عرض مشاركة واحدة
  #1    
قديم 2013-01-24, 02:11 PM
صدى الحناكيه صدى الحناكيه غير متواجد حالياً
عضو جديد
 


معدل تقييم المستوى: 0
صدى الحناكيه is on a distinguished road
Icon111 تلاشيت منك وعلامات الذهول تعتريني

بَعْثَرّتَنّي بِقَسّوَة !

جَمَعَتَ كُلّ مَزَايّاكَ وَأَلّقَيَتَ بِهَا بَعِيدَاً

حَيّثُ يَسّكُنُ كِبْرِيَاؤُكَ المَزّعُوم !

لَمْ تَنّظُرُ إلَيّ !

ولَمْ تَتَحَسّسُّ لِنَبْضّي ولا لِسُرّعَةِ أَنّفَاسَي !

بَدَأتَ تُرّسِلَ شُعَاعَ اللّوَمَ عَلَى حُصُونِّي

مُتَسَلِّلاً مِنْ تِلّكَ الثّغَرَاتِ وَالشّقُوقِ !

وَنَجَحَتَ بِتَدْمِّيرِي .. كَمَا كَانَتْ أَفْعَالُكَ تَقُول !



قررت حينها أن أرحل عنك بسلام

وأحفظ ما بقي في قلبي من عساجد حبك !

لأنني أحببتك بصدق .. خشيت أن تهتز أرضك من

غضبك ومقتك .. وعنفوانك المدهش !

هناك أخطاء تغتفر .. وهناك النقيض !

وددت أنّك تريثت ولم تتسرع !

ولكن قدّر الله والحمد لله ..~



جنونك وغضبك لم أتخيله في أحلامي

فضلاً عن واقعي ..!

سلكتُ الطرق ليلاً ولم أبالي !

وحين وصلت لمحطة القطار ألقيتُ نظرة حزينة

خلفي .. حيثُ تركتك ..!



لقيتُ بلاداً أخرى

وبشراً غربـاء !

ولكن هـان الخطب عليّ كثيراً !










كنتُ اذهب للشاطئ يومياً

اكتب رسائلي وأحفظها في قارورة فالقيها على الأمواج

أراقب النوارس بهدوء

وحديثُ عيني يقول .. لو كنتُ مثلها ما لبثتُ بالحزن ساعة !

خرير الماء يُذكرني بتلك المعزوفة التي تُسهرك ليلاً

وتلبسك بجنون زيارة البحـر !



المطاعم مكتظة !

والطاولات الفارغة تكادُ تنعدم !

هناك في مؤخرة المطعم طاولة فارغة ..

وحيدة .. بعيدة .. لا الزوار حولها والعاملون !

ربما كان ذلك المكان المناسب .. فهو يشبهنّي !

جلست وأنا أراقبُ الناس بخوف ورهبة

فأنا فقدت الثقة بالجميع ولم استثني !

المقعد المقابل لي فارغ !

لا بأس .. فأنا اخترت المكان ..

فلا داعي بأن أبكي !







ليلي .. يمر بهـدوء

مشبعاً بالنسائم الرقيقـة ..!

أكثر ما كان يعجبني به ..

تلك الفراشات المضيئة .. التي تبهر ناظري

وتسلّي روحي .. وترسم البسمة على شفاهي !

قمري .. كان الصديق الأوفى والأرق والأجمل !

يتحدى النجوم بشكله المختلف .. وسراجه اللطيف !

أسـرح معه لعالمي البعيد .. وبلادي المهجورة !



ربما كنتَ قاسي معي ..

وربما كانت غربتي أقسى !

ولكن .. لا سبيل للمقارنة بينكم ولا للفصل !

كلاكما يرتدي عباءة سوداء ووشاح داكن !

أعلم تماماً ما يستتر تحتها !

فحسب روحي الطامعة بالحديث فلم اطلب منكما

خلعها .. والأمر لكما راجـع ..~







عـدت .. وكانت نظرتك كالرصاصة !

أصابت روحي المتعطشة لك بالحمّى ..!

وكنت أنت كمن يحاول استيعاب المستحيل

والتصدي له بعنفوان وضجـر !

من أحلامي السقيمة أن أراك مبتهجةً بعودتي

فاتحاً لي ذراعيك بحب ولهفة !

ولكنك قتلتني هذه المرة شر قتلة !



لا عليك يا وليد حبي وريعان عشقي ..

سأرحل هذه المرة بعد !

ولكن ليس قبل أن أخبرك بأنّي سأرحل بلا عودة

وإلى تحت الثـرى !

وعزائي لروحك الثكلى

وأنفاسك المتقطعة

وقلبك الممزق ..~


تلاشيتُ منك وعلامات الظهول تعتريني !

وآخر رمقي يقول

استودعتك الله !

التعديل الأخير تم بواسطة صدى الحناكيه ; 2013-01-24 الساعة 02:14 PM.
رد مع اقتباس