عرض مشاركة واحدة
  #1    
قديم 2013-02-20, 07:28 AM
موتي ولامعصية ربي موتي ولامعصية ربي غير متواجد حالياً
عضو هام
 



معدل تقييم المستوى: 16
موتي ولامعصية ربي is on a distinguished road
افتراضي الفرق بين تدبر القران وتفسيره وشروط المفسر

فتدبر القرآن مطلوب من كل أحد من البشر، لأنه الكتاب الذي أنزل إليهم لهدايتهم وإرشادهم إلى خير دنياهم وآخرتهم، ولذلك حضهم ربهم سبحانه على ذلك قائلاً: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) [النساء:82]، وتدبر كتاب الله ميسر لكل أحد، ومصداق ذلك قوله سبحانه: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [القمر:17].
قال الطبري في تفسيرها: (ولقد سهلنا القرآن، بيناه وفصلناه للذكر لمن أراد أن يتذكر ويعتبر ويتعظ، وهوّناه... فهل من معتبر متعظ يتذكر بما فيه من العبر والذكر؟).
لكن هناك فرق بين تدبر القرآن والاعتبار به والاتعاظ، وبين تفسيره، وبيان مراد الله من آياته على وجه التفصيل، فهذا لا يكون إلا ممن استوفى علوماً تجعله يستقل بنفسه في معرفة مرامي النصوص ودلالتها، ومن هذه العلوم معرفة قواعد التفسير وعلوم اللغة العربية، ومعرفة مطلق القرآن ومقيده، ومنطوقه ومفهومه، وعامه وخاصه، ومحكمه ومتشابهه، ومجمله ومبينه، وناسخه ومنسوخه، ومعرفة أسباب وأماكن نزوله، ومعرفة الأحاديث والآثار المتعلقة بتفسيره... وغيرها من العلوم التي لابد من توفرها في مفسر القرآن، ومن لم يتيسر له ذلك، فليرجع إلى تفاسير أهل العلم المعتبرين ينقل عنهم، ويأخذ منهم فقد كفوه المؤونة.
والله أعلم.
التوقيع:


رد مع اقتباس