عرض مشاركة واحدة
  #1    
قديم 2011-09-06, 12:44 AM
كلي تفاؤل و أمل كلي تفاؤل و أمل غير متواجد حالياً
مشرفة عامه سابقاً
 


معدل تقييم المستوى: 25
كلي تفاؤل و أمل has a spectacular aura aboutكلي تفاؤل و أمل has a spectacular aura about
افتراضي هجمـه .. وهجمــه مرتدهـ‎

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ....


يَعرِف أهل الرياضة خطورة الهجمات المرتدّة!

وذلك أن الفريق الذي رَجَعَتْ عليه الهجمة كان في غير مواقعه ، أو كان غافِلاً
فإذا ما رَجَعت الهجمة من الخصم وكان هناك من ترك موقعه ، وأغْفَل مركزه ، وفتح خانة كانت الهزيمة !

وهذا يعني أن اليقظة مطلوبة ، مع الحرص والحذر من ترك ثغرات يستغلها الخصم .

وقُـل مثل ذلك في الحروب والقتال ، فإذا تَرَك المقاتِل ثغرة استغلّها عدوّه ، وإذا فُتِحت خانات ، أو لم تُغلق المنافذ هجم العدوّ منها فربما أصاب مقتل ، ومثل ذلك في عالم الأجهزة والشبكات ، فمن ترك المنافذ مفتوحة ربما هوجِم بالفيروسات ، وقد ينتج عن هذه الغفلة تدمير الجهاز ، وابن آدم لديه ثغرات ، وعليه أن يسدّ جميع الخانات ، وأن يُغلِق كل المنافذ ، تلك المنافذ التي ينفذ منها العدو إلى الحصن الحصين ، ويصِل فيها العدو إلى الْمَلِك ، فينال منه ، أعني ملك الأعضاء ، وهو القلب ، فمتى غَفَل ابن آدم هجم عليه عدوّه المتربِّص به في آناء الليل وآناء النهار ، عدوّ يدخل مع ابن آدم كل مَدْخَل ، بل يجري منه مجرى الدمّ ، بل هو العدو المبين الذي قال عنه رب العالمين : (إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)

فهو يسعى سعياً حثيثا دؤوباً على تلمّس الثّغرات في قلب ابن آدم ، فحيثما وجَدَ ثغرة دَخَلَ منها ونَفَذَ ، وتسوّر حِصْن القلب .


فالغَضَب ثغرة ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : "إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خُلِق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ". رواه الإمام أحمد وأبو داود.


والغفلة ثغرة ، ولذا قال ابن عباس في قوله : (الوسواس الخناس)قال : الشيطان جَاثِمٌ على قلب ابن آدم ، فإذا سها وغفل وسوس ، وإذا ذكر الله خَنَس .
فهو مُتربِّص بك الدوائر ، مُبتغٍ لك الغوائل ! والذنوب ثغرات ، قال الشيطان : وعِزّتك يا رب لا أبرح أُغْوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الرب تبارك وتعالى : وعِزَّتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني . رواه الحاكم وغيره وهو حديث صحيح.


قال ابن القيم : الشيطان يَشُمّ قلب العبد ويَخْتَبِرَه . اهـ .


فإن الشيطان يشم القلوب وينظر في مداخلها ويتحسس ثغراتها ومناطق ضعفها . فلكل قلب ثغرة ، ولكل شخص – غالباً – شهوة ، يَضعُف أمامها ، فتزيد الحاجة إلى قوّة المدافَعَة ، وإلى شدّة الحرص ، وإلى مزيد من اليَقَظَـة .


فاحرص رعاك الله على إغلاق المنافذ حتى لا يدخل فيروس الشيطان !، وعلى اليقظة والحرص حتى لا يكون لهجماته المرتدّة أثَــر ، فاجعل الذِّكْر حارَس قلبِك ، حتى يَخنس إبليس ويَضْعف ، ولا يوسوس . واجعل الاستغفار الضربة القاضية على إبليس ، حيث أخبَر أنه أهلكه الاستغفار ، كما في بعض الآثار .

واجعل السجود فَـرَح قلبِك بالانتصار ، وبُـكـاء إبليس بالهزيمة والفِرار !


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا قرأ ابن آدم السجدة فَسَجَدَ،اعتزل الشيطان يبكي،يقول : يا ويله - وفي رواية : يا ويلي – أَمِـرَ ابن آدم بالسجود فَسَجَدَ،فَلَهُ الجنة،وأمِـرْت بالسجود فَأَبَيْتُ،فَلِي النار" . رواه مسلم .


فتذكّر أن خُسران هذه الجَولَة وانتصار الشيطان يعني الخُسران المبِين
وأن انتصارك على الشيطان مآله رِفعة الدّرَجات ، واعلم أن الشيطان لا ييأس ، بل لديه صبر وجَلَد ، فهو يُحاول الفوز والانتصار على بني آدم حتى تَخرج أرواحهم من أجسادهم


بقلم الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
حفظه الله ورعاه
و فقنا الله وإياكم لكل خير

^_^


التوقيع:
رد مع اقتباس