
2013-07-15, 08:01 AM
|
|
التنبيه على خطأ عبارة ( رمضان كريم ) للعلامة ابن عثيمين
سئل فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ :
حينما يقع الصائم في معصية من المعاصي وينهى عنها يقول : « رمضان كريم » فما حكم هذه الكلمة ؟ وما حكم هذا التصرف؟
فأجاب فضيلته بقوله :
حكم ذلك أن هذه الكلمة « رمضان كريم » غير صحيحة ، وإنما يقال: « رمضان مبارك » وما أشبه ذلك ، لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريماً ، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل ، وجعله شهراً فاضلاً ، ووقتاً لأداء ركن من أركان الإسلام ،
وكأن هذا القائل يظن أنه لشرف الزمان يجوز فيه فعل المعاصي ، وهذا خلاف ما قاله أهل العلم بأن السيئات تعظم في الزمان والمكان الفاضل ، ع** ما يتصوره هذا القائل ، وقالوا :
يجب على الإنسان أن يتقي الله عز وجل في كل وقت وفي كل مكان ، لاسيما في الأوقات الفاضلة والأماكن الفاضلة ، وقد قال الله عز وجل: { ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } فالحكمة من فرض الصوم تقوى الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من لم يدع قول الزور، والعمل به ، والجهل ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه »
فالصيام عبادة لله ، وتربية للنفس وصيانة لها عن محارم الله ، وليس كما قال هذا الجاهل : إن هذا الشهر لشرفه وبركته يسوغ فيه فعل المعاصي .
مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين
كتاب الصيام ؛ المجلد العشرون .
|