عرض مشاركة واحدة
  #1    
قديم 2012-11-30, 11:01 PM
الأستاذ أبو يوسف الأستاذ أبو يوسف غير متواجد حالياً
الـمـشــرف العــــام
 


معدل تقييم المستوى: 27
الأستاذ أبو يوسف will become famous soon enough
افتراضي

[frame="13 10"]
حُسْن الجوار ، وعدم الإيذاء ، والإهداء :

حسن الجوار ، وعدم الإيذاء ، كذلك الإهداء للكافر ،
وقبول الهدية منه ، كل ذلك من هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في معاملته معه .

عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال :
ذُبِحتْ شاة لابن عمرو في أهله ،
فقال : أهديتم لجارنا اليهوديّ ؟،
قالوا : لا ،
قال : ابعثوا إليه منها ،
فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :

( ما زال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه سيورِّثه )

رواه أحمد.

وقد قَبِل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
هدية المقوقس ، وهدية كسرى ،
وقبل الشاة المهدية له من اليهودية .

البيع والشراء :

عن أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة /
رضي الله تعالى عنها و عن أبيها :
[ أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى طعاما من يهودي إلى أجل ،
ورهنه درعا من حديد ]

رواه البخاري ،

( توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
ودرعه مرهونة عند يهودي في
ثلاثين صاعاً من شعير )

رواه البخاري .قال الحافظ ابن حجر :
" تجوز معاملة الكفار فيما لم يتحقق تحريم على المتعامَل فيه ،
وعدم الاعتبار بفساد معتقدهم ومعاملاتهم فيما بينهم " .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
" وأما معاملتهم في البيع والشراء ،
وأن يدخلوا تحت عهدنا فهذا جائز ،
فقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ
يبيع ويشتري من اليهود ،
كان اشترى طعاما لأهله ،
ومات ودرعه مرهونة عندهم " .

عيادة الكافر :

عن أنس رضي الله تعالى عنه ـ قال :

( كان غلام يهودي يخدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فمرض فأتاه يعوده ،
فقعد عند رأسه فقال له :
أسلم ، فنظر إلى أبيه وهو عنده ،
فقال : أطع أبا القاسم .. فأسلم ،
فخرج النبي ـ
صلى الله عليه وسلم ـ
وهو يقول :
الحمد لله الذي أنقذه من النار )

رواه البخاري .

الانتفاع بما عندهم من علم :

أذِن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
في أن يتلقى المسلم من غير المسلم

ما ينفعه في علوم الطب والزراعة وغيرها من علوم ،
فعن عائشةـ رضي الله عنها ـ قالت :

( واستأجر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
و أبو بكر رجلا من بني الديل ،
هاديا خِرِّيتا " الماهر بالطرق في السفر " )
،

وهو على دين كفار قريش ، فدفعا إليه راحلتيهما
وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال ،
فأتاهما براحلتيهما صبح ثلاث)
رواه البخاري.

قال الشوكاني:
" الحديث فيه دليل على جواز
استئجار المسلم للكافرعلى هداية الطريق " .

وقد زارع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
يهود خيبر على أن يعملوا ويزرعوها ، ولهم شطر ما يخرج منها .
قال ابن عمرـ رضي الله عنهما ـ :

[ أعطى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيبر بالشطر ،
فكان ذلك على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وأبي بكر وصدرا من خلافة عمر ،
ولم يذكرأن أبا بكر وعمر جددا الإجارة بعد
ما قُبِض النبي صلى الله عليه وسلم ]

رواه البخاري .

هكذا كان يتعامل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
مع غير المسلمين ،
تعاملاً قائمًا على العدل والرحمة والتسامح معهم ،
والإحسان إليهم ،
وكذلك فإن سيرته ـ صلى الله عليه وسلم ـ
خير شاهد على تمتع الأقلية غير المسلمة بالحرية الدينية ،
فلم يرتضِ يومًا أن يفرض عليهم عقيدة الإسلام ،
امتثالاً لأمر الله تعالى :

{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً
أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }

(يونس:99) .

اسال الله العظيم ان ينفعنا واياكم...
دمتم بحفظ الرحمن وطاعته دائما وابدا


[/frame]
التوقيع:
رد مع اقتباس