[frame="13 10"]
حُسْن الجوار ، وعدم الإيذاء ، والإهداء :
حسن الجوار ، وعدم الإيذاء ، كذلك الإهداء للكافر ،
وقبول الهدية منه ، كل ذلك من هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في معاملته معه .
عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال :
ذُبِحتْ شاة لابن عمرو في أهله ،
فقال : أهديتم لجارنا اليهوديّ ؟،
قالوا : لا ،
قال : ابعثوا إليه منها ،
فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
( ما زال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه سيورِّثه )
رواه أحمد.
وقد قَبِل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
هدية المقوقس ، وهدية كسرى ،
وقبل الشاة المهدية له من اليهودية .
البيع والشراء :
عن أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة /
رضي الله تعالى عنها و عن أبيها :
[ أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى طعاما من يهودي إلى أجل ،
ورهنه درعا من حديد ]
رواه البخاري ،
( توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعاً من شعير )
رواه البخاري .قال الحافظ ابن حجر :
" تجوز معاملة الكفار فيما لم يتحقق تحريم على المتعامَل فيه ،
وعدم الاعتبار بفساد معتقدهم ومعاملاتهم فيما بينهم " .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
" وأما معاملتهم في البيع والشراء ،
وأن يدخلوا تحت عهدنا فهذا جائز ،
فقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
يبيع ويشتري من اليهود ،
كان اشترى طعاما لأهله ،
ومات ودرعه مرهونة عندهم " .
عيادة الكافر :
عن أنس رضي الله تعالى عنه ـ قال :
( كان غلام يهودي يخدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فمرض فأتاه يعوده ،
فقعد عند رأسه فقال له :
أسلم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ،
فقال : أطع أبا القاسم .. فأسلم ،
فخرج النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ
وهو يقول :
الحمد لله الذي أنقذه من النار )
رواه البخاري .
الانتفاع بما عندهم من علم :
أذِن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
في أن يتلقى المسلم من غير المسلم
ما ينفعه في علوم الطب والزراعة وغيرها من علوم ،
فعن عائشةـ رضي الله عنها ـ قالت :
( واستأجر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
و أبو بكر رجلا من بني الديل ،
هاديا خِرِّيتا " الماهر بالطرق في السفر " ) ،
وهو على دين كفار قريش ، فدفعا إليه راحلتيهما
وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال ،
فأتاهما براحلتيهما صبح ثلاث)
رواه البخاري.
قال الشوكاني:
" الحديث فيه دليل على جواز
استئجار المسلم للكافرعلى هداية الطريق " .
وقد زارع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
يهود خيبر على أن يعملوا ويزرعوها ، ولهم شطر ما يخرج منها .
قال ابن عمرـ رضي الله عنهما ـ :
[ أعطى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيبر بالشطر ،
فكان ذلك على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وأبي بكر وصدرا من خلافة عمر ،
ولم يذكرأن أبا بكر وعمر جددا الإجارة بعد
ما قُبِض النبي صلى الله عليه وسلم ]
رواه البخاري .
هكذا كان يتعامل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
مع غير المسلمين ،
تعاملاً قائمًا على العدل والرحمة والتسامح معهم ،
والإحسان إليهم ،
وكذلك فإن سيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ
خير شاهد على تمتع الأقلية غير المسلمة بالحرية الدينية ،
فلم يرتضِ يومًا أن يفرض عليهم عقيدة الإسلام ،
امتثالاً لأمر الله تعالى :
{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً
أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }
(يونس:99) .
اسال الله العظيم ان ينفعنا واياكم...
دمتم بحفظ الرحمن وطاعته دائما وابدا
[/frame]