السلام عليكم عزيزتي روز اشكر لك تنبيهنا على هذا الموضوع والقاء الضوء
عليه لانه موضوع حساس لابد لنا من مناقشته من جميع جوانبه ليتسنى
للجميع الاستفادة منه عزيزاتي حمامة الآيك و
themoone ,violet flower اعجبتني بجد طروحاتكم التي جعلتني انظر
الى الموضوع من زوايا مختلفة وكل هذه الاراء وأن اختلفت فهي تؤدي الى
مغزى واحد تجعل كل منا يستفيد من هذه الطروحات ويعمل بها وأرجوا أن
تعم الفائده للجميع وسوف آخذ الموضوع من زاوية آخرى وهذه من القرآت
التي اُعجبت بها.
حين نتكلم عن صناعة الجيل ينصرف الذهن مباشرة الى دور الأم في تربية
أبنائها ,ولكن تجارب صناعة الاجيال ليست حكراً على الأمهات, وإنما هي
طاقة ومهارة موجودة داخل كل امرأة وإن لم تكن أماً,وإنما زوجه أو شقيقه.
ولابد أن تكون صانعة الاجيال لديها استعداد داخلي لتنمية ذاتها روحاً وعقلاً
يومياً,ولديها استمرارية ذاتية في تحقيق هذه التنمية,مستقلة عن الظروف من
حولها.إن صناعة الجيل عملية شاقة,لأنها صناعة جودة عالية,وتتطلب مهارة
وتنمية ذاتية مستمرة..تنميها بكثرة القراءة,وسعة الإطلاع.
سأقدم لك نموذجاً جديداً في العلاقة بين الصانعة ومن تصنعه,وهي تجربة بنت
لم تعش في الدنيا سوى 28 سنة فقط,واستطاعت مع ذلك أن تصنع من شقيقها
أميراً وبروفيسوراً مشهوراً في تخصصه.وهي (ست الركب) وشقيقها
المعروف (ابن حجر العسقلاني),أميراً مشهوراً في تخصص (الحديث
النبوي) في القرن الرابع عشر الميلادي.
إن تجربة ست الركب في صناعة شقيقها ملهمة ومحفزة لكل بنت تعتقد أنها لا
تزال صغيرة,أو غير مؤهلة,أو أن وقتها ضيق,أو أن أعباء المنزل
كثيرة.فست الركب لم تكن ظروفها جيدة100% وإنما كانت لها مشاكلها
ومشاغلها الكثيره,ومع ذلك أصرت وصبرت .منذ البداية وست الركب كانت
مختلفة,وكان أخوها ابن حجر لايزال في سنوات طفولته الاولى..فقد كانت
ذكية فطرياً بطريقة دفعت والدها أن يوليها رعاية خاصة ,بعد ما رحل
والدها وعمرها 7 سنوات لم ينقطع أو يضعف حبها لتنمية نفسها ,وإنما
استمرت تتعلم ,وتقرأ مدفوعة بقناعاتها الداخلية نحو ما تفعله.
ولم تقتصر علاقة ست الركب في صناعة ابن حجر بتوفير التعليم وحسب
,وإنما اشتملت على ما توفره الأم من أجواء التربية والرعاية والحب
والعاطفة,الداعمة للتفوق.وكان يقول ابن حجر بكل فخر( هي أمي بعد أمي).
فلابد من صانعة الاجيال أن تكون رفيقة بمن حولها,فالرفق ما دخل في شيء
إلا زانه ,فما بالك إذا دخل في صناعة الأجيال,وأن تكون قدوة في أخلاقها و
سلوكياتها لأن ذلك مما يجوَد المنتج.. انظري الى شهادة ابن حجر في اخته
(كانت بي برَة,رفيقة محسنة,جزاها الله عني خيراً,فلقد انتفعت بها وبآدابها مع
صغر سنها).وطبيعة تخصص ابن حجر,الحديث النبوي,وما يتطلبه الجرح
والتعديل من دقة,لاتسمح له بإطلاق الأوصاف على سبيل المجاملة,أو
المبالغة,وإنما كل كلمة لها معنى,شهادة منه لفضلها عليه.
فلابد أن تكون صانعة الاجيال إيجابية,ومؤمنه بقدراتها وأن يكون لها أثر في
تطوير المجتمع,وتنشيء جيل واعي له إمكانيات وإبداعات ليس لها حدود .
أرجو أن القيت الضوءعلى جزء بسيط من موضوع صناعة الاجيال
تقبلي مروري.