|
منتدى الشريعة الإسلامية يهتم بالـشـريـعـة الإسلاميـة , من الكتاب والسنـة . |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ![]() أبناؤنا .. أمانةٌ في أعناقنا د. محمد بن إبراهيم الحمد كما أن للوالدين حقًّا على الأولاد، فكذلك للأولاد حق على الوالدين. وكما أن الله - عز وجل - أمرنا ببر الوالدين، فكذلك أمرنا بالإحسان إلى الأولاد. فالإحسان إليهم والحرص على تربيتهم أداء للأمانة، وإهمالهم والتقصير في حقوقهم غش وخيانة. ولقد تظاهرت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة آمرة بالإحسان إلى الأولاد وأداء الأمانة إليهم، محذرة من إهمالهم والتقصير في حقوقهم. قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58]. وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]. وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته))[1]. وقال: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة))[2]. من مظاهر التقصير والخطأ في تربية الأولاد: بالرغم من عظم مسؤولية تربية الأولاد إلا أن كثيرًا من الناس قد فرط فيها، واستهان بأمرها، ولم يرعها حق رعايتها فأضاعوا أولادهم وأهملوا تربيتهم، فلا يسألون عنهم، ولا يوجهونهم. وإذا رأوا منهم تمردًا أو انحرافًا بدؤوا يتذمرون ويشكون من ذلك، وما علموا أنهم هم السبب الأول في ذلك التمرد والانحراف كما قيل: ألقاه في اليم مكتوفًا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء والتقصير في تربية الأولاد يأخذ صورًا شتى، ومظاهر عديدة تتسبب في انحراف الأولاد وتمردهم، فمن ذلك ما يلي: 1- تنشئة الأولاد على الجبن والخوف والهلع والفزع: فمما يلاحظ على أسلوبنا في التربية تخويف الأولاد حين يبكون ليسكتوا، فنخوفهم بالغول، والبعبع، والحرامي، والعفريت، وصوت الريح، وغير ذلك. وأسوأ ما في هذا، أن نخوفهم بالأستاذ، أو المدرسة، أو الطبيب، فينشأ الولد جبانًا رعديدًا يَفْرَقُ من ظل ويخاف مما لا يخاف منه. وأشد ما يغرس الخوف والجبن في نفس الطفل أن نجزعَ إذا وقع على الأرض وسال الدم من وجهه، أو يده، أو ركبته، فبدلاً من أن تبتسم الأم، وتهدئ من رَوْعِ ولدها وتشعره بأن الأمر يسير تجدها تهلع وتفزع، وتلطم وجهها، وتضرب صدرها، وتطلب النجدة من أهل البيت، وتهول المصيبة، فيزداد الولد بكاءً، ويتعود الخوف من رؤية الدم، أو الشعور بالألم. 2- تربيتهم على التهور، وسلاطة اللسان والتطاول على الآخرين، وتسمية ذلك شجاعة [4]: وهذا خلل في التربية، وهو نقيض الأول، والحق إنما هو في التوسط. 3- تربيتهم على الميوعة والفوضى، وتعويدهم على الترف والنعيم والبذخ: فينشأ الولد مترفًا منعمًا، هَمُّه خاصة نفسه فحسب، فلا يهتم بالآخرين، ولا يسأل عن إخوانه المسلمين، لا يشاركهم أفراحهم، ولا يشاطرهم أفراحهم. فتربية الأولاد على هذا النحو مما يفسد الفطرة، ويقتل الاستقامة، ويقضي على المروءة والشجاعة. .... للموضوع بقية ..... |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|