وهذه قصيدة أخرى لشاعر فلسطيني يرد على شوقي وطوقان ، وهي قصيدة رائعة بكل ما تحمله
قال الرسـولُ مُبلغـاً ومُكَرِّمـا إني بُعثتُ إلـى الأنـامِ معلمـا
يا بانيَ الأجيالِ جُهْـدُكَ خالـدٌأحْسِنْ بناءك كي تكون مُكَرَّمـا
دَوْرُ المعلم أن يكون مُصححـاً ما اعْوجَّ مِنْ خُلُقٍ لهمْ وَمُقَوِّمـا
آثــاره أخـلاقـه مَنْحـوتَـةٌ في القلب لا تُنْسى وتبقى بَلْسَما
أخباره تبقـى حديثـا يُشْتَهـى بمجالسِ الزُّمَلاءِ أو مَنْعَلَّمـا
ما أُسْـرَةٌ إلا لـهُ فضـلٌ بهـاوَتُكِـنُّ حبـاً للمعلـم مُفْعَـمـا
فَتَّشْتُ عنْ مَنْ للرجولةِ صانـع فَوَجَـدتُ أمّـاً أو أَبـاً ومعلمـا
فإذا الثلاثةُ لـم يُرَبّـوا نَشْأنـا سيكون نَشْئاً بائسـا وَمُحَطَّمـا
العلـم نـور والمعلـم مصـدرٌ إن غابَ مصدرُه تَحَوَّلَ مُظْلمـا
ما كل علم في الزمـان بنافـع دَوْرُ المعلم أن يُمَيِّزَ مـاسمـا
يا خيبة الأجيال مـن تعليمهـم إن كان مصدر نورهم قد أُعْتِمـا
هيهات من احـد تَرَقّـى دونـه في مهنةٍ أو منصبٍ قد أسْهَمـا
من علمه كل البريـة أشرقـت والأرض تحيا بعد غيث قد همى
والعز منـه لدولـة بلغـت ذُراً أوأُمَّةٍ صَعَدَتْ تُحاذي الأ نْجُمـا
والنصر بعـد الله مـن ثمراتـهِ في عدة وصناعـة قـد صَمَّمـا
في دعوة يدعو الشباب خلالهـا قُوموا تنالوا جنةً فاحموا الحِمى
هيا ابذلـوا لله مـن طاقاتكـم وَلْتَغْسِلوا عارَ المذلـةِ بالدِّمـا
نِعْمَ المعلمُ مـن يكـون مُربيـاً جيلاً على الإسلام لن يستسلمـا
والضرب للتعليـم دون فَظاظـةٍ فاضْرِبْ بعطف وَلْتكنْ مُتحكمـا
والضرب يأتي في العلاج مُؤَخَّراً وَعْظُ النساءِ وَهَجْرُهُـنَّ تَقَدَّمـا
هو كالطبيب معالـج لمريضـه يرجو الشفاء وإن قسا أنْ يَكْلُما
هو والدٌ لا يَجْرَحَـنَّ شُعورَهـم طلابـهُ أبنـاؤهُ كـي يرحمـا
من حسن أخلاق المعلـم رِفْقُـهُ يَحْنو عليهم لن يَضِجَّ ويسأمـا
يبدو سعيدا إن بَـدَوْ ا بسعـادةٍ وتراه إن حزنو ا بـدا متألمـا
إخلاصـه لله فــي تعليـمـه فَتَحَ القلوبَ وأعْيُناً بعدالعمـى
وَصَلاتهُ مَعَهُمْ يَكـونُ إمامَهُـمْ ولسانـهُ لا يلفظـنَّ مُحَـرَّمـا
هو قدوةُ الطلابِ فـي أخلاقـهِ والحرص كل الحرص ألاّ يأثمـا
وَيَبُثُّ فيهـم نخـوةً وشجاعـةًومحبةً حتـى يُحِبّـواالمسلمـا
هُوَ قائدٌ والجيـشُ هـمْ طُلاّبُـهُ لا لن يخادعَ جيشَـه أويظلمـا
يَهْدي لخيـرٍ للجِنـانِ مُرَغِّـبٌ وَيَصُدُّ عن شرٍ حَـذارِ جَهنَّمـا
هـذا المعلـم يستحـق مَحَبَّـةً لو كان فينا مِثْلُـهُ لـن نُهْزَمـا
اسْمـعْ كـلامَ معلـمٍ ومجـربٍ ومجرباً فاسْـألْ فلـنْ تتنَدَّما
هذا قصيدٌ فيـه نفـع فاغتنـمْ ما كُلُّ مَنْ ألقى الكـلامَ تَكَلَّمـا
تهذيـبُ أهـلٍ واهتمـامُ معلـم بعضٌ لبعضٍ واجبٌ أنْ يخدمـا
أخلاقُ طـلابٍ وصفـوُ مناهِـج تُثْري المدارِسَ عِـزَّةً وَتَقَدُّمـا
خيرُ المدارسِ في الزمانِ مدارسُ قد خَرَّجَتْ خيرَ الأنـامِ وَأَعْلَمـا
قَدْرُ المعلمِ لمْ نُحِطْ وَصْفـاً لَـه هـذا الـذي لله عـاشَ مُعَلِما
هو شمعةٌ يَذْوي بنَـوِّرُ غيـرَه هو نحلةٌ كَمْ قَـدْ تَكِـدُّ لِتُطْعِمـا
لِلْعِلْمِ كم سهر الليالـي طالبـا أهـداهُ للطـلابِ منـهُ تَكَرُّمـا
هُمْ زَرْعُهُ كـم يعتنـي بِنَمائِـهِ يا فَرْحَةَ الأستاذِ لَمّـا قـد نَمـا
ما أسعدَ الطلابَ عنـد تَخَـرُّجٍ الكـل إن لَقِـيَا لمعلـمَ سَلَّما
والكـلُّ يَبْقـى ذاكـراً لِجَميله في كلِّ أرضٍ مَنْ يَـراهُ تَبَسَّمـا
حتـى وَإنْ لَقِـيَ المعلـمُ رَبَّـهُ فالعلمُ يَبْقى لَنْ يَمْوتَ وَيَهْرَما
اعْمَلْ لوجـهِ اللهِ خيـراً تَلْقَـهُ ذِكْراً بِدنيـا أو بِأُخْـرى مَغنما
مهما ذكرنـا مادحيـن لفضلـه لم نَجْزِهِ مهما مَنَحْنـا الأَوْسِمـا
وتراهُ في دُوَلِ الحضـارةِ قمـةً فاقَ الجميـعَ كَرامـةً وَتَقَدُّمـا
أفَما عَلِمْتُـمْ إنْ نَقَصْتُـمْ حَقَّـهُ الجِيْلُ ضاعَ وَكُلُّنا لـنْ نَسْلَمـا
إنْ أُمَّةٌ فَقَدَتْ مَواهـبَ شَعْبِهـا صَلِّ الجنازةَ وابكهـا مُتَرَحِّما
وَمَهِمَّةُ التعليمِ ليسـتْ سهلـةً فَيُضاعِفُ الرحمنُ أجْراً أعْظَمـا
طوقانُ لمْ يَصْبِرْ على تعليمهـمْ قد لامَ شَوْقي وَالهُدى أنْ يَحْلمـا
عَمليَّةُ التعليـمِ قـالَ مُصيبـةٌ والعلمُ في الإسلامِ كـان مُقَدَّمـا
كلُّ الخلائقِ للمعلـمِ قـد دَعَـت قالَ الرسـولُ لَعلَّنـا أنْ نَفْهَمـا
ما مهنةٌ تنـوي الإلـهَ بِفِعْلِهـا فهـي العبـادةُ إنْ أردتَ تَعَلُّما
قَدْرُ المشَقَّةِ في العبادةِ أجْرُهـ الم ينس ربي بل يكونُ الأَكْرَما
يـوم القيامـةِ ذَرَّةٌ مَـوْزونـةٌ يُعْطيكَ ربي أجْرَها لَنْ يَهْضِما
أما المعلمُ عنـد شوقـي كامـل والنقصُ في الإنسانِ كانْ مُحَتَّما
كادَ المعلـمُ لَـمْ يُميِّـزْبينهـمْ إني أرى في قَوْلـهِ قَـدْ عَمَّمـا
كَـادَ الـذي لله ينشـرُعِلْمَـهُ أنْ يُشْبِهَنَّ بِفِعْلِهِ رُسُـلَ السَّمـا
أو كالذي بِالعِلمِ عاش مُجاهـداً وهو التقي على النصيحة أقْسَما
بعضٌ على الإسلام رَبّى نَشْأنـا منهم عقولَ الجيلِ كانْ مُسَمِّما
هل يستوي حُلْوُ الكـلامِ وَفِعْلِـهِ معَ مَنْ يَكونُ مرارةً أو علقمـا
هل يستوي من كان يعبدربـه معَ مَنْ يكون لنفسهِ مُستسلمـا
شَتّـانَ بيـن معلـمٍ مُتواضـعٍ تلقـاهُ دَوْمـاً لَيِّنـاً مُتبسـمـا
ومعلـم مُتطـاول فـي كِبْـرِهِ يقضي الحياةَ بِغَيْظِـهِ مُتَجَهِّمـا
هل مثلُ هذا كا لرسولِ صِفاتُـهُ هـل مِثْلُـهُ حقا ًيكـون مُعَظَّمـا
يـا حسـرةً لمعلـمٍ مُتَقاعـسٍ لـم يبـغِ إلا سمعـةً وَدَراهمـا
الطفلُ إنْ رَضَعَ المكارمَ والتُّقـى رُدَّتْ مَحاسِنُهُ على مـن أنْعَمـا
أما إذا رَضَعَ الخيانـةَ والخَنارَجَعَتْ جرائِمُهُ على من أجْرَمـا
العِطْرُ صانِعُهُ يَفوحُ مِن الشَّـذا والفَحْمُ صانِعُـهُ تـراهُ أسْحَمـا
- وعذراً على الإطالة ، ودمتم بحفظ الله تعالى