عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-06-22, 08:42 PM   [5]
الثلث الاخير
عضو نشيط
 

الثلث الاخير is on a distinguished road
افتراضي

2-القسم الثاني يرى أن الشرك هنا هو الشرك الأكبر فقط .
الإمام ابن تيمية قال بالقولان : مرة القول الأول ومرة القول الثاني .
وعلى العموم يجب علينا الحذر من الشرك حتى لو كان اصغرا لان الآية قد تشمله لان ﴿أن يشرك به ﴾ تعني إشراكا به لان أن وما بعدها تأويل مصدر " إشراكا به " فهو نكرة في سياق نفي فتفيد العموم .
ما الذي يقاتل عليه الرجل وما الذي يكفر به :
1-اجمع العلماء على تكفير تارك الشهادتان والأركان الأربعة يقاتل إذا اقر بها وتركها تهاونا ولكن لا يكفر بتركها( على خلاف بين العلماء)
2- يكفر بعد التعريف أي إذا عرف وأنكر وهم أنواع :
أ-عرف ان التوحيد دين الله ورسوله الذي أظهرناه للناس واقر أيضا أن هذه الاعتقادات في الحجر والشجر انه الشرك بالله الذي بعث الرسول((صلى الله عليه وسلم)) للنهي عنه ومع ذلك لم يلتفت إلى التوحيد ولاتعلمه ولا دخل فيه ولا ترك الشرك فهو كافر ونقاتله .
ب-عرف التوحيدولكنه تبين في سب دين الرسول(( صلى الله عليه وسلم)) ومدح من عبد غير الله وفضلهم على التوحيد ( كافر)
جـ- عرف التوحيد وأحبه واتبعه وعرف الشرك وتركه ولكنه يكره من دخل في التوحيد ويحب من بقي على الشرك .( كافر)
د-عرف التوحيد وأحبه ولكن أهل بلده يصرحون بعداوة أهل التوحيد وإتباع أهل الشرك ويتعذر بان ترك وطنه يشق عليه فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده ويجاهد بماله ونفسه( كافر)(هذه الأنواع الأربعة تكفر لأجل محادتهم لله ورسوله)
الجهل بالمكفر على نوعين :
1-أن يكون الشخص يدين بغيرالإسلام أو لا يدين بشيء ولم يخطر بباله أن دينا يخالف ماهو عليه فهذا تجري عليهأحكام الظاهر ( الكفر ) في الدنيا لأنه لا يدين بالإسلام فلا يعطى حكمه وأما في الآخرة فأمره إلى الله والراجح انه يمتحن في الآخرة بما يشاء الله.
2-أن يكون من شخص يدين بالإسلام ولكنه عاش على هذا المكفر ولم يكن يخطر بباله انه مخالف للإسلام ولا نبهه احد تجري عليه أحكام الإسلام ظاهرا أما الآخرةفأمره إلى الله وحده .
الأدلة :
أ-القران الكريم : ﴿ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا﴾
ب-السنة "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي احد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار "
جـ-أهل العلم: في المغني " فان كان ممن لا يعرف الوجوب كحديث الإسلام أوالناشئ بغير دار الإسلام أو بادية بعيدة فأهل العلم لم يحكموا بكفره
إذن(لابد أن تقوم الحجة)الله تعالى قد غفر لهذه الأمة خطاها وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية – القولية والعملية .
- يوجد فرق بين الإطلاق والتعيين :
الأصل فيمن ينتسب للإسلام بقاء إسلامه ولا يجوز التساهل في تكفيره لان في ذلك محذورين عظيمين :
1- افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبذه به .
2-يعود وصف الكفر على من كفره .." إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها احدهما "
إذن يجب قبل الحكم بالتكفير أن ننظر في أمرين :
1- دلالةالكتاب والسنة على أن هذا مكفر .. أي ألا يفتري على الله الكذب .
2-انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتم شروط التكفير في حقه ، وتنتفي الموانع .
واهم الشروط أن يكون عالما بمخالفته التي أوجبت كفره إذن مجرد العلم بالمخالفة كاف في الحكم بما تقتضيه .
موانع التكفير:
1- أن يكره على المكفر .
2- أن يغلق عليه فكره وقصده بحيث لا يدري ما يقول من شدة الفرح أو الحزن أو الغضب أو الخوف..." حديث الرجل مع ناقته "
3-أن يكون له شبهة تأويل في الكفر بحيث يظن انه على حق ... مثل الخوارج .
" ما احد أحب إليه العذر من الله تعالى ، من اجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين "
" الجاهل معذور بما يقوله أو يفعله مما يكون كفرا ، كمايكون معذورا بما يقوله أو يفعله مما يكون فسقا ، وذلك بالأدلة من الكتاب والسنةوالاعتبار وأقوال أهل العلم "
الاستعداد لأعداء الدين يكون بأمرين :
1- الحجج الشرعية والعقلية .
2-معرفة ما عندهم من باطل حتى نرد عليهم(الحجة الصحيحة إذا احتج بها المبطل على باطله فإنها تكون حجة عليه وليست حجةله)
من أراد أن يجادل أهل الباطل عليه أن يتأكد أن يلاحظ هذين الأمرين :
1- أن يفهم ما عندهم من العلم حتى يرد عليهم
2- أن يفهم الحجج الشرعيةوالعقلية التي يرد بها على هؤلاء .
المؤمنون الذين ينصرون الله ورسوله يجاهدون بأمرين :
1- الحجة والبيان وهذا للمنافقين الذين لا يظهرون عداوة للمسلمين .
2- السيف والسنان وهذا للكفار الخلص المظهرون للعداوة .
والجهاد بالحجةيكون للكفار الخلص المعلنين للعداوة ثم يجاهدون بالسيف( فعلى الأمة أن تواجه كل سلاح بما يناسبه )
إذن المجادل يحتاج إلى أمرين :1- إثبات دليل قوله
2 -إبطال دليل خصمه.
ينقسم تبيان القران للأشياء إلى قسمين:
1- يبين الشيءبعينه ﴿ حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير﴾
2- يكون التبيان بالإشارةإلى موضع البيان" وانزل عليك الكتاب والحكمة "إشارة إلى السنة فإنها تبين القران.﴿ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا﴾هذه الآية عامةفي كل حجة يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة ولا ينبغي للإنسان أن يدخل في المجادلة إلا بعد أن يعرف حجة الخصم ويكون مستعد لدحرها لأنه لو لم يكن مستعدا فقدتكون العاقبة عليه إلا أن يشاء الله تعالى .
جواب أهل الباطل من طريقين :
1-عام مجمل صالح لكل شبهة .
2- مفصل لكل مسالة بعينها .
الشبهات الثلاث الرئيسة :
1- لا نعبد الأصنام وإنما الأولياء .
2- لا نقصدهم وإنما نقصد الله تعالىبالعبادة .
3-ما عبدناهم لينفعونا أو يضرونا فان النفع والضر بيد الله عز وجل ولكن ليقربونا إلى الله زلفى ... أي قصدنا شفاعتهم .
شبهات أخرى :
نحن لانعبدهم كما نعبد الله تعالى وهذا الالتجاء إلى الصالحين ودعاؤهم ليس بعبادة ..........
الرد عليهم ما معنى الإخلاص ؟الدعاء عبادة وصرفه لغير الله شركافلابد من الإخلاص في الدعاء لله تعالى .
شروط الشفاعة :
1- أن يأذن بها الله تعالى ﴿ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه﴾
2- أن يرضى الله عن الشافع والمشفوع له﴿يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا﴾
شبهة :
النبي أعطي الشفاعةفانا اطلبه مما أعطاه الله تعالى .
الجواب :
1-الله تعالى أعطاه الشفاعةونهاك أن تشرك به في عبادته .
2- الله تعالى أعطاه الشفاعة ولكنه عليه السلام لايشفع إلا بإذن الله تعالى ولا يشفع إلا لمن ارتضى الله تعالى والله تعالى لا يرضىبالشرك .
3- الله أعطى الشفاعة لغير الرسول((صلى الله عليه وسلم))مثلالملائكة والأولياء فهل تطلب منهم كلهم فان قال لا إذن شبهته بطلتوان قال نعم رجع لعبادة الأولياء .
شبهة :
أنا لا أشرك بالله ولكن الالتجاءإلى الصالحين ليس بشرك .
الجواب :
ما معنى الشرك ؟ .. إذا قال لا اعلم
1- كيف تبرئ نفسك من الشرك وأنت لا تعلمه ..
2- إذن هذا حكم بلا علم
3- لماذا لاتسال عن الشرك ؟
شبهة :
الشرك عبادة الأصنام ونحن لا نعبد الأصنام .
الرد :
1-ماهي الأصنام ؟ هل من عبدها يعتقد إنها تخلق وترزق فان زعم ذلك فقد كذبالقران وان قال أنها خشبة أو حجر أو بنية على قبلا نقول صدقت وهذا هو فعلك .
2- هل مرادك الشرك مخصوص بهذا و الاعتماد على الصالحين لا يدخل ... فهذا يردهالقران . ما الشرك ؟
- عبادة الأصنام
- ما عبادة الأصنام ؟
- فان قال لا اعبد إلا الله ....
- فقل : ما معنى عبادة الله ؟
- فان فسرها بمابينه القران فهو المطلوب وان لم يعرف فكيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه ...
إذن له ثلا ثحالات :
1-يفسرها بما دل عليه القران وهو المطلوب وبه يتبين انه لم يحقق عبادةالله وحده حيث أشرك .
2- لا يعرف معناها ، فيقال له : كيف تدعي شيئا وأنت لاتعرفه ؟
3- أن يفسرها بغير معناها ، يبين خطاه ببيان المعنى الشرعي .
شرك أهل زماننا أعظم لوجهين :
1- هؤلاء يشركون بالله في الشدة والرخاء وأولئك في الرخاء فقط أما الشدة فيلجؤون إلى الله وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه
2- شرك الأولين اخف لان الأوليين يدعون أناسا مقربين من أولياءالله وأحجارا وأشجارا مطيعة ذليلة له أما هؤلاء فإنهم من يحكى عنهم الفجور والزنا( من يعتقد في الصالح أو الجماد الذي لا يعصي الله تعالى .. أهون ممن يعتقد فيمن يشاهد فسقه ويشهد به وهذا ظاهر) .
شبهة :
المشركين فيأيام الرسول((صلى الله عليه وسلم))لا يشهدون أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول اللهوأما نحن فنشهد ونصلي ووو فكيف تجعلوننا مثلهم ؟
الجواب :
1-العلماء اجمعوا أن من كفر ببعض ما جاء به((صلى الله عليه وسلم))وكذب به فهو كمن كذب بالجميع وكفر به مثل من اقر بالتوحيد وأنكر الصلاة فهوكافر .
2- إذا كان من أنكر شيئا من الإسلام صار كافرا فكيف بمن أنكر التوحيد وهوأعظم ما جاء به الرسول((صلى الله عليه وسلم))؟
3-المسلمون قاتلوا بنو حنيفةواستحلوا دمهم وأموالهم مع أنهم يشهدون الشهادتين لكنهم رفعوا مخلوقا إلىمرتبة مخلوق فكيف بمن رفع مخلوقا إلى منزلة الخالق ؟
4- إجماع الصحابة علىقتال بنو عبيد القداح الذين اظهروا مخالفة المسلمين في أشياء دون التوحيد .
5- إجماع الصحابة على حرق من اله علي رغم أنهم يدعون الإسلاموتعلموا من الصحابة .
6-لماذا وضع العلماء باب حكم المرتد إذا كان المرتدفقط من جمع جميع أنواع الكفر والشرك ، فهناك كفر بكلمة أو استهزاء ..
7- أ ) الله حكم بكفر المنافقين الذين قالوا كلمة الكفر مع أنهم كانوا مع النبي((صلى الله عليه وسلم))يصلون ويزكون ووو .
ب ) حكم بكفر المنافقين الذين استهزاوا باللهوآياته ورسوله ..
الدليل على أن الإنسان قد يقول أو يفعل ما هو كفر من حيث لايشعر :
-قول بني إسرائيل ﴿اجعل لنا إلها كما لهم آلهة﴾
- قول أصحاب النبيr" اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط "
الرد : أنهم لميفعلوه مع إنكار النبيين((صلى الله عليه وسلم)) .
-الفوائد المستخلصة من قصة بنوإسرائيل وأصحاب النبي((صلى الله عليه وسلم))في طلب آلهة وذات أنواط :
1-الإنسان يجب عليه تعلم أنواع الشرك حتى لا يقع فيها لأنه وان كان عالما فقط يقع فيالشرك وهو لا يدري .
2- المسلم إذا قال ما يقتضي الكفر جهلا بذلك ثم نبهفانتبه وتاب في الحال لا يضره لأنه معذور بجهله أما لو استمر فانه يحكم بماتقتضيه حاله .
3-الإنسان وان كان لا يدري عن الشيء إذا طلب ما يكون به الكفرفانه يغلظ عليه تغليظا شديدا .
شبهة :
أنكر((صلى الله عليه وسلم)) علىأسامة قتل الرجل الذي قال لا اله إلا الله وكذلك قال الرسول :" أمرت أن أقاتل الناس حتى ..." أي أن مرادهم أن من قال لا اله إلا الله لا يكفر ولا يقتل وان فعلوان فعل...
الرد :
1-الرسول((صلى الله عليه وسلم))قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا اله إلا الله .
2-الصحابة قاتلوا بنو حنيفة وهم يشهدون الشهادتين ويصلون ووو ...
3- الذين احرقهم سيدنا علي كذلك .
ومعلوم أن من أنكر البعثكفر وقتل وان من جحد شيئا من الإسلام كذلك فلم تنفعه مقولة لا اله إلا الله فكيف بمن جحد التوحيد ؟فيجب الكف عمن قال لا اله إلا الله حتى نتبين حاله ﴿يا أيها الذين امنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا﴾ حديث أسامة ليس فيه دليلعلى أن من قال لا اله إلا الله وهو مشرك يعبد الأصنام والأموات والملائكة وغير ذلكيعتبر مسلما .
شبهة :الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ثم نوح ثم إبراهيم ثمبموسى وعيسى ثم النبي((صلى الله عليه وسلم))فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير اللهليست من الشرك .
الجواب :
1- هذه استغاثة بمخلوق فيما يقدر عليه وهذا لا ينكر ..
2- الناس لم يستغيثوا بالأنبياء ليزيلوا عنهم الشدة بل يستشفعون بهم عند الله ليزيل عنهم هذه الشدة وهناك فرق بين من يستغيث بمخلوق ليكشف عنه الضرروالسوء وبين من يستشفع بالمخلوق إلى الله ليزيل الله عنه ذلك(نستفيد انه لا باس بان تأتي رجلا صالحا وتطلب منه الدعاء لك لكن لا تجعله ديدنا لك .)
شبهة :قصة سيدنا إبراهيم عندما أتاه جبريل لما القي في النار ....
الرد :سيدنا جبريل عرض عليه أمرا ممكنا يمكن أن يقوم به أي فيمايقدر عليه .
التوحيد يكون بالقلبواللسان والعمل فان اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما فان عرف التوحيد ولميعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما .
البعض يقول نحن نعرف هذاولكنه يخالف أهل بلدنا ونحو ذلك من الأعذار لذلك لا نقدر عليه وهذا العذر لاينفعهم لان الغاية التماس رضا الله وغالب أئمة الكفر يعرفون الحق لكنهمعاندوا فخالفوا الحق ﴿الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ﴾وإذا عمل بالتوحيد ظاهرا وهو لا يفهمه ولا يعتقده فهو منافق .
- البعض يعرف الحق ويتركه لخوف نقص دنيا أو جاه أو مداراة احد يعمل به ظاهرا لاباطنا فإذا سألته عما يعتقده فإذا هو لا يدري ..
علينا أن نفهم آيتين من كتابالله تعالى :
1-﴿ لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم﴾ نزلت في المنافقين الذينسبوا الرسول((صلى الله عليه وسلم))وأصحابه القراء وقالوا أنهم يمزحون فهذا مزاحوقال الله فيه﴿ قد كفرتم ﴾ فكيف بمن يكفر كفرا جديا لأجل دنيا أو جاه؟
2- ﴿ من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن منشرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بأنهم استحبوا الحياةالدنيا على الآخرة﴾....
أ*- تدل الآية على انه لا يعذر احد كفر بعد إيمانه إلامن كان مكرها أما من كفر على سبيل الاختيار لأي عرض فانه كافر فالله لميعذر إلا المكره واشترط أن يكون قلبه مطمئن بالأيمان والإكراه يكون بالقول أوالفعل أما عقيدة القلب فلا يطلع عليها إلا الله تعالى .
ب*- أن كفرهم بسبب أنهماستحبوا الحياة الدنيا على الآخرة فكان كفرهم بسبب أنهم استحبوا الدنيا حتى لو لميكن مستحبا للكفر وذلك لان بعض الناس يكفر لأنه يحي الكفر والبعض يكفر لمال أوجاه فالأغراض كثيرة .
تلخيص شرح القواعد الأربعة لسليمان بن محمد
بِسْــــــمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيـــــمِ
أَسْأَلُ اللهَالْكَرِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَتَوَلاكَ فِي الدُّنْيَاوَالآخِرَةِ. وَأَنْ يَجْعَلَكَ مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتَ، وَأَنْ يَجْعَلَكَمِمَّنْ إِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ، وَإِذَا أذَنبَاسْتَغْفَرَ. فَإِنَّ هَؤُلاءِ الثَّلاثُ عُنْوَانُالسَّعَادَةِ.
-----------------------
بدا المصنف بالدعاءللقارئ وهذا يدل على حرصه وعنايته بالقارئ والتمني له الخيروذكر أن الشكر عند النعمة والصبر عند البلاء والاستغفار عند الذنب هي عنوانالسعادة لان المرء لا ينفك عن حال من هذه الحالات الثلاث ( النعمة – البلاء – الذنب)
-----------------------
اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ: أَنَّالْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ، وَحْدَهُ مُخْلِصًالَهُ الدِّينَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّلِيَعْبُدُونِ ﴾. فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ اللهَ خَلَقَكَلِعِبَادَتِهِ فَاعْلَمْ أَنَّ الْعِبَادَةَ لا تُسَمَّى عِبَادَةً إِلا مَعَالتَّوْحِيدِ كَمَا أَنَّ الصَّلاةَ لا تُسَمَّى صَلاةً إِلا مَعَ الطَّهَارَةِفَإِذَا دَخَلَ الشِّرْكُ فِي الْعِبَادَةِ فَسَدَتْ، كَالْحَدَثِ إِذَا دَخَلَ فِيالطَّهَاَرِة، فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ الشِّرْكَ إِذَا خَالَطَ الْعِبَادَةِأَفْسَدَهَا، وَأَحْبَطَ الْعَمَلَ، وَصَاَر صَاحِبُهُ، مِنَ الْخَالِدِينَ فِيالنَّارِ. عَرَفْتَ أَنَّ أَهَمَّ مَا عَلَيْكَ مَعْرِفَةُ ذَلِكَ لَعَلَّ اللهَأَنْ يُخَلِّصَكَ مِنْ هَذِهِ الشَّبَكَةِ، وَهِيَ الشِّرْكُ بِاللهِ الَّذِي قَالَالله تَعَالَى فِيهِ: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُمَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَذَلِكَ بِمَعْرِفَةِ أَرْبَعِقَوَاعِدَ ذَكَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ.
-----------------------
هناأيضا دعاء من المصنف للقارئ بان يستقيم على أوامر الله وإخبارا منهبان الحنيفية وهي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص بان تعبدالله وحده لا شريك له وهذا هو الهدف من خلق الإنس والجن كما وضحت الآية التي استشهد بها المصنف: ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾والعبادة هنا كما عرفها شيخ الإسلام:" اسم جامع لكل ما يحبهالله تعالى ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة "
ويشترط لهذه العبادة حتىتقبل أمران :
1 - الإخلاص لله تعالى
2- المتابعة للرسول((صلى الله عليه وسلم))
فان خالطها رياء أو شرك لم تقبل كما أنها إذا كانت على غير ما أمر به الرسولrفلن تقبلكالصلاة لا تقبل من غير طهارة .
والشرك هوتسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله وهو قسمان :
1- اكبر : وصاحبه أذامات من غير توبة فهو من أهل النار خالدا مخلدا وهو أن يجعل الإنسان لله نداً إما فيأسمائه وصفاته فيسميه بأسماء الله ويصفه بصفاته أو في عبادته بأن يضرع إلى غيرهتعالى أو يجعل لله نداً في التشريع: بأن يتخذ مشرعاً له سوى الله
2-أصغر: وهوما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه وجاء في النصوصما تسميته شركاً كالحلف بغير الله، فإنه مظنة للانحدار إلى الشرك الأكبر
الشركشأنه خطير يفسد العمل ولا يقبل من صاحبه ويجعله خالدا في النار لذلك علينا معرفة خطره لننجو منه وذلك بمعرفة هذه القواعدالأربعة.
القاعدة الأولى
الْكُفَّارَ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللهِ((صلى الله عليه وسلم))مُقِرُّونَ بِأَنَّ اللهَ هُوُ الْخَالِقُ الْمُدَبِّرُوَذَلِكَ لَمْ يُدْخِلَهُمْ فِي الإِسْلامِ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَوالأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَالْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَتَتَّقُونَ ﴾
أي أن الكفار يقرون ويعترفون أن الخالق هو اللهولكن ذلك لم يجعلهم مسلمين ومعنى هذا أن الإقرار بتوحيد الربوبية فقط لا يكفيفي التوحيد وإبعاد صفة الشرك عن الشخص بل لابد من توحيد الإلوهية .
القاعدة الثانية
أُنَّهُمْ يَقُولُونَ: مَا دَعَوْنَاهُمْ وَتَوَجَّهْنَا إِلَيْهِمْ إِلا لِطَلَبِ الْقُرْبَةِوَالشَّفَاعَةِ فَدَلِيلُ الْقُرْبَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَىاللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِيَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾وَدَلِيلُ الشَّفَاعَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَالاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَاللّهِ ﴾ وَالشَّفَاعَةُ شَفَاعَتَانِ:
أ- شَفَاعَةٌ مَنْفِيَّةٌ،
ب-وَشَفَاعَةٌ مُثْبَتَةٌ.
فَالشَّفَاعَةُ الْمَنْفِيَّةُ: مَا كَانَتْ تُطْلَبُمِنْ غَيْرِ اللهِ فِيمَا لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلا اللهُ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُتَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّنقَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌوَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾
وَالشَّفَاعَةُالْمُثْبَتَةُ: هِيَ الَّتِي تُطْلَبُ مِنَ اللهِ وَالشَّافِعُ مُكَرَّمٌبِالشَّفَاعَةِ وَالْمَشْفُوعُ لَهُ مَنْ رَضِيَ اللهُ قَوْلَهُ وَعَمَلَهُ بَعْدَالإِذْنِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّبِإِذْنِهِ﴾
أراد المصنف أن يبين في هذه القاعدةما يحتج به أهل الشرك على شركهم وهو أنهم ما دعوا الأولياء والأصنام وغيرها إلالطلب الشفاعة والقربة وهذه حجة متكررة ليست جديدة فكل الذين صرفوا شيئا من العبادةلغير الله احتجوا بقولهم هؤلاء أولياء لله هؤلاء نرجو أن يقربونا إلى الله هؤلاءنرجو شفاعتهم يوم القيامة فأراد المصنف أن يبين بطلان حجتهم وان هذا هو عين الشركوان المشركين الذين سماهم الله مشركين وحكم بخلودهم في جهنم يحتجون بنفس هذهالحجة.ثم بين رحمه الله تعالى أنواع الشفاعة .
والشفاعة هي التوسط للغيربجلب منفعة أو دفع مضرة وهي تنقسم إلى قسمين:
1- الشفاعة المنفية : وهي التيتطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله كطلبها من ميت أو قبر أو صنم أو حجروسميت منفية لان الله نفاها
2- الشفاعة المثبتة : وهي التي تطلب من الله لأنه سبحانه مالكها كما قال تعالى :" قل لله الشفاعة جميعا " ويشترط لها شرطان :
أ- إذن الله تعالى
ب- رضا الله تعالى عن المشفوع
القاعدة الثالثة
ظَهَرَrعَلَى أُنَاسٍ مُتَفَرِّقِينَ فِيعِبَادَاتِهِمْ مِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الْمَلائِكَةَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُالأَنْبِيَاءَ وَالصَّالِحِينَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الأَشْجَارَوَالأَحْجَارَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَقَاتَلَهُمْr وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَهُمْوَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌوَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه ﴾
وَحَدِيُث أَبِي وَاقٍِد اللَّيْثِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ((صلى الله عليه وسلم))إِلَى حُنَيْنٍوَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ وَلِلِمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَعِنْدَهَا وَيُنَوِّطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُقَالَ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍفَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَأَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. الحَدِيثَ.
في هذه القاعدة بيان أن الشرك صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله كائنا من كان بغضالنظر عمن صرفت له العبادة سواء كان من الصالحين أو الأشجار أو الأحجار أو غير ذلكفالله لا يرضى الشرك بغض النظر عن المشرك به وفيها أن النبيrبعث والحال أن الناس كانوا يعبدون عبادات كثيرة ومتنوعة فمنهممن يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الأصنام ومنهم من يعبد الأحجار وقاتلهم((صلى الله عليه وسلم))كلهم ولم يفرق بين عبادة وأخرى بل اعتبر كل ذلك شركفقاتلهم وحاربهم جميعا لأنهم مشركون باللهتعالى.
القاعدة الرابعة
مُشْرِكِيزَمَانَنَا أَغْلَظُ شِرْكًا مِنَ الأَوَّلِينَ لأَنَّ الأَوَّلِينَ يُشْرِكُونَفِي الرَّخَاءِ وَيُخْلِصُونَ فِي الشِّدَّةِ وَمُشْرِكُو زَمَانَنَا شِرْكُهُمْدَائِمٌ فِي الرَّخَاءِ وَالشِّدَِّة وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ فَإِذَارَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّانَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ﴾ [العنكبوت: 65].
أرادالمصنف أن يبين أن مشركي هذا الزمان أعظم شركا من الأولين ووجه ذلك أن الله اخبر عن المشركين المتقدمين أنهم يشركون في الرخاء وإذا إصابتهم الضراء والشدةفإنهم يوحدون وأما مشركو هذه الأزمنة فإنهم إذا مسهم الشر فزعوا إلى الحسين أوالبدوي أو إلى الموتى وهذا لا شك انه أعظم من شرك الأولين لأنهم يشركون في الرخاءوالشدة . والله المستعان


الثلث الاخير غير متواجد حالياً    رد مع اقتباس