- إن شدة القرب تعمي فأنت عندما تقرب لعينك أي شيء كثيراً لا تراه بوضوح و لكن عندما تبعده قليلا تراه واضحا
فابتعدوا قليلا عن المملكة و انظروا حولها و ارجعوا قليلا إلى الخلف أربعة عقود و قارنوا بين حال المملكة في تلك الفترة و بين تلك البلدان التي كانت المملكة تستقدم منهم مدرسين و ارجعوا لواقعنا الحالي و قارنوا مرة أخرى فستجدون أن المملكة قفزت خلال تلك الفترة أكثر من سبعة عقود
- و هنا أود أن أذكر بعض التواريخ ليتضح الأمر :
إن أول ابتدائية في السعودية كانت بتاريخ 1345 بينما أول ابتدائية في مصر كانت بتاريخ1247 هجري و في الأردن كان في عام 1333 حوالي 19 مدرسة
إن أول جامعة في السعودية كانت بتاريخ1377 بينما في مصر و سوريا كانت بتاريخ 1343
إن أول مديرية للمعارف في السعودية كانت بتاريخ 1344 بينما في مصر كانت بتاريخ 1252هجري
و في عام 1430 حصلت جامعتان سعوديتان على الترتيب الأول و الثاني في الجامعات العربية
و في عام 1431 حازت السعودية على المركز الأول عربياً في مجال الإبداع و الابتكار
ذكرت هذه التواريخ و اترك للقارئ تقدير القفزة التنموية التي قفزتها المملكة فمستوى التعليم يدل على المستوى الحضاري لهذا البلد
وقد يقول قائل هذا بفضل البترول فأقول نعم المال له دور كبير في عملية التنمية و لكن الدور الأهم للإرادة الحقيقية في التطور و حسن المنهج و حسن الإدارة و حسن التخطيط فالمال لوحده لا يكفي
و البترول ليس المصدر الوحيد لقوة الاقتصاد فالاقتصاد له مصادر متعددة و قد خص الله معظم الدول بموارد كثيرة لو أحسن استغلاها لكانت الشعوب العربية بألف خير.
ثم هل من يطور مدينة كمن يطور قارة فمساحة السعودية تعادل مساحة 13 دولة عربية و هي (اليمن و العراق و المغرب و عمان و سوريا و الأردن و البنان و فلسطين و تونس و الإمارات و الكويت و قطر و البحرين) و أظن أنني أجحفت بحق المملكة بهذا التقدير
ثم الأهم من ذلك إن السعودية أخذت الجوانب الإيجابية للحضارة الغربية أكثر من الجوانب السلبية
بينما معظم الدول العربية أخذت النواحي السلبية أكثر من الإيجابية
و وجود مشكلة لدى شخص أو عدد محدود لا يلغي كل الانجازات التي حققتها المملكة خلال الفترة الماضية ففي أكثر الدول غنى و تقدما توجد نسبة من الفقر و البطالة فهذه سنة الله في الكون والمعيار في تقييم أي مستوى هو الأغلبية.
و الأجهزة الأمنية في أي بلد هي المقياس على مدى احترام حقوق الإنسان و مدى الحرية و مدى الفساد و أحسب و أكاد أجزم بأن الأجهزة الأمنية السعودية من أفضل الأجهزة في العالم
و أحسب و أكاد أجزم انه لو جاء سيدنا عمر بن الخطاب ليحكم في زماننا لتكلم الناس عنه و لطعنوا بعدالته لأن التقييم يتم من خلال المصلحة الشخصية الضيقة و من خلال تحقيق رغبات النفس الجامحة و التي لا يستطيع مخلوق أن يرضي و يحقق جميع هذه الرغبات