثمار البحث أن يُعدَّ كادر علمي إعدادًا جيدًا، يُؤهَّل للعمل في المضمار ذاته بعد أن يشتدَّ ساعدُه، موجهًا ومعلمًا، وأستاذًا ومرشدًا. ابعًا: البحْث يمكِّن الإنسانَ من امتلاك مهارات خاصَّة، تجعله قادرًا على العطاء، وعلى إضافة الجديد إلى رصيدِ الفِكْر الإنساني |
مواقع النشر (المفضلة) |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف تختار عنوان البحث - البحث العلمي - البحث الاكاديمي | #منال | الإدارة التربوية | 2 | 2015-09-29 06:22 PM |
كيف تكتب رسالة بحث ممتازة - البحث العلمي - البحث الاكاديمي | #منال | الإدارة التربوية | 1 | 2015-06-05 01:58 PM |
مجموعة من التدريبات تشمل الجانبين الكمي واللغوي و54 كلمة و معناها للمفردات اللغوية | رجوعي صعب | الركن العام للمواضيع العامة | 119 | 2013-04-29 12:44 PM |
لماذا الحج؟ الدلالة .. والمعنى .. والتفسير | ساعد وطني | منتدى الشريعة الإسلامية | 3 | 2012-10-23 01:12 AM |
اختبار القدرات الكمي واللغوي بالتفصيل الممل هنا فقط | رجوعي صعب | الركن العام للمواضيع العامة | 5 | 2011-05-05 05:41 PM |