وقال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}[السجدة: 16].
فلا يستقربهم حال، ولا يثبت لهم نوم..
ولا يغمض لهم جفن لخوفهم من الوعيد
ورجاءهم فيما عند الله من النعيم.
وقد صدق الله جل وعلا:{أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ
وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].
وكيف يستوي من تحمل مشقة السهر..
ومؤنة الوقوف..
وآثرَ على المنام لذةَ القيام خوفَ وعيد ورجاء موعود.
كيف يستوي هو ومن ضيع ليله نائمًا هائمًا..
لم يرغبه وعد ولا أخافه وعيد
أحلامك هتتحقق فى هذه الدقائق الغالية
حب الله لكِ
فقيام الليل دافعه حب العبد لله، وثمرته حب الله للعبد، فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله تعالى قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضته عليه
ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،
وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها،
ورجله التي يمشي بها
وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه»[رواه البخاري].
أحلامك هتتحقق فى هذه الدقائق الغالية
دخول الجنة
فعن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام،وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام»(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
ولا شك أن إفشاء السلام وإطعام الطعام وصلة الأرحام أقل مشقة من القيام
بل إن مفتاح تلك العبادات هو قيام الليل لأنه يهذب النفس فتسلم
ويزكيها بالرقة والرحمةفتصل الرحم وتطعم!
ومن هنا كان قيام الليل مفتاح الخير الكبير،
وسببًا للفوز بالجنان ورضى الرحمن!
يا خاطب الحور في خدرها*** وطالبًا ذاك على قدرها
انهض بجد لا تكن وانيًا ***وجاهد النفس عن صبرها
وتذكرى أن التوفيق لهذه العبادة الجليلة
منحة ربانية يهبها الله جل وعلا للصالحين من عباده،
لذا فهي تقتضي تهذيب النفس
والأخذ بالأسباب حتى يوفق إلى نيلها العبد المسلم.
الأسباب النافعة المعينة على قيام الليل
* أسبــاب ظــاهرة
ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليه القيام
ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه.
ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام.
ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل.
وأسبــاب باطــنة
سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضول الدنيا.
خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
أن يعرف فضل قيام الليل.
وهو أشرف البواعث: الحب لله، وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه
أخى
أختى
كل أحلامك ستتحقق فى دقائق تسجد فيها بين يدى الملك
تشكو وتدعو وتبكى فلا يخيب الله لك رجاء
فلا يفوتنك ربح القيام.. ولا يستهوينك المنام..
فإنما الدنيا أسواق لاكتساب الآخرة..
وسوق الليل تجارة لا تبور..
فجاهد نفسك في تحصيله..
واحفظ لليل دقائقه الغالية..
فإنها أوقات مباركة تستجاب فيها دعوتك..
وتقضى فيها حاجتك..
فاحرص على إحياءها بقراءة القرآن..
ومناجاة الرحمن فإنها ساعة
تفيض فيها النفحات على الأرواح..
وتنساب عليها السكينة فترتاح..
تذكــر,,, تذكرى دائمـاً
فى هذه الدقائق الغالية
السبيل لكل أحــلامك فى الــدنيـــا والأخــــرة
ممما راق لي