السلام عليكم ..صباح أرق من النسيم..غالياتي!!
أصداء لموضوع الأدب مع الله
وإن شئتن فضااااااااء من الصفاء في القول والفعل والقلب
الأدب مع الله هو أصل كل أدب، بل لانصف أحد بأدب إن عدم "الخلق مع الله" وهذا الأدب يشمل:القلب واللسان، والأركان.
ومن أعظم مظاهر سوء الأدب مع الله في الأفعال: المجاهرة بالعصيان، ومحاربة الرحمن، ورد أمر الله إتباعا لأمر الهوى والشيطان ومن ذلك: سماع الكذب، وأكل السحت. قال العلامة ابن قيم الجوزية، رحمه الله: والأدب ثلاثة أنواع:-
1- أدب مع الله سبحانه وتعالى
2- وأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرعه
3-وأدب مع خلقه.
ومقامات الأدب الله سبحانه كثيرة جدا ومنها: مقام المراقبة: بدوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه. قال تعالى :" وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير" (الحديد :4) قال الشاعر:
وإذا خلوت بريبة في ظلمة ## والنفس داعية إلي الطغيان
فاستحيي من نظر الإله وقل لها ## إن الذي خلق الظلام يراني
عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة، بيضا، فيجعلها الله هباء منثورا. أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلو بمحارم الله ،انتهكوها".
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:ـ
إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوى بها في جهنم
ويقول صلى الله عليه وسلم:ـ
إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزلُ بها الى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب
ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله تعالي إلا بثلاثة أشياء:-
1- المعرفة بأسمائه وصفاته.
2- المعرفة بدينه وشرعه’ وما يحب وما يكره.
3- أن تكون له النفس مستعدة ومتهيئة لقبول الحق علما وعملا وحالا.
فالأدب مع الله سبحانه يقتضي توحيده وتعظيمه سبحانه وإطاعة أوامره’ ونواهيه’ والحياء منه’ وهذا يشمل القلب واللسان والأركان.
ومن أمثلة ذلك :
1- تلقي أخبار الله سبحانه بالتصديق: بحيث لا يقع عند الإنسان شك أو تردد في تصديق خبر الله تبارك وتعالي لأنه هو أصدق القائلين.
2- حسن الخلق مع الله عز وجل: بأن يتلقي الإنسان أحكام الله بالقبول والتنفيذ والتطبيق فلا يرد شيئا من أحكام الله.
3- تلقي أقدار الله تعالي بالرضا والصبر: يعني سرور النفس بما يصيب الإنسان من خير أو شر’ أو حلو أو مر’ أو يفوته من الله سبحانه.
4- التوجه إلي الله سبحانه بالدعاء: هو طلب ما ينفع الداعي’ و طلب كشف ما يضره’ ودفعه.
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال’ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من لم يسأل الله’ يغضب عليه".
وقد أحسن الناظم بقوله:
الله يغضب إن تركت سؤاله ## وتري ابن آدم حين يسأل يغضب
وللدعاء آداب وفضائل كثيرة، منها:آداب قبل الدعاء وخلاله وبعده، وآداب عند الدعاء’ وآداب بعد الدعاء.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: فإن الواجب على جميع المكلفين هو التأدّب مع الله، وذلك بإخلاص العبادة له، وترك عبادة ما سواه، والإيـمان به، وبكل ما أخبر به سبحانه في كتابه العظيم، على لسان رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، عن أسمائه وصفاته وعن الآخرة، والجنة والنار، والحساب والجزاء وغير ذلك، يجب على كل مكلّف أن يؤمن بالله، وأن يخصّه بالعبادة، وألاَّ يشرك به شيئاً سبحانه وتعالى، فأعظم الأدب توحيد الله، والإخلاص له، وأعظم سوء الأدب، الشرك بالله وصرف بعض العبادة لغيره سبحانه وتعالى، يقول الله جل وعلا: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ، ويقول سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ]، ويقول سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء ويقول: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ]. فأعظم الأدب وأهمه وأوجبه: إخلاص العبادة لله وحده، وترك عبادة ما سواه، وأن يُخَصَّ بالعبادة، من دعاء وخوفٍ ورجاءٍ وتوكل، ورغبة ورهبة وذبح ونذر، واستغاثة وغير ذلك، كما قال سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)]. إلى أن قال رحمه الله..، ومن الأدب مع الله الإيـمان بأسمائه وصفاته، كما قال تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا]، وأن تثبت أسماؤه وصفاته كما جاءت في كتابه الكريم، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يوصف بها على الوجه اللائق بالله، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف، ولا تمثيل، بل يجب إثباتها لله، كما جاءت في القرآن، والسنة الصحيحة، على الوجه اللائق بالله، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، كالاستواء والنـزول، والضّحك والرضا، والغضب ونحو ذلك، يجب إثباتها لله، وأنه سبحانه قد استوى على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته، لا يشابه خلقه في استوائهم، كما أنه سبحانه يرضى ويغضب، ويرحم ويعطي ويمنع ويضحك، يرحم عباده جل وعلا، ويتكلم، كل ذلك على الوجه اللائق به، لا يشبه كلام عباده، ولا يشبه صفات عباده، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، ويقول سبحانه: فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ]. فدعاء غير الله سوء أدب مع الله، وكفر به سبحانه وتعالى، وهكذا تأويل صفاته، كله من سوء الأدب مع الله، وهكذا سوء الظن به جل وعلا، كله من سوء الأدب مع الله، فالواجب على الجميع حسن الظن بالله، والاستقامة على دينه، وإخلاص العبادة له سبحانه وتعالى، والإيـمان بأسمائه وصفاته، وبكل ما خبّر به رسوله صلى الله عليه وسلم، هذا هو الواجب على الجميع، وعلى الجميع اتباع القرآن الكريم، والتّمسك به، والحذر مما يخالفه، مع اتباع السنة وتعظيمها، هذا هو الواجب على الجميع، اتباع القرآن والسنة وتعظيمها، والحذر مما يخالفهما.
من أدب الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام مع الله سبحانه.
من أدب الرسول صلي الله عليه وسلم: إن القلم ليعجز أن يكتب عن أدب النبي صلي الله عليه وسلم، فحياته كلها أدب من المولد حتى الممات. وزكى الله لسانه وصدره وفؤاده وخلقه’ ومن جميل ما ذكر في تفسير قول الله تعالي : ما زاغ البصر وما طغى " (النجم:17)
ووصفه في كتابه’ فقال: "و إنك لعلى خلق عظيم" (القلم:4). بمعني أنه عظيم في خلقه مع ربه عظيم في تعامله مع عموم الناس مع من آمن به’ أو كفر عظيم في كل موقف من مواقف حياته’ وفي كل نوع من أنواع الأخلاق.
من أدب إبراهيم عليه السلام: قال الله تعالى علي لسان إبراهيم عليه السلام : "الذي خلقني فهو يهدين* والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين" (الشعراء:78-80) فإبراهيم عليه السلام أضاف المرض إلي نفسه’ وإن كان المرض والشفاء كله من الله’ استعمالا لحسن الأدب مع ربه سبحانه وتعالى.
من أدب يوسف عليه السلام : قوله عندما خرج من السجن عندما رفع أبويه على العرش قال:" وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن" (يوسف:100) ولم يضف سبب وقوعه في السجن إليه’ وإنما ذكر إحسان الله إليه.
وأمثال هذه الأخلاقية كثيرة جدا عند أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام أجمعين.
فلنتأدب مع الله الحليم الكريم....نتأدب مع الخالق المالك العظيم ولانكون كمن قال الله فيهم(وماقدروا الله حق قدره)