مــــــــاذا أريد من الآخرين... ؟ !!

[حمامة الأيك]

إن المرء يعيش في مجتمع متباين الطبقات ،وبين أناس تختلف أهواؤهم و مشاربهم وهي حكمة إلهية" " ورفعنا بعضكم فوق بعض ليتخذ بعضكم بعضا سخريّاً "
وحتى نعيش في سلام ،ونتعايش مع الآخرين علينا أن نحسن التعامل مع الجميع دون استثناء
ولا نطلب منهم أن يكونوا ملائكة .
فالكمال الذي أنشده فيهم ...هل هو موجود فيّ أولا ؟!!
أُريد من الآخرين .... تقدير مشاعري
أريد من الآخرين ...قبول أعذاري
أريد من الآخرين ... الصفح عن زلاتي
أريد من الآخرين ... ستر عيوبي
أريد من الآخرين ... امتصاص غضبي
أنا مثلا كطالبة أريد من الدرجات أعلاها ومن الصفات أكملها ،والثناء عليّ على كلِّ لسان ،وقدراتي ومواهبي تفوق كلَّ القدرات .معلماتي فقط هنًّ المتميزات
وأنا كمعلمة اختار أفضل المدارس والمديرات والزميلات ، في فصلي نخبة الطالبات فقط " خلقا وعلما وأدبا واحتراما وثقافة .........وغير النخبة لا أرضى.
وأنا كأم أريد أنْجَب ذرية ، أولادا صالحين ،متفوقين، بي بارين وعلى دينهم محافظين
!
وكزوجة أريده محبا ، طيبا ،مطيعا ،غنيا ،وسيما ، .....
ولما لا أشترط ألستُ وحدي في هذه الدنيا !!
وقديما قال صاحبنا "أبو الطيب" أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني~ مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ
ولكن ...... هل يا ترى يتحقق لنا كل ما نريده
والله لو تحققت أحلامنا وآمالنا جميعها لأنتفت الحكمة من تسميت الدنيا باسمها "من الدنو قريبة الزوال......." {لقد خلقنا الإنسان في كبد}
حين ننشد الرضى التام والسلام الآمن فإننا لابد أننا نقصد مكان واحد لا غير وهو " الجنة " ..
فإذا كنا نطلب الجنة ونحن ما نزال في الطريق إليها فإننا مخطئون ...مخطئون ..
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ .....)


فما الحل لتسكن النفس وترتاح السريرة ؟
لننشغل بإصلاح عيوبنا أولا ،ونحسن الظن بالآخرين ، ونتقبل الناس على علاتهم .
ولنعلم أن كلَّ إنسان فيه بذرة خير تحتاج فقط من يتعهدها ويرعاها .
إن مفهوم ثقافة النقد مغلوط لدى أغلبنا ، فكثير منا يعلن غضبه واستيائه من الآخر بدون مواجهه ومكاشفة ممّا يُولد لديه شعور بالغبن والقهر .
فلكل إنسان ناقم على غيره ،غير راضٍ عن طريقة تعامله معه ، عامل الناس كما تحب أن يعاملوك ؛فتطمئن ويهدأ بالك .
ورحم الله بشار بن برد إذ قال :

إذا كنت في كل الأمور معاتبًا .. صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه