
2011-07-09, 04:23 AM
|
|
الأمان المفقود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تخيل معي أنك تشد قلبك بحبل
ثم تربطه بالسماء
أي ثبات هذا .. و أي سمو .. وأي سكينة و استقرار
(فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ)
بل أي تحليق ستعيشه ؟!!
والآن عد مرة أخرى
و أربط قلبك بحبيب ( تظن أنه قريب)
هب أن صاحبك قد انهار ..
تهاوى ..
أو حتى ابتعد عنك
تخيل الألم الذي ستشعر به
حينما ينتزع (الحبل المشدود) .. قلبك من بين
أضلعك
حسنا
هل تستشعر ذلك؟!!
لماذا ترضى لنفسك بهذا الألم المتكرر ؟!

نعود
هل تقسم أن من تربط قلبك به
سيظل (قريب)
إن كان كذلك
هل تضمن أن الظروف ستجعله قريب دائما ؟
هو نفسه .. لا يملك تسيير ظروفه
فكيف تراهن أنت على ذلك؟!!
( وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ)
حسنا كف عن هذا
إن اشتراط القرب الدائم .. ( كمال)
و ( الكمال) لا يكون إلا (لذي الكمال) سبحانه
ذلك أن (الباري جل جلاله لا يفوته من صفات الكمال شيء بوجه من الوجوه )
كما يقول ابن سعدي
أما صاحبك فمخلوق ضعيف ..
{ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا}
إذا كيف تطالبه بأمر فوق طاقته الإنسانية الضعيفة ؟!
يا أحباب .. الرسالة واضحة
( إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )
هي رسالة لكل قلب أن يجعل ارتباطه الأول بالسماء
( إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )
هي توجيه لكل من عانى من مرارة الخذلان
أن كف عن هذا
و أربط قلبك ( بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ )
لا (حَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ )
( إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )
هو إحساس محلق
صدَّق به موسى – عليه السلام -
و ووصانا به محمد - صلى الله عليه وسلم -
لنا أن نجربه ونشاركه التحليق
ولنا أن نقعد مع القاعدين
(وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ)
بإيجاز
مصدر الأمان يجب أن يكون قريب دائما ,وقوي, و ثابت أيضا
و لا أحد سوى ( الله )
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ }
{ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً}
ولا يكفي أن تكون مؤمنا بذلك
كثيرة هي القناعات التي نكتفي بالإيمان بها
صدقني ..الإيمان الذي لا يُطبق
ليس إيمانا صادقا
قد يحتاج الأمر منك لبعض الدربة في أول الأمر
غير أنك حتما ستصل
منقووول
دمتم برضى من الرحمن
^_^
|