للعلماء في شريعتنا منزلة عالية ، ومكانة رفيعة ، فهم ورثة الأنبياء ، وحملة الشريعة ، وهم روح الأمة وحياتها وفيهم – بعدَ الله – أملها ورجاؤها .
لذلك كان من الواجب على جميع المسلمين توقيرهم ، واحترامهم ، وإكرامهم ، والتأدب معهم في جميع شؤونهم ، يجمع ذلك قوله صلى الله عليه وسلم
: ( لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ )
وبما أن العلم لا يؤخذ ابتداءً من الكتب ، بل لابد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب ، لتأمن من الزلل ، فعليك إذاً بالأدب معه ،
فإن ذلك عنوان الفلاح والنجاح ، والتحصيل والتوفيق .
فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف ،
فخذ بمجامع الأدب مع شيخك في جلوسك معه ، والتحدث إليه ، وحسن السؤال ، والاستماع ، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ،
وترك التطاول والمماراة أمامه ،
وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده ،
أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك ،
أو الإلحاح عليه في جواب ،
متجنباً الإكثار من السؤال لا سيما مع شهود الملأ ؛
فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل ، ولا تناديه باسمه مجرداً ،
أو مع لقبه بل قل : " يا شيخي ، أو يا شيخنا " .
وإذا بدا لك خطأ من الشيخ ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينك ، فإنه سبب لحرمانك من علمه ، ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً ." .
انظر حلية طالب العلم للشيخ بكر أبو زيد .
التعديل الأخير تم بواسطة أثر المطر2 ; 2012-10-22 الساعة 11:35 PM.
|