عرض مشاركة واحدة
  #1    
قديم 2012-12-25, 10:47 PM
حصة الراشد حصة الراشد غير متواجد حالياً
 


معدل تقييم المستوى: 14
حصة الراشد is on a distinguished road
افتراضي يوما ما كنت طالبة ,,, فهل كنت مثلي ؟!

يوما ما كنت طالبة ابتدائي فمتوسط فثانوي ، لا زلت أذكر كيف جئت لأخي الأكبر بشهادتي في الصف الأول وأنا أحمل الترتيب رقم 10وأنا في قمة الفرح لأنني حصدت رقما كبيرا 10، فأجابني :
جيد ولكن الأولى و الثانية و الثالثة أفضل و حاولت أ أشرح له القيمة الكبرى للعدد 10 بالنسبة ل 1أو 2


و لكني عجزت...



ثم مضت سنوات الدراسة و لا أدري كيف مضت ، و لكن لن أنسى أبدا ما حييت معلمتي الغالية " صالحة الحسن النعمي " ـ رحمها الله برحمته الواسعة ـ وهي تربت على كتفي وتدفعني مشجعة للنشيد في مجلس الأمهات .



و في الصف الخامس تغير الحساب فأصبح
" الرياضيات الحديثة " التي كنت لأجلها أنتظر نهاية الصف الأول ثانوي لأفارقها الفراق الأبدي المنشود ، الذي لا لقاء بعده " و الحمد لله "


و في الصف الأول متوسط في مادة اللغة الانجليزية نطقت أمريكا بهذا الشكل " أمريكيا "
فضحكت علي المعلمة و الطالبات مما جعلني أتردد كثيرا في تعلمي لهذه المادة فيما بعد

في سنوات دراستي كنت " ألعب " كثيرا و أذاكر قليلا ...


و ربما أضيع دفترا أو أهمله قتقوم أختي بإعادته كاملا و أنا ألهو مع رفيقاتي ...

وفي الفصل : قد أذهب إلى المنزل ، و قد أخرج للتنزه ، و قد أعيش في منزل صديقتي ، و أحيانا أكون في غرفة المعلمات ، و قد لا أركز إلا 10 دقائق من وقت الحصة

لا أنسى كم كنت أضحك و أضحك و قد يكون منبع الضحك السخرية أو تقليد هذه المعلمة أو تلك ..
و لا زلت أذكر كيف تقوم بعض الطالبات بعمل المقالب و نشاركهن بالضحك و التشجيع ..
و في بعض الامتحانات قد ينام الضمير و أخطاف من ورقة زميلتي معلومة ثمينة ..
و في الامتحان كم مكثت أحلم و الورقة أمامي أن أختفي في عباءة و أجلب الكتاب و أنقل ما فيه ...
في الصف الثاني ثانوي حصلت الأولى في الصف على تقدير جيد جيدا و أنا الثانية بتقدير جيد..

ثم دخلنا إلى عنق الزجاجة " الصف الثالث ثانوي" و لأنه سيحدد مصيري و لابد من الحصول على تقدير يمكني من دخول الجامعة

و لان والدي " الأمي " رحمه الله يشجعني كثيرا و كذلك بعض أخواتي فقد انطلقت انطلاقة لم أستوعب مداها إلا في نهاية العام عندما حصلت على المركز التاسع على مستوى المنطقة الجنوبية ...



و بعدها لم أعد أرتضي للتفوق بديلا وصرت ألتهم الكتب التهاما و أعود في الاجازات لقراءة ما لم أتمكن من قراءته و أصبحت أتذوق لذة العلم و التفوق حتى حصلت على المرتبة الأولى على مستوى الدفعة ...


ترددت في إكمال الدراسات العليا ثم استجبت لموقف " الوالدة " حفظها الله الرافض لما تعتقده من مزيد من التعب ..


أختي المعلمة :


لم كتبت الأسطر السابقة و أستعرضت أمورا قد تعتقدين أنه لا مناسبة لها ...
كتبت ما سبق لأذكرك بما كانتعليه أغلب أحوال جيلنا ...
أي : أن منا عدد كبير لم تكن " نوابغ "
و عدد كبير درس موادا أو مناهج بطريقة جديدة كان هو ضحيته ...
ومنا عدد كبير أحاطت به ظروف غير مشجعة على طلب العلم و الاجتهاد في الدراسة ..
ومنا عدد كبير كان يمرح و يضحك و يهمل و يتخيل لو يفتح له الكتاب وقت الاختبار و قد يغش إيضا ...
بل و كان يحيط بنا أحيانا كثيرا ظروف جيدة :
فقد تتخرج الطالبة في بعض المناطق من الثانوية معلمة للصغيرات ..
و قد تدخل الطالبة الجامعة بنسبة 70%
و الاهم من ذلك أنه لم نتعرض مطلقا لاختبار قدرات " و إلا ....."
و الفتاة قد تملك خيار إكمال الدراسة أو الزواج ...

و لا يوجد قنوات ملهية ,,, و لا أجهزة مغرية ..ولا أماكن لهو ترفيه متاحة مشغلة ..
و لم يكن هناك حاسبات و عروض ،، فلا نطالب لا بأبحاث و لا زينات ...
و كنا نعيش مستوى معيشي متقارب نوعا ما فلا مجال للانشطة المكلفة لكي نحصل على درجات و لم نرهق ميزانيات آبائنا ...

أرأيت أختى المعلمة :
أننا عشنا نفس الظروف و المرحلة العمرية التي تعيشها طالباتنا بل كنا أفضل حالا و أوفر حظا في كثير من الأمور ..

إذن زميلتي العزيزة أرجو منك قبل أن ترددي :
كنا و كنا و كنا و كنا
و كان جيلنا و كان و كان

أن تتذكري الماضي جيدا و تتأملي حال طالبتك و هي " ابنتك " جيدا .


ما كتبت لا يعني دعوة للاهمال و الرضا و التعايش مع مستوى غير جيد من قبل طالباتنا ..

فطالباتنا لن يغفرن لنا تقصيرنا ، و لن ينسين أبدا أي جهد يبذل معهن ...
و سواء تذكرن أم لم يذكرن ، فلنا عمل و عليه نكافئ و في ذمتنا أمانةةةة

و إنما هي دعوة :

للتفهم و التقارب و تلمس الاحتياجات و الأخذ بخطى الصغيرات !

و شكرا للجميع !!

التعديل الأخير تم بواسطة حصة الراشد ; 2012-12-26 الساعة 12:31 AM.
رد مع اقتباس