تعريف البلاغة ونشأتها :
تعريف البلاغة : هي العلم الذي يعرف به فصاحة الكلام مع مطابقته لمقتضى الحال .
تمتد جذور البلاغة للعصر الجاهلي , حيث وردت على ألسنة الفصحاء والخطباء والشعراء ثم تدرجت ونمت عبر العصور .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
علوم البلاغة :
1 ـ علم المعاني : هو الذي يختص بمعرفة أحوال تركيب الكلام ومطابقته لمقتضى الحال .
2 ـ علم البيان : هو الذي يتم به معرفة التعبير عن المعنى الواحد بطرق مختلفة مع مراعاة مقتضى الحال .
3 ـ علم البديع : هو العلم الذي يعين على معرفة كيفية تحسين الكلام بعد رعاية مطابقته لمقتضى الحال .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
صلة البلاغة بالقرآن الكريم وعلوم الشريعة :
يعد علم البلاغة أحد علوم القرآن لأنه يشترط في المفسر للقرآن الكريم أن يكون عالما به وبعلوم اللغة العربية ومن أهم الموضوعات البلاغية دراسة الإعجاز القرآني . والبلاغة مهمة لعلم العقيدة وعلم أصول الفقه .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
فوائد دراسة البلاغة :
1 ـ معرفة معاني القرآن الكريم وبعض أسرار أعجازه . 2 ـ تنمى القدرة على تمييز الكلام الحسن من الرديء .
3 ـ تساعد على كيفية اختيار الكلام المناسب للموقف . 4 ـ تعين على اختيار النصوص البليغة من الشعر والنثر .
5 ـ تعطي الناقد الأحكام التي تساعده على تقويم النصوص الأدبية .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
لذلك فأن البلاغة تفيد :
1 ـ المتكلم بإعانته على صياغة كلامه وفقاً للمناسبة . 2 ـ والقارئ في إدراك جمال ما يقرأ . 3 ـ والنقاد بإعطائه آلات النقد وأحكامه .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الفصاحة : هي موهبة وملكة يمنحها الله من يشاء ويستطيع بها أن يصوغ عبارات فصيحة خالية من العيوب في أي غرض من الأغراض .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
* أنواع الفصاحة ثلاثة :
أ ـ فصاحة الكلمة : وتعني خلوها من العيوب التالية :
1 ـ تنافر الحروف : وهي صعوبة نطق الكلمة لعدم تلاؤم حروفها . كقولهم : ( إنّ البرد يقضقض الأعضاء ) ( أسمع جعجعة مزعجة ) .
2 ـ غرابة الكلمة : وهي اختفاء معنى الكلمة لقلة استعمالها . كقولهم ( رأيت الخيفانة القباء يتبعها الحاسنُ المسرهف ) .
3 ـ مخالفة قواعد اللغة : وهي مجيْ الكلمة على هيئة تخالف قواعد اللغة . كقوله : ( ما لي في صدورهم من موْددَة ولا محببة ) .
ب ـ فصاحة الكلام : وتعني خلوه من العيوب التالية :
1 ـ تنافر الكلام : وهو صعوبة نطق العبارة بسبب تجاور بعض الكلمات وتكرار بعض الحروف . ( وعافَ عافي العرف ِ عرفانهْ ) .
2 ـ ضعف التأليف : وهو مخالفة الكلام للمشهور من قواعد اللغة . ( ولو أن مجداً أخلد الدهر واحداً من الناس أبقى مجدهُ الدهر مطعما ) .
3 ـ التعقيد : وهو سوء ترتيب الكلمات في العبارة مما يؤدي لاختفاء المعنى . ( فأصبحت بعد خط بهجتها قفراً كأنّ رسومها قلمَا ) .
ج ـ فصاحة المتكلم : وهي القدرة على التعبير عن أي معنى بكلام فصيح . ( ألق قناتك و اعل جوادك ) .
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تعريفه : هو العلم الذي يعرف به أحوال تركيب الكلام ، ومطابقته لمقتضى الحال .
موضوعاته : 1 ـ الخبر . 2 ـ الإنشاء . 3 ـ الإسناد و أحواله . 4 ـ القصر . 5 ـ الإيجاز والإطناب .
================================================== ============================
1 ـ الخبر : وهو ما يمكن الحكم عليه بالصدق أو الكذب . ( النجوم جميلة ـ السماء صافية ) .
2 ـ الإنشاء : وهو الكلام الذي لا يحصل مضمونه إلا بعد التلفظ به لهذا لايصح وصفه بالصدق والكذب . ( ما أجمل النجوم ـ ما أصفى السماء ) .
الإنشاء قسمين :
أ ـ إنشاء طلبي : وهو ما يطلب به شىء غير حاصل وقت النطق به ... وأنواعه خمسة :
1 ـ الأمر : ( اجتهد أيها الطالب في دراستك ) . 2 ـ النهي : ( لا تصاحب رفقاء السوء ) . 3 ـ الاستفهام : ( هل الإختبار سهلاً ؟ ) .
4 ـ النداء : ( يا راعياً اتق الله في رعيتك ) . 5 ـ التمني : ( يا ليت الشباب يعود ) .
ب ـ إنشاء غير طلبي : وهو ما لا يطلب به شىء ويكون عن طريق صيغ .. المدح ـ الذم ـ التعجب ـ وغيرها .
* المدح : ( نعم الطالب المجتهد ) . * الذم : ( بئس الطالب الكسول ) . * التعجب : ( ما أحسن الطالب المجتهد ) .
================================================== ============================
1 ـ أغراض الخبر .
أ ـ يلقى الخبر في الأصل لغفادة المخاطب مضمون الجملة ، ويسمى ذلك : فائدة الخبر .
قال تعالى : ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ) .
ب ـ يخرج الخبر عن غرضه الأصلي إلى أغراض بلاغية أخرى تفهم من سياق الكلام ، أشهرها :
1 ـ إظهار الضعف : قا ل تعالى : ( قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ) .
2 ـ إظهار التحسر والحزن : ( يا حسرتي أملت للإحسان غير الله ) .
3 ـ المدح : ( إنّ الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول ) .
4 ـ التوبيخ : تقول لمن يعصي أباه .. ( إتقي الله فهو أبوك ) .
5 ـ النصح والإرشاد : قال رسول اللهr ( البرّ حسن الخلق ) .
6 ـ الترغيب : قال رسول اللهr ( إنّ أبواب الجنة تحت ظلال السيوف ) .
================================================== ============================
2 ـ تأكيد الخبر .
1 ـ الأصل في الكلام أن يخلو من أدوات التأكيد ، حيث يُعرض على المخاطب عرضاً أولياً : ( عبدالله قائمٌ ) .
* فإن تردد المخاطب في قبوله يؤكد له بمؤكد واحد : ( إنّ عبدالله قائمٌ ) .
* فإن لم يقبلة نستخدم عدة مؤكدات : ( إنّ عبدالله لــقائمٌ ) .
* وإن كان إنكاره أشد أكثرنا من المؤكدات : ( والله إنّ عبدالله لــقائمٌ ) .
2 ـ للتأكيد في العربية أدوات هي ( إنّ ـ أنّ ـ لام التوكيد ـ القسم ـ قد الداخلة على الماضي ـ إنما ـ نون التوكيد ) .
================================================== ============================
* أنواع الإنشاء اطلبي ....
1 ـ الأمــر .
* تعريفه : هو طلب حدوث الفعل من المخاطب على سبيل الاستعلاء والإلزام .
* صيغ الأمر :
1 ـ فعل الأمر : قال تعالى ( أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) .
2 ـ الفعل المضارع النتصل بلام الأمر : قال تعالى ( ثم ليقضوا تفثهم و ليوفوا نذورهم و ليطوفوا بالبيت العتيق ) .
3 ـ المصد النائب عن فعل الأمر : قال رسول اللهr ( صبراً آل ياسر موعدكم الجنة ) .
4 ـ اسم فعل الأمر : ( حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ) .
* المعاني التي يخرج إليها فعل الأمر : يخرج إلى معاني بلاغية كثيرة تفهم من سياق الكلام وقرائن الأحوال منها :
1 ـ الدعاء : قال تعالى ( ربّ اشرح لي صدري * و يسر لي أمري ) .
2 ـ التهديد : قال تعالى ( فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) .
3 ـ النصح والإرشاد : ( فـاتقوا الله وأطيعون * و لا تطيعوا أمر المسرفين ) . 4 ـ التعجيز : قال تعالى ( فـأتوا بسورة من مثله ) .
5 ـ الذم والتحقير : ( ابتعد عن المسكرات والمخدرات ) . 6 ـ التحسّر : ( ردوا علي الصبا من عصري الخالي ) .
7 ـ التمني : قال تعالى ( اهدنا الصراط المستقيم ) .
2 ـ النهي .
* تعريفه : هو طلب الكف عن الفعل على سبيل الإلزام .
* صيغته : له صيغة واحدة هي المضارع المسبوق بـ( لا ) الناهية . قال تعالى ( و لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) .
* الاغراض التي يخرج إليها : يخرج النهي من معناه الحقيقي إلى أغراض كثيرة تفهم من السياق ومنها :
1 ـ الدعاء : قال تعالى ( ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) .
2 ـ الالتماس : قال تعالى ( يابن أمي لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني اسرائيل ) .
3 ـ التوبيخ : ( لا تنهى عن خلق وتأتي مثله ) . 4 ـ التهديد : قال تعالى ( لا يجهلنّ أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا ) .
5 ـ النصح والإرشاد : ( لا تطلب الحاجات في غير حينها ) . 6 ـ التمني : قال شاب نشيط : ( يا حياة الشباب لا تنقضي ) .
3 ـ الاستفهام .
* تعريفه : هو طلب معرفة أمر من الأمور لم يكن معروفاً من قبل .
* أدواته :
1 ـ هـــــل : يستفهم بها عن مضمون الجملة ـ ( هل تسافر معنا ؟ ) وتكون إجابتها ( نعم ) في الإثبات أو ( لا ) في النفي .
2 ـ الهمزة : يستفهم بها عن مضمون الجملة ـ ( أ تسافــــر معنا ؟ ) وتكون إجابتها ( نعم ) في الإثبات أو ( لا ) في النفي .
* إلا إذا كان الاستفهام منفياً ـ ( أ لم تسافر اليوم ؟ ) وتكون إجابتها ( بلى ) في الإثبات أو ( نعم ) في النفي .
3 ـ بقية أدوات الاستفهام هي :
* من : للعاقل ( من جاء معك ) . * ما : ( لغير العاقل ( ما تحمل في يدك ) . * متى : للزمان( متى تسافر ) . * أين : للمكان( أين تسافر ) . * كيف : للحال( كيف سافرت ) . * كم : للعدد ( كم تحمل من النقود ) .
4 ـ الأغراض التي يخرج إليها الاستفهام : يخرج عن معناه الحقيقي إلى أغراض أخرى تفهم من السياق هي :
* الإنكار: قال تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) . والتقرير: ( ألم نشرح لك صدرك ) .
* النفي : قال تعالى ( هل تجزون إلا ما كنتم تعملون ) . * التمني : قال تعالى ( فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا ) بمعنى ( ليت ) .
* التعجب : ( كيف احتراسي من عدويّ وهو بين أضلاعي ) . * التحقير : ( متى تدرك العلا ولست أهلٌ له ) .
4 ـ النــداء .
* تعريفه : هو دعوة المخاطب للإقبال بحرف ينوب مناب الفعل ( أنادي أو أدعو ) .
* حروف النداء :
1 ـ ( يا ) لنداء القريب والبعيد . 2 ـ ( الهمزة ـ أي ) لنداء القريب . 3 ـ ( أيا ـ هيا ) لنداء البعيد .
( يا محمدُ أقبل ) ( أمحمدُ أقبلـ أي محمدُ أقبل ) ( أيا أمحمدُ أقبل ـ هيا محمدُ أقبل ) .
4 ـ تستعمل ( أي ) والهمزة لنداء البعيد إذا أردت أن تجعل البعيد في منزلة القريب .
فقال : هيا رباه ضيف ولا قرى بحقك لا تحرمه تالليلة اللحما
5 ـ تستعمل بقية حروف النداء لمناداة القريب إذا أردت أن تجعل البعيد في منزلة البعيد ، للرفع من قدره وعلو شأنه .
قال الضبي يرثي ابنه : أ بني لا تبعد وليس بخالد حي ومن تصب المنون بعيدُ
* الأغراض التي يخرج إليها النداء :
1 ـ التحسر والحزن : قال تعالى ( أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله و إن كنت لمن الساخرين ) .
2 ـ التعجب : قال أبو العتاهية ( فيا عجـــباً كـيف يعصي الإله أم كـــــيف يجـحــده الجـــاحـــد ) .
3 ـ الزجــر : قال أبو الأسـود ( يا أيها الرجـــــل المعلم غـيره هــــلا ّ لنفســـك كـــان ذا التعــليما ) .
4 ـ الإغراء : قال أبو الطـيب ( يا أعدل الناس إلاّ في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم ) .