هذا ظلم ... هذا ظلم !!!!
في بداية هذا الفصل الدراسي ... حصل أن كنت أرقب موقفا من المواقف ... في يوم طباعة نتائج الطالبات ....
حيث اقتربت احدى الطالبات وهي تحمل ورقة نتيجتها ...اقتربت من احدى المعلمات وكان على وجهها أثر الحزن ... وفيما قابلتها المعلمة بإبتسامة لتسألها عن نتيجتها .... انفجرت في نوبة من البكاء وهي تقول :
ظلم ...! ... ظلم!!! ...
جملة قوية! ... وإتهام مخيف ...!
فسألتها المعلمة بإهتمام لماذا؟؟.... فقالت وهي تغالب البكاء
ظالميني !!! ....ظالميني !!!!
حاولت المعلمة تهدئتها لتفهم السبب ....
فإذا هي تقول : نسبتي متدنية! ...وأنا أغلب درجاتي مقاربة للدرجة النهائية! ....
فنظرت المعلمة بإهتمام إلى الورقة ثم استدارت إلي وطلبت مني مشاركتها في فهم السبب لعل هناك خطأ ! .....
وأقول خطأ!!! ... لأن هناك فرق كبيييييييير بين الخطأ والظلم! .... الخطأ يكون غير متعمد وهو يحصل من الجميع بما فيهم الكمبيوتر لأن الكمال لله وحده ..أما كلمة ظلم فهذا يعني وقوعه متعمدا ..وبترصد .. وهو ماتظنه أغلب الطالبات للأسف بل ويصل الحد إلى رمي التهم والتطاول ... بينما الأمر كله من الطالبة نفسها ..وبنسبة 100%! ... وخصوصا هذا الموقف بالذات ...
كل من رأى الموقف ولم يقترب ليفهم النتيجة كان سيظن بالفعل بوقوع شيء من الظلم على المسكينة! ... لكن الواقع للأسف شيء مختلف تماما ... و الطالبة تصرخ بشيء باطل !!!.... وصراخها هو الظلم بعينه!!...
أمسكت الورقة ونظرت إلى درجاتها ... بالفعل كانت تقارب الكمال ... كانت تنقص بمقدار درجة أو درجتين في الإختبارات النهائية ومثلها في أعمال السنة .... فيما عدا مادة من المواد ... والتي كانت درجاتها فيها متدنية للغاية ...
فقلت : ياعزيزتي ... النتيجة صحيحة! ... ونسبتك هي ماتستحقينها ..لأنها بالنسبة الموزونة لمادة تدرسينها 6 حصص في الإسبوع مثلا ..يكون نقص درجة يوازن نقص 6 درجات! ...
فقالت : كيف ؟؟؟؟؟
فقلت : ياعزيزتي ... هذه هي النسبة الموزونة!... تعلمي ... قبل أن تتهمي!....
فقالت تستدرك وقد جفت دموعها من المفآجأة : وهذه المادة؟؟؟؟ ...درجاتنا فيها منخفضة!...قلت : السبب ؟؟؟؟
قالت بالحرف الواحد : الأبلا ماتساعدنا !!! ....
قلت : كيف تساعدكم؟؟؟؟
قالت : إحنا كسلانين وهي ماتساعدنا !!! ....
قلت : والله أعطتكم حقكم ... ولو رأت إجتهادا منكم ورغبة في رفع المستوى في هذه المادة بالذات ... كان طلعت درجاتكم .... بدل رمي التهم بالباطل ... ونشر الأكاذيب ....
كان موقفا أثار غضبي .... رغم رغبتي في الحيادية ... لكن ظلمها كان واضحا .... وهكذا التسرع !... والتفكير بأنانية ....
لاأقول ذلك دفاعا عن المعلمات ... بل إخبارا بالواقع ....
وبالنسبة لردي على الطالبة في أن بذل الجهد يثمر في أي مادة ... فسأذكر موقفا وقفت عليه بنفسي ..ورأيت ثماره ... عسى يكون فيه فآئدة ... ولعلها تكون المشاركة التالية ...