عرض مشاركة واحدة
  #1    
قديم 2010-02-22, 10:42 PM
lmys lmys غير متواجد حالياً
عضو شرف
 


معدل تقييم المستوى: 17
lmys is on a distinguished road
Cs01 في سورة البقرة اية عجيبة!!!

قد مرت بنا سورة البقرة وقرأنا قول الله تعالى في الآية 201


" وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةًوَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "


يقولالسعدي رحمه الله تعالى في تفسيره :
"
الحسنات المطلوبة في الدنيا ، يدخل فيهاكل ما يحسن وقوعه عند العبد : من رزق هنيء واسع حلال ، وزوجة صالحة ، وولد تقر بهالعين ، وراحة ، وعلم نافع ، وعمل صالح ، ونحو ذلك من المطالب المحبوبة والمباحة .
وحسنة الآخرة هي : السلامة من العقوبات في القبر ، والموقف ، والنار ، وحصولرضا الله ، والفوز بالنعيم المقيم ، والقرب من الرب الرحيم .
فصار هذا الدعاءأجمع دعاء ، وأولاه بالإيثار ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاءبه ، ويحث عليه "أ.هـ


في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال : كانأكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرةحسنة وقنا عذاب النار .
وزاد مسلم : وكان أنس إذا أرادأن يدعو بدعوة دعا بها ، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه .
وفي صحيح مسلم من حديث عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلمعَادَ رجلا من المسلمين قد خَفَتْ فَصَارَ مثل الفَرْخ ، فقال له رسول الله : هلكنت تدعو بشيء ، أو تسأله إياه ؟ قال : نعم ، كنت أقول : اللهم ما كنت مُعَاقِبي بهفي الآخرة فَعَجِّله لي في الدنيا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحانالله ! لا تطيقه - أوْ لا تستطيعه - أفلا قُلْتَ : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفيالآخرة حسنة وقنا عذاب النار . قال : فَدَعَا الله له فَشَفَـاه .
قال القرطبي في تفسيره :هذه الآية من جوامع الدعاء التي عمتالدنيا والآخرة .
قيل لأنس رضي الله عنه :ادعُ الله لنا، فقال : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
قالوا :زِدْنا .
قال:ما تريدون ؟! قدسألت الدنيا والآخرة .
قال : وفي حديث عمر أنه كان يطوفبالبيت وهو يقول : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . ماله هِجِّيرى غيرها ، ذكره أبو عبيد .
ونَقَل القرطبي عن ابنجريج قوله : بلغني أنه كان يأمر أن يكون أكثر دعاء المسلم في الموقف هذهالآية : (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةًوَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) .
وقال ابن كثير : مَدَح [ الله ] مَن يسأله للدنيا والأخرى ، فقال : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَاآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَالنَّارِ) ، فَجَمَعَتْ هذه الدعوةُ كلَّ خير في الدنيا، وصَرَفَتْ كلّ شر فإنالحسنة في الدنيا تشملُ كلّ مطلوب دنيوي ، مِن عافية ، ودار رَحبة ، وزَوجة حسنة ،ورِزق واسع ، وعِلم نافع ، وعَمل صالح ، ومَركب هنيء ، وثناء جميل ، إلى غير ذلكمما اشتملت عليه عباراتُ المفسرين ، ولا منافاة بينها ، فإنها كلها مُندرجة فيالحسنة في الدنيا . وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمنمن الفزع الأكبر في العَرَصات ، وتيسير الحساب ، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة ،وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا ، من اجتناب المحارِموالآثام ، وترك الشبهات والحرام . اهـ .
والله تعالى أعلم
منقول
رد مع اقتباس