الموضوع
:
الصداقه
عرض مشاركة واحدة
#
1
2012-12-31, 01:36 PM
سحر الابتسامة
عضو جديد
معدل تقييم المستوى:
0
الصداقه
من أجمل أخلاق الإسلام ( الأمانة )
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... :
أوجب
الإسلام
على المسلم الحق أن يكون ذا ضمير يقظ يتصف بالأمانة ، ويصون الحقوق حق الله ، وحق الناس ، أي يكون أميناً في عمله غير مفرط فيه ولهذا أوجب عليـه
الأمانة
.
والأمانة كلمة
واسعة الدلالة فى التشريع الإسلامي ، فهى إدراك قوى من الإنسان بمسئوليته الكاملة أمام الله فى كل أمر يوكل إليه من قول أو عمل ما ،
قال أبن عمر رضى الله عنهما : ( سمعت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال :
كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالأمام راع ومسئول عن رعيته ، والرجل راع فى أهله وهو مسئول عن رعيته ، والمرأة فى بيتها راعية وهى مسئولة عن رعيتها ، والخادم فى مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته
)
وعامة الناس يفهم مدلول
الأمانة
بمعناها الضيق وهو حفظ وديعة معينة لديهم سواء كانت أموال أو نفائس أخرى ،
ولكن
الأمانة
ملولها فى الشارع أوسع من ذلك وأعمق ، والأمانة هى فريضة على المسلمون يتواصون بها ويســـتعينون بالله على حفظـــها
مثال ذلك حينما نكون على ســـفر نقول :
(
نستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه
)
ونقول أيضاً (
أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك
)
والرسـول "صلى الله عليه وسلم" فى أحاديثه الشريفة كان يوصى المسلم على
الأمانة
، وهو القدوة الواضحة فى
الأمانة
في عهد الجاهلية .
ويقول "صلى الله عليه وآله وسلم" :
( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا دين له ، وإن شقاء العيش وسوء النقلب هو أسباب من عدم التمسك بفريضة
الأمانة
، وعدم
الأمانة
هو خيانة ، والخيانة ضياع للدين والدنيا ) .
فرسولنا الكريم "صلى الله عليه وآله وسلم" فى الجاهلية قبل إنتشار
الإسلام
، وقبل الفتح كان يطلق عليه قومه "
الأمين
" لما له من مسئولية أمام ربه فى إدراك المعنى الجازم بالأمانة .
كذلك نبى الله موسى ( عليه الصلاة والسلام ) قبل أن ينبأ حينما قام بالسقاية لأبنتى الرجل الصالح كان معهم أميناً متمسكاً بعفة المسلم الحق الشريف ، وترفق بهما وسقا لهما ، ثم إستراح فى الظل ، قال الله تعالى : "
فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إنى لما أنزلت إلىً من خير فقير ، فجاءته إحداهما تمشى على إستحياء قالت إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ماسقيت لنا ، فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين ، قالت إحداهما يأبت إستأجره إن خير من إستأجرت القوى الأمين
" .
فبالرغم من شدة الفقر والغربة ، ومطاردة الظالمين له لكن تمسك بالفضيلة والأمانة ، وعرف حق الله ، وعرف حق العباد ، هذا هو جوهر
الأمانة
فى التشريع .
والأمانة لما لها من معنى ومدلول كبير فى التشريع
؛ فكان إختيار الله لرسله الكرام ممن يتصفون بالأمانة والقوة والفضيلة والشرف وعزة النفس ، معتصمين بحبل الله المتين .
والأمانة فى الآخرة خزى وندامة إلا من أخذها بحقها
وأدى الذى عليه فيها ، وصلاح النفس لا يكون بالعلوم فقط ، وبالسيرة الطيبة ، وحسن الإيمان ! ولكن يكون بالتأهل لإدارة الشئون والأعمال ؛ أى أن نصطفى أخير الناس فى القيام بالأعمال دون الميل لهوى أو وساطة قرابة أو رشوة فهذه تكون خيانة للأمانة .
قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم :
" (
من أستعمل رجلاً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين
) ،
وقال " صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً :
(
من ولى من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم
) .
والأمة التى تضيع
الأمانة
فيها هى الأمة التى تطيش بها الأقدار
، ودل رولنا الكريم على هذا بأنه من مظاهر الفساد فى الأرض ن وأنه من علامات قيام الساعة ، وجاء رجل يسأل رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال :
متى تقوم الساعة ؟
فقال له صلى الله عليه وسلم :
إذا ضيعت
الأمانة
فأنتظر الساعة !
فقال :
وكيف إضاعتها يارسول الله ؟
قال :
إذا وكل الأمر لغير أهله فأنتظر الساعة
.
والأمانة الحرص على أداء واجب العمل
، وأداء الإحسان فيه ، وليس أكبر خيانة ولا أسوء عاقبة من المرء الذى يتولى أمور العامة فنام عنها حتى أضاعها .
ومن
الأمانة
ألا يستغل المرء مركزه لمنفعة شخصية
له أو لأقربائه ، وقد قال "صلى الله عليه وسلم" :
(
من إستعملناه على عمل فرزقناه رزقاً فما أخذ بعده فهو غلول
)
، وقال الله تعالى : "
ومن يغلل يأتى بما غل يوم القيامة ، ثم توفى كل نفس ماكسسبت وهولا يظلمون
) آل عمران 161 .
وأكرم مثال على
الأمانة
سيدنا يوسف الصديق الأمين عليه السلام حين رشح نفسه لإدارة شئون المال بنبوته وعلمه قال الله عز وجل : "
قال أجعلنى على خزائن الأرض أنى حفيظ عليم
" يوسف 55
والمسلم الذى يأخذ الحق ويعطى الحق كالمجاهد فى سبيل الله
: وهناك أيضاً مدلول للأمانة فى الجوارح التى أنعم بها الله علينا ، فجميع حواسنا يجب أن نسخرها بأمانة ، وأولادنا أيضاً أمانة يجب أن ندرك أنها ودائع من الله نصونها ونسخرها لله وفى الله ، وأموالنا أمانة لدينا يجب أن ننفقها فى مرضاة الله ، ولا نفتن بها عن طاعة الله أو عبادته ، ولانستقوى بها على خلق الله أو على القيام بالمعاصى ،
قال تعالى : "
ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ، وإعلمووا أنما أموالكم وأولادكم فتنة ، وأن الله عنده أجر عظيم
"
الأنفال 27 – 28
ومن
الأمانة
أيضاً حفظ الأسرار التى يأتمنها الناس لدينا
، وعدم ترك الللسان فى أن يفشى أسرار العباد ، وأيضـاً
الأمانة
بين المرء وزوجه قال "صلى الله عليه وسلم " إن من أعظم
الأمانة
عند الله يوم القيامة : الرجل يفضى إلى أمرأته وتفضى إليه ثم ينشر سرها .
ونأتى فى مفهوم
الأمانة
عند العوام من الناس وهى أمانة الودائع
فيجب الحفاظ عليها وردها إلى أصحابها عند طلبها . ، ونكون فى ذلك نقتدى برسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" حينما هاجر وترك ودائع المشركين لـ على بن ابي طالب - رضوان الله تعالى عليه - ليسلمها نيابة عنه إليهم وهم اللذين أضطروه إلى ترك وطنه .
وقال تعالى : "
أنا عرضنا
الأمانة
على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا
"
الأحزاب 72 .
ومن هذه الآيه نستخلص أن الذين غلبهم الظلم والجهل خانوا أماناتهم فحق عليهم عقاب الله ولكن أهل الإيمان والأمانة هو أهل التقوى وأهل المغفرة ، ومن هنا تكون السعادة القصوى أن يوقى الإنسان شر عذاب النفاق مع الله فى الآخرة وشر شقاء العيش فى الدنيا أولاً .
(( أتمنى أنكم قد استفدتم من هذا الدرس العظيم في ديننا العظيم ))
سحر الابتسامة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى سحر الابتسامة
البحث عن كل مشاركات سحر الابتسامة