
2010-06-30, 08:56 AM
|
|
أُمْنِيةُ طالب تعكس أثر العطالة ...
أُمْنِيةُ طالب تعكس أثر العطالة ...
كنت أتحدثُ مع أحد المعلمين ، حول أحوال الطلبة في أيامنا الحالية، من ناحية مستواهم الدراسي وغيره ... وفي أثناء حديثنا... ذكر المعلمُ موقفاً أثّر فيه كثيراً... وأثّر فيّ أيضاً بعدما سمعته منه .
وهو عندما وزّع المعلم على طلبته في الصف الخامس الابتدائي ورقةً مستقلة ، طلب منهم أن يكتبوا أمنياتهم وطموحاتهم في المستقبل ... وفي أثناء تجول المعلم بين مقاعد الطلبة لينظر ما يكتبه الطلبة ... تفاجأ عندما اطلع على ورقة أحد الطلبة ، وقد كتب فيها أمنيته بشكل ملفت للنظر ... " أريدُ وظيفة لكي أصرف على أمي وعلى إخوتي ولكي أشتري لعبة لأخي فلان ....".
فسأل المعلم تلميذه : وأي وظيفة تريد يا بطل ؟!. فأجاب : أهم شيء أتوظف يا أستاذ ... واسترسل الطالب في إيجابته : أخي لم يجد وظيفة وهو جامعي ، و كذلك أختي تحمل مؤهلاً جامعياً ولم تجد هي أيضاً وظيفة ....!!!
فلقد تقدّم أخي أكثر من مرّة على الوظائف التعليمية وغير التعليمية ولم يُقبل ، وكذلك أختي ... فلا تعجب يا أستاذي من أمنيتي... !.
براءة طفل تحكي واقعاً ملموساً ، نعيشه نحن في زماننا الحالي ، فلا تكاد أسرة تخلو من عطالة في بيتها !. أبناؤنا وبناتنا تخرجوا من الجامعات بدرجات علمية عالية ، لكي يخدموا وطنهم ، ولكي يؤمنوا مستقبلهم ... ولكن لا وظائف تقبلهم !. جامعات كثيرة ، وأقسام عِدّة بعضها تُخّرج أكثر من 50% عاطلين!. ولست مبالغاً في ذلك ...
براءة طفل... تعكس أمنيته... واقعنا المرير ... فهل من بصير...؟ .
العطالة في ازدياد عام بعد عام ، وخير شاهد على ذلك ما تطالعنا به الصحف المحلية في كل حين من أعدادٍ هائلةٍ من بنين وبنات يتقدمون على نسبٍ قليلة من وظائف معلنة ... ففي هذه السنة تقدم مئات الآلاف من الخريجات على 13.000 وظيفة تعليمية!!!. وكذلك البنين وصل عددهم إلى أكثر من 45.000 خريجاً . كلهم عاطلون ... إذاً لِمَ فتحُ باب القبول في أقسامٍ لا تخرّج لنا سوى العطالة ...؟!.
إن الضغوط النفسية التي تسببها العطالة على الفرد العاطل ، تؤثر بشكل سلبي على الأسرة التي ينتمي إليها ، ليمتد ذلك التأثير إلى خارج الأسرة ...وما بعضُ تلك المشاكل الاجتماعية والإجرامية – بمختلف صورها - التي تحصل في مجتمعنا ببعيدة عن تأثير العطالة ... فالعاطلون والعاطلات جزءٌ لا يتجزأ من كيان وطننا الغالي ... فهم ثروة الوطن ، فلا تدعوا هذه الثروة تُهدر ...
يا مسؤولين .... يا مَنْ حُمِّلتُم المسؤولية من ملك الإنسانية . اتقوا الله في هؤلاء العاطلين والعاطلات ... وسارعوا في إيجاد حل ناجعٍ لهم .
جاك دورك .
|