|
الركن العام للمواضيع العامة يهتم بالمواضيع العامه ومناقشتها كما هو متنفس لجميع الأعضاء والزوار |
البحث في المنتدى |
بحث بالكلمة الدلالية |
البحث المتقدم |
الذهاب إلى الصفحة... |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() أولاًـ مرض السل أو التدرن وهو من أمراض الفقر، واسع الانتشار وعدد الإصابات الجديدة به كل عام ـ في سائر ديار المسلمين ـ هو حوالي أربعة ملايين وهذا رقم مخيف حقاً وأكثر هذه الإصابات تكون في الأعمار الفتية : أطفال دون سن الثالثة، وفتيان وشبان يافع.. والسل مرض سار سببه جرثومة تتوضع في الغالب في أنسجة الرئة تصيب بعض الأنسجة الأخرى أحياناً كالأغشية السحائية والعظام والمفاصل والكلى والأمعاء والغدد البلغمية ـ اللنفاوية ـ وغشاء البريتون والحنجرة والجلد . ولقد اكتشف جرثومة المرض العالم الألماني (روبرت كوخ) في 10 نيسان ) أبريل عام 1882م. وإذا لم تعالج حالات المرض المعدية معالجة فعّالة كافية يموت ثلثا المصابين خلال عامين من بدء المرض، وإذا عاشت الإصابة الواحدة مدة عامين دون تشخيص ومداواة يمكنها أن تعدي 24 شخصاً آخرين قبل أن تموت . يقول الدكتور (ماهلر ) المدير العام لمنظمة الصحة العالميةـ وهو اختصاصي بهذا المرض: ( نحن نعلم اليوم أن سبب المرض يرجع لمزيج من العوامل الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة للعوامل البيولوجية: نقص التغذية، عدم وجود المسكن الصحي المناسب، فقدان النظافة في الأشخاص والبيئة، عدم وجود الماء، الإرهاق الحاصل نتيجة الإنتانات الحادّة والإسهالات، ونقص في الوعي الصحي؛ لذلك هناك حاجة لتدابير عدة في جميع هذه المجالات في آن واحد معاً، حتى يستطيع جسم الإنسان الاستفادة من مقاومته الذاتية، وفي هذا الإطار فقط يكون للخطوات الوقائية والعلاجية التأثير المطلوب )(1 ) . ويموت كل عام ثلاثة ملايين شخص بهذا المرض أكثرهم من الدول النامية حيث نسبة التعرض للمرض أعلى بـ 20 إلى 50 مرة من نسبتها في الدول المتقدمة.. وهي تتزايد باستمرار؛ والجدير بالملاحظة أن مرض السل قد تراجع في البلاد المتقدمة حتى قبل اكتشاف الأودية الفعالة ضد الجرثومة، وذلك بتحسين المستوى المعاشي: غذاءً متوازناً كافياً، ومسكناً صحياً واسعاً كامل التهوية، ووعياً تثقيفاً، وعزلاً للمرضى عن الأصحاء، لذا فالوفيات بمرض السل في البلاد المتقدمة نادرة جداً . مدى انتشار المرض في الشرق الأوسط المسلم تقسم الدول في هذا الإقليم إلى فئات ثلاث بالنسبة لهذا المرض: بلاد الفئة الأولى ـ حيث حوادث السل متدنية نسبياً ـ: البحرين، الكويت، قطر، لبنان، سورية، ليبيا (ومجموع سكانها حوالي 16 مليون نسمة ). بلاد الفئة الثانية ـ حيث حوادث السل متوسطة الارتفاع: مصر، العراق، الأردن، عُمان، باكستان، أفغانستان، السعودية، دولة الإمارات، وتونس، (ومجموع سكانها حوالي 180 مليون نسمة ). بلاد الفئة الثالثة ـ حيث حوادث السل مرتفعة: اليمن الشمالي، اليمن الجنوبي، جيبوتي، الصومال، السودان (وهي أفقر دول الجامعة العربية)!! (ومجموع سكانها 32 مليون نسمة )، وفي أندونيسيا هناك (150 ) إصابة في كل مائة ألف مواطن، فإذا حسبنا الإصابات في مجموع السكان (وهم حوالي 130 مليون نسمة ) نعرف أن هناك حوالي مائتي ألف (000ر200 ) مصدور جديد كل عام. أما في ( بنغلاديش ) فهناك حوالي مائة ألف مصدور جديد كل عام، وفي بلد قليل السكان كموريتانيا (وسكانها لا يتجاوزون مليون ونصف المليون )، سجلت اثنتا عشرة ألف إصابة يضاف إليها (3300 ) حالة جديدة كل عام. وتجدر الإشارة إلى أن عدد حالات السل التي تسجل في الدول النامية ـ الفقيرة ـ هي أقل بكثير من الواقع، بل غالبية الحالات لا تكشف لأسباب عدة، منها: أن المرضى لا يراجعون السلطات الصحية لعدم تمكنهم من الوصول إلى مراكزها(2 )،أو، بكل بساطة لعدم وجودها، وإذا ما راجع مريض مركزاً صحياً.. قد لا يُشخص مرضه لضعف وسائل التشخيص ومحدوديتها خاصة في الأرياف، ثم إن عملية التسجيل ضعيفة ناقصة أو غير موجودة، ومعنى ذلك أن عدد الحالات في بعض الدول المسلمة هو في الواقع بمئات الألوف؟! تكاليف الوقاية والعلاج هناك تحصين ضد هذا المرض باستعمال المصل الواقي في السنة الأولى من العمر، ويعاد إعطاء المصل مرة ثانية في سن الدراسة الابتدائية (6-12 سنة )، ولا يكلف المصل إلاّ (قروشاً ) قليلة لكل طفل (2-5 سنتات أمريكية ) أي أن كل دولار يكفي لتحصين من (20 إلى50 طفلاً ) وهناك عقاقير فاعلة لعلاج كان يدوم عامين ويكلف 15 دولاراً للمريض الواحد تقريباً، وللأدوية الحديثة فاعلية أقوى، وتختصر مدة العلاج إلى عام واحد أو أقل (9 أشهر )، ولكنها تكلف المريض (250 ) دولاراً. فإذا افترضنا ـ جدلاً أننا نريد معالجة المليون حالة التي تظهر في الشرق الأوسط المسلم بأغلى أنواع العقاقير الحديثة.. سيكلف ذلك كله ـ نظرياً ـ: 250 مليون دولار فهل تعجز الدول المسلمة عن توفير مثل هذا المبلغ لمعالجة مليون مسلول؟؟ وإذا علمنا أن غالبية الدول النامية ـ الفقيرة ـ (50 من 86 دولة ) تصرف على مجمل الخدمات الصحية لمواطنيها في العام كله أقل من خمسة دولارات على الفرد، وهناك 22 دولة منها لا تصرف إلاّ حوالي دولار واحد في السنة على كل مواطن، تبين لنا لماذا لا يزال مرض السل يفتك بملايين الفقراء في ديار المسلمين!! ومن باب المقارنة فقط أذكر أن إنفاق دولة مثل (السويد ) عام 1976م على الخدمات الصحية كان (550 ) دولاراً على كل مواطن في العام..، أما الإنفاق الصحي في دولة (بنغلاديش ) في أوائل الثمانينيات فكان فقط 04ر0 من الدولار أي ( أربع سنتات لا غير ) على كل الخدمات الصحية !!! -صورة لجراثيم السل (التدرن) أين يضع المسلمون فائض أموالهم؟ تقول جريدة (السياسة ) اليومية الكويتية(3 ): (رتفعت قيمة الاستثمارات العربية خارج المنطقة من 13 مليار دولار عام 1974م إلى نحو (104) مليارات دولار في عام 1980م ويتوقع الخبراء الاقتصاديون أن هذه الاستثمارات ستبلغ (900) مليار دولار عام 1985م )، فإذا استعاد المرء ما ذكرت آنفاً من أن أعلى نسبة لحوادث السل في المنطقة هي في أفقر دول الجامعة العربية (اليمن شمالاً وجنوباً، الصومال، جيبوتي، والسودان ) يتبادر للذهن.. بتداعي.. بيت الشعر القائل ـ مع بعض التحريف اللازم ـ: أحرام على (مساكينه ) المال *** حلال (للغير ).. من كل جنس !؟؟ ولماذا أذهب بعيداً.. لنقل الحق .. ولو على أنفسنا: هناك بعض أغنياء المسلمين الذين يصرفون المال أحياناً كثيرة في أمور لا ترضى الله ..،.. أو يمحق الله هذا المال ليكون درساً قاسياً للمضاربين من الأفراد الذين أعمتهم شهوة الربح المادي السريع، وأحدث كارثة هائلة من هذا النوع أدّت لخسارة مخيفة: (تقدر المبالغ الإجمالية المكشوفة، أي المبالغ المدفوعة لقاء الأسهم بشيكات مؤجلة الدفع بغير رصيد بـ (94) مليار دولار وهو نصف الاحتياطي المتراكم لدى الكويت بالعملات الأجنبية ) (4 ). ولا أقول لو صرف هذا المال كله أو جلّه .. بل لو صرفت (زكاته ) فقط على مرضى المسلمين ـ وهي حوالي (235) مليون دولار ـ لما بقي مسلول بينهم، ولما مات ملايين المسلمين المصدورين ولتحسنت قطعاً سويَّة معاشهم وصحهتم وغذائهم ، وانخفضت نسبة الإصابات والوفيات بسبب أمراض الفقر الأخرى (الأمراض السارية وسوء التغذية ). أيها المسلمون من أهل اليسر.. هلاّ ذكرتم أهل المسغبة من إخوانكم؟ وهلاّ وعيتم أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ) [البخاري ] و(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ) [الشيخان ]، و(يقول العبد مالي مالي وإنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فأقنى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس ) [مسلم ]، و(السَّخيّ قريب من الله والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار، ولجاهل سخي أحب إلى الله تعالى من عابد بخيل ) [الترمذي ] . ثانياًـ مرض الجُذام مرض مزمن مُعْدٍ يصيب أنسجة الجلد والأغشية المخاطية والعيون والأعصاب الطرفية والعضلات، ويؤدي إلى ضعف وشلل فيها، وتغيير وتقرح في هذه الأنسجة كلها؛ وينتج عن ذلك تعطيل وإعاقة في 50% من الحالات التي تعالج. وسبب المرض جرثومة تشبه ـ شكلا ً ـ إلى حدّ ما ـ جرثومة السل، وتنتقل بالاحتكاك المباشر والاختلاط المستمر؛ ونســبة الإصابة في الأعمار الصغيرة (5 ـ 14 سنة ) هي ضعف النسبة في البالغين وتتراوح فترة حضانة المرض ما بين (7 أشهر إلى 5 سنوات ) من بدء التعرض للجرثومة. والمرض منتشر بكثرة في المناطق الحارة، وبدرجة أقل في الأجواء المعتدلة، إلا أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية (الفقر والتخلف ) هي، على الأغلب، أكثر أهمية في انتشاره، من المناخ. كانت التقديرات، في السبعينيات، تقول بوجود (11 ) مليون(5 ) مجذوم في العالم.. أما تقديرات منظمة الصحة العالمية في الستينيات فكانت كالتالي: في أفريقيا الاستوائية 000ر500ر3 مليون حالة في جنوب شرقي آسيا 000ر510ر4 مليون حالة [أي حوالي 45% من مجموع المجذومين في العالم ] في إقليم شرقي البحر المتوسط 000ر160 حالة (الشرق الأوسط ) . في إقليم غربي المحيط الهادي 000ر000ر2 مليونان من الحالات أي إن مجموع الإصابات المحتملة في آسيا وأفريقيا فقط، هو 000ر170ر10 حالة، وفي بلد مسلم قليل السكان مثل (موريتانيا ) كان هناك، في أواسط السبعينيات، (2500 ) حالة مسجلة من الجذام . - هذا هو الجذام -------------------------------------------------------------------------------- - وهذه بعض مضاعافاته أما علاج المرضى فيدوم سنوات طويلة قد تفوق العشر، وتخف العدوى بعد العلاج وتنعدم كلياً بعد بدئه بثلاثة أشهرـ إذا كان منتظماً ـ أما المضاعفات والشلل وفقدان الأطراف فلا علاج لها بعد حدوثها. ثالثاًـ مرض البلهارسيا مرض مزمن خطير ينهك الجسم، ويسببه طفيلي ينتقل بالماء، ويصيب جهاز الهضم (الأمعاء ) وجهاز البول ويحدث نزفاً مستمراً في التغوط والتبول؛ واسم الطفيلي (Schistosoma ) وهوعلى ثلاثة أنواع. وآخر التقديرات في العالم عن عدد الحالات هو (200 ) مليون إصابة تقريباً، ويكثر وجود المرض في المناطق الزراعية التي تتوسع فيها أعمال الري؛ والمرض منتشر بصورة كبيرة في أفريقيا وآسيا، والخريطة المرفقة تعطي بعض المعلومات عن أماكن وجوده في العالم الأفريقي والآسيوي. -التوزيع الجغرافي لمرض ( البلهارسيا ) بأنواعها في أفريقيا وآسيا- اللون الأسود يدل على النوع الذي يصيب الأمعاء ، والمنقط للنوع الذي يصيب جهاز التبول كانت نسبة الإصابة في مصر عام 1974م ـ في بعض المناطق ـ 22% من السكان؛ وكانت نسبة الإصابة بالبلهارسيا ـ في جهاز البول ـ عام 1968م في مديرية الفيوم 7ر45% وفي أواسط مصر 31% (في المسح الذي أجري عام 1976م ). وهناك عدد ضخم من الحالات في غربي أفريقيا ـ نيجيريا مثلا ً ـ وفي السودان، أما في إيران فنسبة الإصابة كانت 3ر8% في منطقة خوزستان، ولقد سجل في المغرب خمسون ألف حالة، وكانت النسبة العامة للمرض في جنوبي تونس 6ر6%، أما في بعض القرى هناك فكانت النسبة (30 ـ 70% )؛ وهناك بؤر محدودة من هذا المرض في شمالي سورية وجنوبي لبنان، وشبه الجزيرة العربية. والمرض يؤدي إلى ضعف عام و(أنيميا ـ ضعف دم ) ومضاعفات عدة تنهك المصاب وتجعل حياته بائسة حزينة. وهناك علاج للمرض إلا أن المزارعين العاملين في الحقول المروية يصابون مرات ومرات؛ وتنفق مصر في مكافحة المرض مئات ملايين الجنيهات؛ (ثلاثمائة مليون دولار في العام خسارة مصر على هذا المرض: مداواة وضياع إنتاج ). رابعاً ـ مرض الملاريا (البرداء) مرض سار يسببه طفيلي يغزو كريات الدم الحمراء وينتقل بواسطة نوع معين من البعوض اسمه (أنوفيليس ). والملاريا هي أوسع الأمراض انتشاراً في آسيا وأفريقيا؛ تقتل الأطفال إذا كانت من النوع الخبيث عندما تحصل مضاعفات دماغية، وتعطل الشباب عن أعمالهم خاصة في الريف كلما جاءت نوباتها المتكررة التي تحدث شعوراً بالبرد مع ترفع حراري؛ وإزمان الإصابة يؤدي إلى ضعف الدم (الأنيميا ) وتضخم الطحال، والكبد .. إلى حد ما. يموت بهذا المرض حوالي مليون طفل كل عام في أفريقيا وحدها، ورغم المكافحة المستمرة للمرض لا يزال منتشراً في كثير من البلاد. والخريطة المرفقة تبين مناطق آسيا وأفريقيا حيث يحصل انتقال المرض (وهي تعرض ما كان عليه الحال عام 1980م ). والملاريا، مثل البلهارسيا، يؤثران سوية على الحياة الاقتصادية في الريف ويعيقان، بوجودهما التنمية في سائر الميادين الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وكلما توسعت أعمال الري (وهدفها التنمية الزراعية ) ازدادت خطورة هذين المرضين لزيادة نسبة التعرض للإصابة بإزدياد كثافة البعوض الناقل (للملاريا ) وكثافة الحشرات المائية الناقلة (للبلهارسيا ). وهناك علاج فعَّال للملاريا إلاّ أن استمرارية انتقال المرض عن طريق البعوض يعرض السكان في البلاد التي يستوطنها المرض، إلى إصابات متكررة حيث يكون الانتقال على مدار السنة، أو يزداد في فصول معينة (فصول الأمطار والارتفاع المعتدل لدرجات حرارة الجو ). - صورة البعوض الناقل لمرض ( الملاريا ) في أفريقيا. -------------------------------------------------------------------------------- -خريطة انتشارالمرض في آسيا وأفريقيا (عام 1980م) وباستثناء لبنان والأردن والبحرين وقبرص، لا تزال جيوب الملاريا موجودة في كل الشرق الأوسط على درجات مختلفة من الشدة. أما في أفريقيا فانتشار الملاريا واسع في كل المناطق الاستوائية ولا يخلوا بلد من المرض (إلاّ في صحارى لا ماء فيها ولا ناس )؛ حتى في الواحات، حيث يتوالد البعوض في تجمعات المياه الراكدة أو الجارية ببطء يحدث انتقال المرض. وتسجل مثلاً ملايين الحالات في نيجيريا والسودان كل عام،وفي أندونيسيا 10% من السكان مصابون بالملاريا، فإذا علمنا أن سكان أندونيسيا هم أكثر من 130 مليون نسمة يعني أن هناك حوالي 13 مليون مصاب بالملاريا. ولا حاجة لتكرار القول: إن لهذا المرض علاقة بالتخلف والفقر، أيضاً، والمحرومون في الأرياف وعلى أطراف الحواضر المدنية الكبرى في آسيا وأفريقيا هم أكثر تعرضاً وأكثر إصابة بهذا المرض. ولا يزال العلماء يبحثون في إمكانية تحضير مصل واقٍ فعال ضد هذا المرض؛ إلاّ أنه من المتيسر الآن تطبيق تدابير وقائية منه، إما باتقاء البعوض الناقل ـ خاصة في الليل ـ أو بأخذ أدوية باستمرارـ أسبوعيا على الأقل ـ، ولكن هذه التدابير غير عملية بالنسبة لأهل البلاد التي يتوطن فيها المرض، وعلى وجه الخصوص سكان الأرياف المعدمين. لذلك يجب الاستمرار في مكافحة هذا المرض على المستوى العام لتقليل نسبة الإصابات إلى الحد الأدنى الممكن.. بانتظار أن يُسْتأصل المرض كلياً.. وقد لا يحدث ذلك في أفريقيا وآسيا في المستقبل المنظور. وإلى أن يحدث، يكتوي مئات ملايين الناس ـ والمسلمون من ضمنهم ـ بنار هذا الداء بالإضافة إلى الأمراض العديدة الأخرى التي تصيبهم. خامساًـ داء الفيلة و (الفيلاريا) وهو مرض سارٍ سببه طفيلي (الفيلاريا ) الذي يتوضع في الجهاز البلغمي ـ اللنفاوي ـ ويحدث انسدادات في المجاري مما يؤدي إلى تضخم الأطراف المصابة مع أزمان المرض؛ وعندما يحدث ذلك في الساق مثلاً يزداد حجمها بحيث تشبه ـ إلى حد ما ـ ساق الفيل، ومن هنا جاءت التسمية..! وينتقل المرض من إنسان لآخر عن طريق البعوض أيضاً (إما نوع الكولكس أو الأنوفيليس ). والمرض منتشر بكثرة في آسيا وأفريقيا وهو في ازدياد، ففي الهند مثلاً كان هناك 25 مليون حالة (فيلاريا ) عام 1953م أما عام 1972م أي بعد أقل من عشرين سنة أصبح العدد التقديري للحالات (136 ) مليون حالة (أي بزيادة خمسة إلى ستة أضعاف، مع الأخذ بالاعتبار الزيادة السكانية، وتحسن وسائل المكافحة )، والمرض موجود في شمالي أفريقيا كما هو موجود في المناطق الاستوائية منها كذلك في شبه الجزيرة العربية وجنوب شرقي آسيا والمحيط الهادئ في الشرق الأقصى وتخلو منه سواحل شرقي المتوسط. -صورة رقم (1) للأطراف السفلية - (داء الفيلة) -------------------------------------------------------------------------------- -صورة رقم (2) للأطراف العلوية (داء الفيلة) والصورتان السابقتان رقم1 و 2 حالتان من حالات داء الفيلة الشديدة، والجدير بالذكر أن هذا الداء لا يظهر إلاّ بعد سنين طويلة من الإصابة بـ (الفيلاريا ) وعدم معالجتها معالجة فعالة كافية. سادساًـ مرض النوم ( الأفريقي) وهو موجود فقط في أفريقيا وسببه طفيلي اسمه ( Trypanosomaتريبانوسوما ) والمرض يصيب بعض الحيوانات أيضاً بالإضافة إلى الإنسان مثل الأبقار والخيول.. في أفريقيا الاستوائية فقط. وهو أحد أهم المخاطر الصحية على الإنسان ومن أهم العراقيل في سبيل التنمية الزراعية والصناعية في المناطق المصابة، وتقول التقارير الأخيرة بوجود (45 ) مليون إنسان و(25 ) مليون رأس من البقر معرضين للإصابة(6 )، وينتقل المرض بواسطة ذبابة تسمى (التسي تسي Tse Tse ) ولقد سمي مرض النوم لأن المرض المزمن هذا قد يُحدث في الإنسان المصاب تغيُّراً في فيسيولوجية الجسم تجعل المصاب أرقاً في الليل ناعساً في النهار. والصورتان رقم:1 للذبابة الناقة، ورقم: 2 لمريض مصاب بهذا المرض. ومن حسن حظ قارة آسيا أنها خالية منه [لا إصابات في الإنسان ]. - ذبابة ( التسي تسي) الناقلة للمرض -------------------------------------------------------------------------------- - مريض مصاب بمرض النوم في ( أفريقيا ) سابعاًـ مرض الليشمانيا بنوعيه الجلدي والباطني وسببه طفيلي اسمه ( Leshmania ) وهو مرض مزمن سارٍ ينتقل بواسطة ذبابة صغيرة اسمها (Phlebtomus ) أما النوع الجلدي فمنتشر في آسيا وأفريقيا، والشرق الأوسط، كله والتقرح الجلدي يسمى في سورية (حبَّة حلب ) وفي العراق (حبَّة بغداد ) ويترك بعد تندبه آثاراً واضحة في الوجه أو الأطراف. والنوع الباطني يسبب حمى متقطعة مع تضخم الطحال والكبد، وهو موجود في واطيء حوض البحر المتوسط كلها تقريباً ؛ والمرض خطير إذا لم يُعالج مدة كافية بالدواء المناسب. والخريطة المرفقة تبين مدى انتشاره في القارتين الآسيوية والأفريقية. أمراض خطيرة أخرى وهناك أمراض هامة سارية أخرى في ديار المسلمين لا مجال للتفصيل فيها هنا، ويكفيني أن أعددها في هذا الكتاب: من أهمها (الكوليرا ) المستوطنة والتي تسبب موجات وبائية تنتقل عبر القارات، وتصل حوادثها أحيانا من آسيا وأفريقيا إلى أوروبا؛ و(التهاب السحايا الجرثومي )، وبعض بؤر ( الطاعون)، و(التيفوس المستوطن ) والحمى القلاعية ( Brucellosis ) التي تصيب الإنسان والماشية، و(الحمى الصفراء ) في أفريقيا الاستوائية، وأمراض جلدية كثيرة متنوعة. وأخيراً الأمراض الجنسية التي وفدت بأنواعها الجديدة من خارج عالم المسلمين.. إلى ديارهم، وانتشارها الآن ـ رغم محدوديته النسبية ـ يشكل خطراً مستقبلياً قد يستفحل إذا استمر التحلل الجنسي و(التحرر ) من الأخلاق الفاضلة، وتدني المستوى الصحي للفرد والمحيط. - التوزيع الجغرافي لمرض( الليشمانيا) بأنواعه في أفريقيا وآسيا- اللون الأسود يدل على المرض الباطني ، والخطوط تدل على المرض الجلدي ولا أريد أن أخوض في موضوع الإدمان الكحولي والإدمان على المخدرات فهي تندرج تحت عنوان الأمراض النفسية، وإذا نجحت عمليات (التغريب ) في مجتمعات المسلمين، لا سمح الله، سيزداد خطر هذه الأمراض، وتزداد عقابيلها؛ وكل هذه الأمراض تزيد من مصائب المسلمين وبؤسهم وتخلفهم وتحتاج لعلاج سريع |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مـنـ, الامـرآآضــ, الخـطـيـرهـ, بـعـضـ ![]() |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|