هل نتعلم من العصافير
تعلموا من العصافير
لغة الحرية
لغة الجد والعمل
لغة الحرية..
وأنَّ الحرية أسمى ما يتمناه الكائن
وحبسه موت بطيء
.
تعلموا من العصافير
لغة تغيب عن البشر..
إنها لغة المودة والحب
وهي تسبح في ملكوت الله..
ليس للـريح سوى أصواتـِها تسمعها،
فتتوارى مع زقزقات لا يفهمها إلا المرهفون..
فما أجمل تلك الأصوات التى تبحث
عن مأوى
إن جمال العصفور المتألق
وهو يطير بهمة في فضاء رحب
يحيي الأمل في النفوس
ويوقظ الإيمان المخدر..
إنها تؤمن أن الله
هو الذى يرزقها
.
تعلموا من العصافير
أنغاماً
لايختلف على حلها اثنان
ولغةً لايفهمها إلا القليل من الناس
كم أثراني جمالها،
وكم أطربتني أصواتها
ما أجمل تلك الأناشيد
.
ما أجمل ذلك الصباح
الذي نستيقظ فيه والأمل يملأ قلوبنا
والإيمان يعطر أوقاتنا
كم كان يأخذني غروب الشمس
وقد توارت العصافير خجلاً خلف الأشجار
ومن خلفها يبكى السحاب على الرحيل
وسرعان ماتهدأ الأصوات وتقل الحركة
السكون في الكون
في ليل الشتاء، المطير والطويل
كانت الطيور تسرع بعد عناء يومها
لتدخل أعشاشها آمنة هانئة
لا تحمل هم الغد
ولا تبكي على يومها الذي مضى
تكمش ريشها، وتلتحف بأجنحتها
رحم الله زمن العصافير الجميل
الذي خلّفَ وراءه قلباً متعباً يحن إلى الصبا..
يحن إلى زمن البراءة..
يحن إلى البساطة، يحن إلى النغم الأصيل..
يحن إلى أعزاء رحلوا وتركوه يكتوى بنار فراقهم
ويتحسر على أخلاقهم ومبادئهم
|