|
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() مواضيع تثقيفية متنوعة الأهداف موضوع رقم ( 1 ) الهدف : اجتماعي وقائي الهدف من الموضوع هو توجيه الطالبات بشكل غير مباشر الى تصحيح مفهومها عن الحب ، وأن المحبة تأتي أولا عن طريق التقرب إلى الله ومن خلال القدوة والنموذج "سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام " وأمهات المؤمنين ونماذج ذُكرت في القرآن الكريم . الحـــــــــــــــب !! الحب شعور إنساني يحمل صاحبه على ميل قلبه لمن يحبه، والراحة بقربه والشوق لرؤيته، والرغبة في الاطمئنان عليه، وهو أمر جبلي يحدث للإنسان دون إرادة منه، حيث يلقيه الله في القلب، فلا يملك سوى الميل لمن ألقي حبه في القلب، كما قال الله تعالى، ممتنا على نبيه موسى عليه السلام: “وَألْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي”، إذ بمقتضى تلك المحبة أنقذ الله حياته من المصير الذي كان يلقاه نظراؤه من الأطفال الذكور، حيث كان فرعون يقتلهم عقب الولادة توقيا لمن قد يكون منهم سببا في زوال ملكه ونزع سلطانه، حسبما تنبأ له كهنته وحذره أعوانه، فلم تكد عين امرأته تقع عليه حتى ألقى الله محبته في قلبها، فلما هم فرعون بقتله كبقية أقرانه، قالت له كما حكي القرآن الكريم عنها: “وَقَالَتِ امْرَأة فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أن يَنفَعَنَا أوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ”، ومن ثم كان الحب سببا في إنقاذ حياته وامتداد عمره، كما كان الحب الغريزي الذي أوجده الله في قلب أمه سببا لانفطار قلبها عليه حتى كاد قلبها أن ينخلع حين علمت انه قد وقع في يد فرعون. وقد صور القرآن الكريم ما فعله حب الأم لوليدها في قلب أم موسى بقوله تعالى: “وَأصْبَحَ فُؤَادُ أمِّ مُوسَى فَارِغاً إن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ المؤمنين” - كيف تظهرين محبتك لامك؟لأبيك؟ أخيك؟و لأختك؟ - هل جَزَعْت يوما ما والدتك عليك أو على احد أفراد الاسرة؟ - كيف قابلتي جزعها؟ يمكن إعطاء فرصة للطالبات لسرد قصص او مواقف مرتبطة بهذا الجزء...... بين هذا القول الكريم أن قلبها كاد أن يتمزق، وعقلها كاد أن يطير من فرط خوفها على وليدها حتى كاد جزعها أن يتحول إلى ما يضاد الكتمان الذي لزمته لستر أمره، وأوشكت أن تصرخ وتصيح عليه: وابناه، حين نما إليها خبر وقوعه في يد فرعون، وصارت حياتها لفقده في تلك اللحظة هي والعدم سواء، حيث فرغ قلبها من كل شيء إلا من ذكره، والهلع عليه من المصير الذي ينتظره. وليس للإنسان دخل أو مشيئة في خلق الحب، ولكن الله هو الذي يخلقه في القلوب بإرادته، وصدق الله العظيم حين امتن على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بسبب ما أوجده في قلوب أصحابه من الحب الكبير لبعضهم حتى أن ذلك الصنيع الرباني قد كفاهم مالا طائلا كان من الممكن أن ينفقوه لتأليف القلوب ولا يصلوا لمرادهم، فقال سبحانه: “وَألَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أنفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعاً مَّا ألَّفت بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ ألَّفَ بَيْنَهُمْ”، ملاحظة: توضيح أن الله سبحانه وتعالى زرع محبة الرسول في قلوب الصحابة حتى ان الواحد منهم قد يفتديه بروحه , وهذه نعمة لتشتريها الأموال . ولو ربطناها بما يحدث اليوم من انتخابات البلدية وكيف ان المُنتْخب يصرف من اموالة على الدعايات الكثير كي يكتسب اكبر قدر من الأصوات لفهمنا وأدركنا قيمة هذه النعمة. نخلص الى التالي: أن الحب قدر الهي يخلقه الله دون إرادة من المحب، وان هذا الحب إذا وجد بين قلبين فإن مال الدنيا كله لا يعدله، وإلا فإنه لو كان يعدله لكان من الممكن أن يصنع الحب بالمال، فيكون المال، وهو مخلوق لله، منازعا لله في أمر اختص به، وهذا غير مستقيم، ولو أن الإنسان أنفق مال الدنيا كله على من يحبه لتأليف قلبه، فإنه لن يفلح في ذلك إلا إن شاء الله ذلك وخلق الحب في قلب من يهواه القلب، [align=center] ولهذا كان الحب رزقا عظيما من الله، [/align] فحب الأب لأبنائه يحمله على أن ينفق عليهم ولا يقصر في القيام بواجبهم، وحب الزوج لزوجته يدفعه لأن يغدق عليها من خيره، ويبالغ في إدخال السعادة على قلبها في كل وقت ولحظة. وحب الاخت لاختها يجعلها تتعاون معها على معوقات وصعاب هذه الدنيا بل ربما تؤثر إحداهن ما لها , لأختها. كما أن البغض، وهو نقيض الحب، يعتبر غضبا من الله سبحانه، وعقابا لمن يلقي في قلوبهم هذا الشعور القاتل، وقد عاقب الله به أولئك الذين تناسوا منهجه من أهل الكتاب السابقين، وساروا وفق أهوائهم وشهواتهم، فقال سبحانه: “وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إنَّا نَصَارَى أخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ”، [align=center] حيث أفاد هذا القول الكريم أن ما يناقض الحب من العداوة والبغضاء قد يكون عقابا من الله سبحانه، وجزاء لمن يتركون منهجه ويتبعون أهواءهم وشهواتهم. [/align] وإذا كان الحب من صنع الله وتقديره فإن البغض يعتبر من صنع الشيطان وكيده، ولهذا كان الحب في سمو، والكره في دنو، ونسب الله البغضاء إلى الشيطان في قوله تعالى: “إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أنتُم مُّنتَهُونَ”، هل تعرفون ما هي الصفة التي سماها الرسول بــــ الحالقة؟؟ هي البغضاء : وهي شر مستطير يهلك الأمم والجماعات، و من فعل الشيطان، ولهذا سماها النبي -صلى الله عليه وسلم- الحالقة أي التي تحلق الدين وتجتث مقوماته من الدنيا، وهي النفس والعرض والمال، حيث تودي البغضاء بكل ذلك فلا تبقي منه شيئا، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “دب إليكم داء الأمم من قبلكم، الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين”، ومن ثم كان الحب رزقا ونعمة وكانت البغضاء شرا ونقمة. ولما كان الحب من صنع الله وتقديره، وكان محل الحب هو القلب، فإن الله تعالى قد استأثر بالتصرف في القلوب، حيث يحولها كما يشاء، وفي هذا يقول الله سبحانه: “وَاعْلَمُواْ أنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ”، وهذا يفيد أن الإنسان لا قدرة له على قلبه ولا يقوى على أن يسيطر عليه، وقد أكد هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم: “اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك”، وهو عليه السلام وهو يشير إلى ما لا يملك السيطرة عليه وهو ميل قلبه إلى من قد يميل إليهن من زوجاته أمهات المؤمنين، أما العدل في العطاء والمعاملة فذلك موفور بحقه ولا تفريط في ذرة منه لأنه مقدور له وداخل تحت إرادته، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين”، ومن حديثه عليه السلام: “القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء” اخيرا نخلُصْ الــــى التالي :- - أن الحب من فعل الله، وان القلب متقلب بإرادة الله، ولا سلطان لأحد عليه سواه. ومن مقتضى أن الحب قدر، وان ميل القلب لا طاقة للإنسان به، انه لم يدخل في نطاق المساءلة، ومن ثم فإن الله تعالى لا يحاسب الإنسان على مجرد ميل قلبه أو نفرته، وذلك جريا على القاعدة التي تقضي بأن التكليف منوط بالاستطاعة وإعمالا لقول الله تعالى: “لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ”، - إذا كان الحب غير مكتسب للإنسان فإنه يخرج عن نطاق التكليف به والمساءلة عنه، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتحدث”، - إن الحب نوع من حديث النفس الكامن داخل حناياها، وطالما ظل على هذا الحال فإن الله تعالى لا يجازي عليه، ولا يحاسب صاحبه على ما وقر في قلبه منه. سؤال : ماذا لو تحول حديث النفس الى سلوك؟؟ وكيف يتحول الى سلوك غير مرغوب فيه؟! فإذا تحول الحب إلى سلوك وعمل فإن المساءلة تبدأ من هذا التحول، ولهذا حذرنا الله تعالى من إتباع الهوى، حتى لا يكون إتباعنا لهوانا سببا للميل نحو من نحبه على حساب حقوق الآخرين، فيكون الحب سببا للظلم والمحاباة، ومدخلا لعداوة اكبر وضرر اخطر، وفي هذا يقول الله تعالى: “فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أن تَعْدِلُواْ”، ، فقال سبحانه: “يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أنفُسِكُمْ أوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إن يَكُنْ غَنِيّاً أوْ فَقَيراً فَاللّهُ أوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أن تَعْدِلُواْ وَإن تَلْوُواْ أوْ تُعْرِضُواْ فَإنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً”، وإذا كان البغض سببا للشطط في الحكم والميل فيه عن جادة الحق، فقد حذر الله تعالى عباده من مغبة الانحراف عن مسار الحق بسبب العداوة والبغضاء، وإذا كان حب الإنسان لزوجته أو أولاده قد يدفعه للانحراف عن طريق الحلال، والوقوع في براثن المعاصي حتى يستطيع أن يوفر لهم ما يريدونه خارج حدود الطاقة والمشروعية فقد حذر الله عباده من أن يكون هذا النوع من الحب دافعا لهم نحو هذا الدرك الكريه، فقال سبحانه: “يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إنَّ مِنْ أزْوَاجِكُمْ وَأوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ”، ومن ثم يجب أن يكون الحب رشيدا بعيدا عما يوقع في الحرام أو يجر إلى المعصية. وإذا تجرد الحب من الحرام أصبح أساسا للإيمان بالله، وصلة حميمة تربط المؤمنين يبعضهم والأزواج بزوجاتهم، والآباء بأبنائهم والأخلاء يبعضهم، وكان الحب الصادق في الله طريقا إلى الجنة، وكان المحبون الصادقون في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله، نسأل الله أن يجعلنا منهم، وان يرزقنا حبه، وحب من يحبه، آمين. والله من وراء القصد |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الــــــــــــــــــــــ, حُـــــــــــــــــبْ ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|