وقفات إيمانية مع آية الكرسي

[الله ربي]

قال صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب يا أبي أي آية في كتاب الله أعظم قال أبي بعد ثلاث "الله لا إله إلا هو الحي القيوم " فقال صلى الله عليه وسلم لهينك العلم يا أبا المنذر.
وتخليداً لفضلها قال صلوات الله وسلامه عليه "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت "
آية عظيمة ذكر الله فيها من شواهد ألوهيته ومعالم وحدانيته صدرها الله جل وعلا باسم عظيم من أسمائه لم يتسم به أحد من الخليقة كلها حتى من حاجج الله في ربوبيته ونازعوه في ألوهيته كفرعون وهامان وقارون وغيرهم لم يتسم بهذا الاسم قال الله جل وعلا "رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمياً "
وهو جل وعلا لم يأذن لأحد من خلقه لا قدراً ولا شرعاً أن يتسم بهذا الاسم العظيم قال جل شأنه مصدرا هذه الآية بهذا الاسم العظيم " الله لا إله إلا هو الحي القيوم "
والحي اسم من أسماءه الحسنى
وهو جل وعلا حي حياةً لم يسبقها عدم ولن يلحقها زوال وهو جل وعلا الحي حين لا حي وهو الحي خالق كل شيء وإليه جل وعلا وحده مصير كل حي وبيده تبارك وتعالى رزق كل شيء وهو تبارك وتعالى قيوم استغنى عن كل ما سواه وكل ما سواه افتقر إليه تبارك وتعالى استوى على العرش وللعرش ملائكة يحملونه وهو جل وعلا مستغن عن العرش ومستغن عن حملة العرش والعرش ومن يحملونه وسائر الخلق كلهم فقراء كل الفقر إلى ربهم تبارك وتعالى
" لا تأخذه سنة ولا نوم " قال الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام بيده القسط يخفضه ويرفعه حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره " من خلقه لا يتجاسر أحد يوم القيامة ولا يتجرأ أن يشفع بين يديه إلا بإذنه قال الله جل وعلا "يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا" وقال تبارك اسمه "يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً "
" له ما في السماوات والأرض" وهذه اللام لام الملك المطلق فكل ما في الخلق من طاع أو عاص من غني أو فقير من متكبر أو متواضع كلهم شاءوا أم أبو عبيد له تبارك وتعالى يحكم فيهم ما يشاء ويفعل فيهم ما يريد من يدخل الجنة – جعلني الله وإياكم من أهلها – إنما يدخلها بفضل الله ومن يدخل النار – أعاذني الله وإياكم من حرها – إنما يدخلها بعدل الله .
الله لا يظلم أحداً مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها يقدم من يشاء بفضله ويؤخر من يشاء بعدله ولا يسأله مخلوق عن علة فعله ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله .
"وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما " لا يعجزه شيء تبارك وتعالى في الأرض ولا في السماء
.
"وهو العلي العظيم" اسمان كريمان من أسماءه الحسنى وصفاته العلى.
وما تجرأ الناس على سفك الدماء أو على النظر إلى المحارم أو على ترك الصلاة أو على أخذ الرشوة أو على إيذاء المؤمنات أو على غير ذلك من المعاصي إلا بسبب شيء واحد كل الأسباب تندرج فيه وهو عدم العلم بالله ولهذا قال سبحانه "إنما يخشى الله من عباده العلماء"
فكل من خشي الله فهو عالم , وكل من عصى الله فهو جاهل بمقدار تلك المعصية دلني الله وإياكم على طريقه , وسلك الله بي وبكم سبيل جنته .

والله الموفق