في سُوريَا ..
أحياؤهم دُفنوا أسى ، موتاهمُ متشرّدونُ على الرصيفْ !
في الجوّ قنبلةٌ وصرخَةٌ أرملٍ
في الدارِ شيخٌ صامتٌ !
شيءٌ مُخيف !
في سُوريَا سقطَ الجمالَ وما بُكِي يومًا عليهِ !
وما بكَى إلاّ النزيفْ !
قصفٌ ولحنُ مدافعٍ وتتابعُ الأموات يبكِي أهلها !
صيفٌ عصيفْ !
أحزانُهم ملأت قِرابَ عيونِهم ، والعربُ ظنّوا جرحَهم .. موتٌ طفيفْ !
في سُوريَا .. أهلِي يعيشُونَ الأسى !
ذاقُوا الجِراحَ .. مع المساء مع الرّغيفْ !
متزمّلونَ بصمتنَا .. يا حسرتِي !
هل غابَ فينَا قائدٌ كانَ الحَصِيفْ ؟
في سوريَا الأطفالُ حيثُ مراجحٍ دُفنوا
! لماذا العالمونَ بلا شَريفْ ؟
متفرّجونَ على ضياعِ بيوتِهم لا حلّ إلاّ
” يا لطيفُ ويا لطيفْ ” !
في سوريَا .. مدنٌ تُغالُ ، وتنتهِي !
كانت جمالاً آسرًا !
واليومَ رِيفْ !
في سوريَا قلبِي يمزّقُ منهكًا !
أوّاهُ لو حزنِي جيوشٌ أو قذيفْ
لَغزوتُ “بشّارَ” المخرّب أرضنَا أستلّ روحًا .. ليسَ يربكنِي النزيفْ
في سُوريَا .. فصلُ الربيعِ ممزّقٌ !
العامُ كانَ من الخريفِ إلى الخريفْ !
الموتُ أنّي لا أطيقُ تحرّكًا !
الموتُ أنّي في الأسى قلبِي رهيفْ !
يا سُوريَا ..
واللهِ أنت منارةٌ للصامدين فلا تخافِي لن نحيفْ !
يا سُوريا .. واللهِ نصرُك قد بدى .. صبرًا، وصبرًا .. سوفَ يغمرنا اللطيفْ !
أدرِي بحملِك مُرهِقٌ ، ومعذّبٌ .. والليلُ يزرعُ بيننا صمتًا مُخيفْ !
أدرِي وربّكِ يا منى روحٍ غدَت من يومِ ضقتِ ضياعَ دربٍ كالكفيفْ!
يا سُوريَا والله يسمعُ دعوتي ،
كُوني لنَا عمرًا جميلاً أو طريفْ
يومًا سنفرحُ في الورى ، عندَ المسا بالنّصر،
دربُك دُونهم أمسى نظيفْ
للشاعر : محمد العتيق
|