|
الركن العام للمواضيع العامة يهتم بالمواضيع العامه ومناقشتها كما هو متنفس لجميع الأعضاء والزوار |
البحث في المنتدى |
بحث بالكلمة الدلالية |
البحث المتقدم |
الذهاب إلى الصفحة... |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() إن للكلمة مكانتها وأثرها البالغ في حياة كل إنسان ، بله آخرته ، وقد ذكّرنا ربنا بهذه الحقيقة التي قد تغيب عن أذهان بعضنا ، فقال سبحانه : (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )) (قّ:18) ، فكل ما يتكلم به الإنسان محصى ومسجل عليه ، وسيجده في صحيفة أعماله يوم القيامة . وقد أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام إلى أهمية الكلمة وخطورتها ، فقال ![]() وما دام أن الكلمة بهذه الخطورة ، فهي إذن أمانة يجب رعايتها والقيام بها على الوجه المطلوب حتى ينجو المسلم من تبعاتها ، وهي مما كلفنا الله تعالى به وحمّلنا إياه ، كما قال تعالى : (( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً )) (الأحزاب:72) ، والأمانة هنا تشمل جميع الأمانات في الدين ، ومنها أمانة الكلمة ، وذلك أن الله سبحانه لم يخص بقوله : ((عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ )) بعض معاني الأمانات دون بعض ، فتدخل فيها إذن أمانة الكلمة ، سواء كانت هذه الكلمة منطوقة أو مكتوبة ، قال الإمام القرطبي : ( الأمانة تعم جميع وظائف الدين ) ، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمانة الكلمة في قوله : (( المستشار مؤتمن )) أخرجه الترمذي وحسنه الألباني . ولهذا ، فإن هذه الكلمة يجب أن تكون حقاً وصدقاً ، ولا تكون كذباً وافتراءً وبهتاناً ، وقد أمرنا ربنا بذلك في آيات كثيرة من كتابه ، كما في قوله : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة:119) ، وقوله : (( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل:105) ، وقوله : (( فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )) (آل عمران: من الآية61) . إلا أن هذا الأمر ـ مع خطورته ـ قد غفل عنه كثير من الناس ، فأصبح أهون ما عليه إخراج الكلمة دون تأن أو تحر لتبعاتها ، مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى كمال الإيمان عمن لا أمانة له ، فقال (( لا إيمان لمن لا أمانة له )) ، ومن ذلك : أمانة الكلمة . وقد تكون الكلمة التي يخرجها القلم أخطر من الكلمة التي يتفوه بها اللسان ، ولعظيم أثر القلم وخطورته أقسم الله تعالى به في قوله : (( نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)) (القلم:1) ، فعظمت هذه الآلة بهذا القسم الرباني ، ولذلك جاءت شريعتنا المطهرة منوهة بالقلم وشأنه ، ومشيرة إلى خطورة الدور الذي يؤديه ، فقال سبحانه : (( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْلإنسَان مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ )) (العلق:1-4) ، فالقلم هو أوسع وأعمق أدوات الفكر التي يعبر عنه من خلالها ، ولذلك نال هذه المنزلة الكبيرة وهذا الشأن العظيم في كتاب الله عز وجل . ومن هنا ، فإن على حملة الأقلام أن يؤدوا أمانة القلم ، فلا تخط أقلامهم إلا ما فيه نجاتهم عند خالقهم ، وصدق من قال : وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شي يسرك في القيامة أن تراه ومع التقدم العلمي الهائل في حياة البشر اليوم ، فقد قامت مقام القلم أدوات كثيرة متنوعة تحمل نفس الأمانة والمسؤولية ، ومن هنا فإن الكلمة التي تخرج من ( الكيبورد = لوحة المفاتيح ) قد تكون أخطر من الكلمة التي يجري بها القلم !! فكم من إنسان اليوم يتوارى خلف شاشة كمبيوتره وتنطلق أصابعه بكل قبيح من خلال لوحة المفاتيح ! ، وكأنه قد نسي أو تناسى أنه وإن خفي ما كتبه على الخلق ، فإنه لا يخفى على من لا تخفى عليه خافية ، وعند الله تجتمع الخصوم يوم القيامة . وقد ينسى البعض أن الكلمة التي تدخل من خلال شاشته قد تبلغ الآفاق ، فإن كانت كذباً وافتراء ، فقد عرض نفسه للوعيد ، كما في حديث الرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم ، وجاء فيها قول جبريل له : (( وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ وَمِنْخَرُهُ إِلَى قَفَاهُ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ فَتَبْلُغُ الآفَاقَ )) . سعود بن ملوح العنزي محاضر بجامعة الحدود الشمالية |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أمانة, الكلمة ![]() |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|