[زيتونةة]

لويزهاي"
محاضره ومعلمه للفلسفة كما أنها مؤلفة لأكثر الكتب مبيعا ومنها هذا الكتاب0 ومنذ أن بدأت "لويز" ممارسة مهنتها، قامت بمساعدة آلاف الأشخاص في اكتشاف الطاقة الإبداعية الكامنة داخلهم لتساعدهم في تنميه شخصياتهم وإصلاح أنفسهم0
لقد لاحظت أن الدنيا تهوى الامتنان0 فكلما زاد شعور المرء بالامتنان،زاد الخير الذي يحصل عليه0 وليس المقصود بالخير هنا الأشياء المادية فحسب0 بل يشمل أيضا كل الأشخاص والأماكن والتجارب التي تعطي طعما للحياة0 إن الإنسان يشعر بالسعادة الغامرة عندما يجد حياته عامرة بالحب والمرح والصحة والابداع0 فهكذا يجب أن نعيش حياتنا0 إن الدنيا كريمه وتحب العطاء وتحب أن تكون محلا لتقديرك0
فكر أخي في شعورك إذا قدمت هدية لصديق، ونظر إليها بخيبة أمل أو قال أنها لا تلاؤمه أو أنها ليست اللون المفضل له أو انه لاستخدم شيئا كهذا أو تساءل هل هذه هي الهدية فقط0 بالتأكيد ستقل رغبتك في إعطاء هذا الصديق هدية مرة أخرى0 أما إذا ظهرت فرحته في عينيه وشعر بالسعادة والامتنان، فسوف تود أن تقدم له كل شيء تراه وتشعر بأنه يروق له، سواء أقمت بذلك بالفعل أم لا0
يمنحك الامتنان المزيد من الأشياء التي تشعر لها بالامتنان0 فهو يضيف نعما أخرى لحياتك الزاخرة بالنعم0 أما قلة الشعور بالامتنان أو الشكوى لا تعطيك إلا القليل لتتمتع به0 فدائما مايجد الشاكون أن حياتهم ليس بها إلا القليل من الخير، أو أنهم لايتمتعون بما لديهم بالفعل من نعم.
فدائما يعطي العالم للإنسان ما يستحقه0 ولقد نشأ كثير من الناس على أن ينظروا إلى ماليس في أيديهم وأن يشعروا بالنقص0 فكيف يشعر الإنسان بالنقص ثم يتعجب أن حياته خالية من المتع؟فأن اعتقد الإنسان أنه لايمتلك شيئا،وأن سعادته متوقفة على فعل كذا وكذا000فهو بذلك يعرقل حياته0 فالدنيا تستمع إلى مايقوله الإنسان من أنه لايملك شيئا وأنه غير سعيد0 وهذا الشعور هو ماتحصل على المزيد منه0
لذا فأنا منذ فترة من الوقت أتقبل كل تقدير وكل هدية بالبهجة والسرور والامتنان0 فقد علمت أن الدنيا تحب هذا التعبير0 ولذلك،فأنا دائما أحصل على أروع الهدايا0
إن أول شيء أقوم به حينما أستيقظ من النوم وحتى قبل أن أفتح عيني هو أن أشكر فراشي على نوم ليلة هادئة0 فأنا ممتنة لدفئه ولراحته0 ومن هذا المنطلق، أصبح من اليسير علي أن أفكر في الكثير من الأشياء التي أدين لها بالامتنان0 وفي الوقت نفسه الذي أقوم فيه من على فراشي أكون قد عبرت عن امتناني لقرابة ثمانين أو مائه من مختلف الأشخاص والأماكن والأشياء والخبرات في حياتي0 وهذه طريقة رائعة لبداية اليوم0
وفي المساء وقبل النوم مباشرة، أفكر بما حدث طوال اليوم وأشعر بالسعادة والامتنان لكل تجربة مررت بها0 وأسامح نفسي أيضا إذا شعرت بأنني قد ارتكبت خطأ، أو تفوهت بما لا يليق، أو اتخذت قرارا لم يكن هو القرار الصائب0 فهذا التمرين يملؤني بالدفء ويجعلني أخلد إلى النوم كالطفل السعيد0
يحتاج المرء أيضا أن يمتن حتى للدروس التي يتلقاها0 وألا يهرب منها فهي بمثابة كنوز تقدم لنا0 فكلما يتعلم منها، تتغير حياته للأفضل0 فأنا الآن أشعر بالسعادة عندما اكتشفت جزءا آخر من الجانب المظلم بداخلي0 فذلك معناه أنني مستعدة للتخلص من شيء كان يعوق مسار حياتي0 وأشكره على ظهوره لي وبالتالي أتمكن من علاجه ومواصلة حياتي0 ولذلك،سواء أكان هذا الدرس يعتبر "مشكلة" ظهرت فجأة أم فرصة لمعرفة نموذج سلبي وقديم بداخلنا، فقد حان الوقت للتخلص منه التمتع بالحياة0
هذه دعوة لتخصيص أكبر عدد من اللحظات كل يوم للتعبير عن الامتنان لكل الخير الذي يملأ حياتنا0 فسواء كان لديك القليل من النعم أو الكثير منها، فأن هذه النعم ستزداد عن طريق الامتنان0 فأنت الفائز في الحالتين0 وحاول أن تشعر أنك سعيد وأن العالم من حولك سعيد0 فالامتنان يضيف إلى حياتك الزاخرة بالنعم0
ابدأ في عمل مذكرة للامتنان0 وسجل بها يوميا شيئا تمتن له0 وبصفة يومية، أخبر شخصا عن مدى امتنانك لشيء ما0 أخبر البائعين والندل وسعاة البريد والمديرين والموظفين والأصدقاء والأهل وحتى الغرباء تماما عن شعورك بالامتنان0 وشارك في معرفة سر هذا الشعور0 ودعنا نجعل هذا العالم عالما من الامتنان والأخذ والعطاء المصحوبين بالشكر والامتنان لكل الناس0