[frame="13 10"]
هدي النبي صلى الله عليه و سلم
في معاملة الكافر
لو كان الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بيننا
ليسمع غير المسلمين من أهل الكتاب
و ليسمع المضللين من المسلمين
و ليسمع حتى الكفار و الملحدون
من المفاهيم الخاطئة عند البعض أن علاقة المسلم بالكافر
هي علاقة عنف وشدة وغلظة بإطلاق ،
وهو خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الكفار
فقد وضع ـ صلى الله عليه وسلم ـ
آداباً وضوابط تقوم عليها العلاقة مع الكفار، والتعامل معهم ،
وهي آداب وضوابط مبنية على العدل وعدم الظلم ،
كما قال الله تعالى :
{ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }
(الممتحنة : 8 ) .
وعن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن آبائهم ،
عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
( ألا من ظلم معاهَدَاً ، أو انتقصه حقه ،أو كلفه فوق طاقته ،
أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه ، فأنا حجيجه يوم القيامة )
رواه أبو داود .
وعن عبد الله بن عمروـ رضي الله عنه ـ :
عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
( من قتل نفسا معاهَدَاً لم يَرِح رائحة الجنة ،
وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما )
رواه البخاري.
ومن المعلوم أن المؤمن لا يكون ولاؤه إلا لله تعالى ولرسوله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ وللمؤمنين ، كما قال الله تعالى :
{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }
(المائدة:55) .
والولاء للمؤمنين يكون بمحبتهم ونصرتهم لإيمانهم ،
والنصح والدعاء لهم، وغير ذلك من حقوق ،
والبراء من الكفار يكون ببغضهم ، وعدم الركون إليهم ،
أوالتشبه بهم ، وتحقيق مخالفتهم ،
ونحو ذلك من مقتضيات العداوة في الله ،
مع معاملتهم بالعدل ، والوفاء بالعهد ،
والأمانة وعدم الغش ،
قال الله تعالى :
{ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا
اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى }
(المائدة: من الآية8) .
ومن هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
في معاملته للكافر : دعوته إلى الله :
استخدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أساليباً متعددة مع الكافرين في دعوتهم للدخول في الإسلام ،
وشملت دعوته ، الدعوة باللسان حيث أقام الأدلة القاطعة على إرساله لهم ،
وكان يرغبهم في الإسلام ويبين لهم محاسنه ، ويظهرلهم حلمه وصفحه ،
ويعرفهم موافقة القرآن لما في كتبهم ـ قبل تحريفها ـ ،
وقبِل الهدية منهم ، وأوصى بهم خيرا .
فدعوة الكافر إلى الله ـ بحكمة ورفق ـ
وتبليغه حقيقة الإسلام من أعظم الإحسان إليه ،
وهي قُرْبة إلى الله ، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ
لما بعثه إلى خيبر وأمره أن يدعو إلى الإسلام
قال عليه الصلاة و السلام :
( فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم )
رواه البخاري .
[/frame]