الموضوع: آداب الحوار
عرض مشاركة واحدة
  #1    
قديم 2012-10-01, 05:31 PM
الطالب: أنس أحمد السميري الطالب: أنس أحمد السميري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 


معدل تقييم المستوى: 0
الطالب: أنس أحمد السميري is on a distinguished road
افتراضي آداب الحوار

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي لولاه ما جرى قلم, ولا تكلم لسان, والصلاة والسلام على

سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كان أفصح الناس لسانا وأوضحهم بيانا, ثم أما بعد:

إنه من دواعي سروري أن أتيحت لي هذه الفرصة العظيمة لأكتب في

هذا الموضوع الهام ؛ الذي يشغل بالنا جميعا لما له من

أثر كبير في حياة الفرد والمجتمع وهو موضوع (.......آداب الحوار....)


آداب الحوار:

حتى يكون الحوار ناجحاً , لابد له من آداب يتصف بها المتحاور ومن هذه الآداب :

أولا : الإخلاص لله وصدق النية :

، ولا ينبغي أن يدخل المربي في حوار ما لم يكن متأكداً أن نيته لله عز وجل ، ومتخلصاً من قصد الرياء والسمعة ، بعيداً عن قصد الظهور على الخصم ، أو التفوق عليه ، أو لانتصار النفس

وعلى المحاور المسلم المخلص لله عز وجل ، أن يفرح إذا ظهر الصواب على لسان مخالفه ! جاء عن الشافعي رحمه الله ، أنه قال : (( ما ناظرت أحداً إلا تمنيت لو أن الله أظهر الحق على لسانه )) .

ثانياً : الصدق والأمانة :

إن المحاور المسلم لابد أن يكون صادقاً أميناً ، والحوار أمانة يجب ألا يخونها المحاور بالغش والخداع وكتم الحقائق والتدليس .

فلابد من احترام الحقيقة ، والقيام بمسؤولية الكلمة ، والحوار المبارك هو الحوار الصادق الذي يطمئن كل طرف فيه إلى الآخر ، أن اللجوء إلى الكذب والخداع والغش يؤدي إلى فقدان الثقة بين المتحاورين ومن ثم إلى فشل الحوار !


ثالثاً : الإنصاف والعدل :

من تمام الإنصاف قبول الحق من الخصم ، والتفريق بين الفكرة وصاحبها ، وأن يبدي المحاور إعجابه بالأفكار الصحيحة ، والمعلومات الجديدة التي يوردها خصمه وهذا الإنصاف له أثره الإيجابي لقبول الحق _ ويضفي على المحاور روح الموضوعية ، ومن قواعد الإنصاف في الحوار :

1- سماع كلام الخصم وانتقاداته بصدر رحب .

2- الاعتراف بالخطأ ، والتسليم بالحق الذي يظهره الخصم .


3- عدم النظر إلى الأخطاء فقط ، ونسيان الحسنات .

4- تذكر معايب النفس وأخطائها ، وإعذار الخصم كعذر النفس


رابعاً : التواضع وحسن الخلق :

يجب أن يتحلى المحاور بحسن الخلق ولا سيما التواضع ، إن التزام الأدب والأخلاق الفاضلة له دور كبير في إقناع الطرف الآخر ، وقبوله للحق وإذعانه للصواب ، إن المحاور أجدر الناس بالبعد عن الكبر بشتى صوره ، لأن الخصم إذا رأى الكبر والاحتقار من المحاور ، فإنه سيكرهه ، ويكره ما عنده من حق !

ومن صور التكبر التي يجب أن يبتعد عنها :

1- مدح النفس وتزكيتها .
2- الاستبداد بالرأي .
3- استخدام ضمير المتكلم في حديثه .
4- ردّ الحق والاستكبار عن قبوله .


خامساً : الحلم والصبر :

يجب على المحاور أن يكون حليماً ، صبوراً عفواً ومحتملاً ، لا يغضب لأتفه سبب ولا يستفز بأصغر كلمة وأقل حركة ، إن ذلك يؤدي إلى النفرة والابتعاد بين الطرفين ، ولا يوصل إلى إقناع الخصم أو التأثير عليه وهناك ما هو أعظم من الصبر والعفو وأعلى وهو دفع السيئة بالحسنة ، ومقابلة فحش الكلام بلينه ، وسوء الخلق بحسن الأدب ، ورد الكلمة الجارحة بالكلمة الطيبة العذبة ، وهكذا .

سادساً : حسن الاستماع :

لابد للمحاور الناجح أن يتقن فن الاستماع ، فكما أن للكلام فناً وأدباً فكذلك للاستماع ، والمتحدث البارع مستمع بارع ، والاهتمام بكلام الطرف الآخر وحسن الإنصات إليه مفتاح لقلب الخصم .

إن الاستماع إلى الطرف الآخر والإنصات له ، إضافة إلى ما فيها من احترام وتقدير للآخرين ، فإنها تشرح نفس الطرف الآخر وتهيؤها لقبول الحق وتمهدها للرجوع عن الخطأ .


سابعاً : تهيئة الجو المناسب للحوار :

كثير من الحوارات الفاشلة ، سببها عدم تهيئة الجو المناسب للحوار ، ولاسيما الجو النفسي ، فلذلك يجب على المحاور أن يهيئ نفسية محاوره ، قبل الدخول معه في قضية النقاش ، وذلك أدعى لقبول الحوار والوصول إلى غايته .


ثامناً : المحبة رغم الخلاف :

يجب ألا يؤدي الحوار إلى العداوة والبغضاء ، بين المتحاورين فأخوة الدين يجب أن تبقى فوق تلك الخلافات الجزئية ، وعلى المحاور ألا يخرج من الحوار معلناً الخصومة على محاوره ، وأن من علامات وجود المحبة رغم الخلاف ، طهارة القلب وصفاء الخاطر نحو المخالف ، وقبول معذرته !!

تاسعاً : احترام الطرف الآخر :

على المحاور أن يحترم الخصم ، ويحفظ اللسان من الألفاظ البذيئة ، وأن يتجنب الاستهزاء بالخصم ، والسخرية منه بأي أسلوب كان ، والمحاور العاقل يحترم المحاور ، حتى لو لم يكن راضياً عنه ، إذ من المستحيل أن يكون الخصم مثالياً ، كما أن إطلاق الشتائم لا تشرف من يطلقها بل تخفض قيمته ، وتقلل من احترام الآخرين له .

عاشراً : العلم

لابد أن يتوفر العلم للمحاور لنجاح الحوار ، وتحقيق غايته ، وبدونه لا يمكن أن ينجح الحوار ، بل يكون الضرر أكبر من النفع ، وتهدر الأوقات وتضيع الجهود .

والعلم المقصود هنا الذي يشترط في المحاور ، ليس مطلق العلم بتفاصيل الأمور وأنواع العلوم ، كلا ، بل هو العلم المتعلق بموضوع الحوار والذي لا يتم إلا به ، والجهل به يطعن في أهليه المحاور ، ويضعف الحوار ويؤدي به إلى الفشل !!


وفي النهاية لا أملك إلا أن أقول أنني قد عرضت رأيي وأدليت بفكرتي في هذا الموضوع لعلي أكون قد وفقت في كتابته والتعبير عنه وأخيراً ما أنا إلا بشر قد أخطئ وقد أصيب فإن كنت قد أخطأت فأرجو مسامحتي وإن كنت فد أصبت فهذا كل ما أرجوه من الله عزوجل.
رد مع اقتباس