عرض مشاركة واحدة
  #1    
قديم 2012-10-12, 08:11 PM
أثر المطر2 أثر المطر2 غير متواجد حالياً

(المخلصة دوماً)

 



معدل تقييم المستوى: 18
أثر المطر2 is on a distinguished road
افتراضي من روائع الأديب ابن المقفع : اختيار الصديق!~[بمشاركة أراء أعضاء مدرستنا]`

قال ابن المقفع في وصيته لاختيار الصديق :




" اجعل غاية تشبثك في مؤاخاة من تؤاخي و مواصلة من تواصل توطين نفسك على أنه لا سبيل إلى قطيعة أخيك ،
و إن ظهر لك منه ما تكره ،
فإنه ليس كالمملوك تعتقه متى شئت أو كالمرأة التي تطلقها إذا شئت ،
و لكنه عرضك و مروءتك ،
فإنما مروءة الرجل إخوانه و أخدانه ،
فإن عثر الناس على أنك قطعت رجلاً من إخوانك ، و إن كنت معذراً نزل ذلك عند أكثرهم بمنزلة الخيانة للإخاء و الملال فيه ،
و إن أنت مع ذلك تصبرت على مقارته على غير الرضى عاد ذلك إلى العيب
و النقيصة .

فالاتئاد الاتئاد ! و التثبت التثبت !

و إذا نظرت في حال من ترتئيه لإخائك ، فإن كان من إخوان الدين فليكن فقيهاً غير مراء و لا حريص ، و إن كان من إخوان الدنيا فليكن حراً ليس بجاهل و لا كذاب و لا شرير و لا مشنوع .

فإن الجاهل أهل أن يهرب منه ابواه ، و إن الكذاب لا يكون أخاً صادقاً ، لأن الكذب الذي يجري على لسانه إنما هومن فضول كذب قلبه ، و إنما سمي الصديق من الصدق . و قد يتهم صدق القلب و إن صدق اللسان . فكيف إذا ظهر الكذب على اللسان ؟ و إن الشرير يكسبك العدو ، و لا حاجة لك في صداقة تجلب العداوة ، و إن المشنوع شانع صاحبه .

و اعلم أن انقباضك عن الناس يكسبك العداوة ، و أن انبساطك إليهم يكسبك صديق السوء .و سوء الأصدقاء أضر من بغض الأعداء . فإنك إن واصلت صديق السوء أعيتك جرائره ، و إن قطعته شانك اسم القطيعة ، و أزمك ذلك من يرفع عيبك و لا ينشر عذرك ، فإن المعايب تنمي و المعاذير لا تنمي ".
التوقيع: جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
. . . . . . . فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا
يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
. . . . . دعني, فقلبي لن يكون أسيرا
ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
. . . . . مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا

التعديل الأخير تم بواسطة أثر المطر2 ; 2012-10-14 الساعة 09:37 PM.
رد مع اقتباس