عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-30, 02:15 PM   [27]
3030w
مشرفة قسم التصميم والإبداع
الصورة الرمزية 3030w
 

3030w will become famous soon enough3030w will become famous soon enough
افتراضي


... رفيق الظلام ...







ألم يغلف القلوب والكآبة تغزو تلك المدينة


في تلك الليله

كان الوعد

أن نعيش الفرح



مقهى

حفلة تضم كبار الشخصيات
الوفاء

الإخلاص

الحب

كانت ليلة رائعة
كان
الجميع يترنم

على نغمات الحياة

وفي خضم الصخب

والأجواء الشاعرية

كان هناك في تلك الزاوية

المظلمة

ينظر للمارة ويلمح

الفرح هنا وهناك

ويشارك هذا وذاك

بإبتسامة رضى

من القلب

توجهت إليه قالت إنضم إلينا
فالأضواء هناك مشعة والألوان
ساطعة
تنعشك وتنير لك
درب الأمل الموجود
بين حنايا
القدر المجهول

ارخى ربطه عنقه
واخرج منديلاً
من معطفه
مسح به عرق السنين الغابرة
من على جبين الزمن البائد

وأمال القبعة على عينيه

ألحت عليه
قالت
الكل مبتسم
وأنت ملامح
ألم
تنزف
إنسان
في زاوية ضيقة
بنظرة سوداوية

تسمر
بلا حراك
وهي تتركه وتعاود الكرة
وأخيراً إقتربت منه
أكثر
فأكثر
وهو جامد كالثلج
قالت له
امرك يهمني
خيم السكون
واختفت
اصوات الضجيج
رفع قبعته
عن عينه
ونظر بإستغراب

قال لها :عفواً
ماذا قلتِ ؟

قالت أمرك يهمني
لأن الكل سعيد بحياته
إلا أنت..

تتخذ العزلة رفيقاً
وجعلت
الحزن حرزاً

لك من كل فرح

تبسم
وتنهد
وأخذ الجريدة
وأمسك بطرف معطفه
وأخذ منه بضعاً من الدولارات
ووضعها على الطاولة
وارتدى معطفه
وتوجه
لخارج المقهى
حاولت صدة
عن الخروج
فقط أخبرني قصتك
يارفيق الظلام

.
..


توارى كعادته


في أزقة تلك المدينة النائمة

إختفت

الأنوار الساطعة من قلبها

لقد إنجذبت إليه

أعجبها غموض عينيه

وأطلال

مدينته المظلمة

فأصبحت ترتجي وصوله بشوق كل عيد

إنه كالهديا

في صدق مشاعرة

وكالصحراء القاحلة في التعبير عن نفسه المهدمة
إنه تعويذه الحزن

ينفثها بسخاء كل ليله
فيسعد

من حوله

لكنه بئر عميق كئيب

لقد جفت منابعة
من سنين

أخذتها الحيرة
من يكون
هذا الرجل

هل هو مغناطيس

لأنه تمكن من قلبها البكر
وطرق
أبوابه
بلا إستئذان

لكنه

مازال لغزاً

.
.

.
.
استيقضت

على اصواتهم الغليضة
وقلبها
متعب مما احتواه

سمعتهم يذمونه بأبشع الصور
اخذت منديلاً
لفته على شعرها
الحالك

نزلت درجات السلم مهرولة

وقفت وسط المعمعة

تسمع مايسوفونه

وتتمتم

هل يعقل ياقلبي
ان تكون حقير

.
.
.
.

عادت لحجرتها

والحيرة تبعثرها

كأوراق الخريف
أقفلت الباب
استلقت على سريرها
الوثير واحتضنت
مخدتها بالدموع
بكت بعمق
الجرح
الممتلىء قيح الألام

انه مازال لغزاً


وهي تحبه


وكل ماقيل أو يقال


مجرد أوهام

بإتهام

ليس له دليل


سوى كلام حاقد
أو

حسود


.
.
.
.

مسحت دموعها

نهضت من سريرها

امسكت ورقة وقلم
وخطت
حبها كلمات

بعبير الورد غلفتها كهدية

وكتبت

لأول مرة

كلمة

أحبك

لم يخطها قلم بل نبضات قلبها الصادق

ومدادها دم ثائر

اقام مظاهرة إنقلاب على حكومة الورق

فكتب نموت نموت
و يحيى
الحب
.
.

.
.



يارفيق الظلام


أما آن لك

ان تظهر في النور

أما آن لنا ان ننعم بقربكم ولو لثواني

هل اشتقت ان تكون إنسان عادي
كباقي البشر


يغدق

حبه

على الجميع

ويريد ان يقابل بالمثل

يا رفيق الظلام

مالذي أعجبك في الظلام

والحزن واليأس

افق ياعزيزي

فهناك في الجانب الأخر

من يلوح للعبارة

مستبشراً

أن تكون أول القادمين لمرسى قلوبهم

الدفاقة .

.
.
.


اوصال الزمن الحائر
اهتزت وربت وانبتت
ازهارالحب الصادق

حتى ولو كان من طرف واحد

.
.


.
.



أحلامها

تسابق
سنها

وهي
مازالت

تطير
شوقاً

نحو حلمها
.
.
.
.

أين أنت يارفيق دربها
.
.
.
.

حط كعصفور جريح
على نافذتها
المكسورة
أمسكته بحنان
حاولت ان تداوي جرحة النازف
متناسية جراحها العتيقة
سمعت همساتهم في الطرقات
مات رفيق الظلام
أحست بسكرات الموت
لازمت السرير لأيام
لم تصدق
ماقيل أو يقال
أسرعت بالخروج من حالة اليأس
تبحث عن حلمها القتيل
تسابق خطواتها نبضات قلبها تنادي بإسمه

رفيق الظلام
رفيق الظلام
أين أنت
يا أمير الظلام
.
.
.
.

استفاقة
مشاعر

عندما نتشرب الحزن والأسى فإنه
سيملأ مساماتنا
ويتغلغل داخل أوردتنا فينعدم الأكسجين
فينا.
وتنعدم القابلية للحياة
ونصاب بإفلاس
في مشاعرنا ويكتسي ماحولنا بالسواد

.
.
.

معانقة القمة
كالثلج برودة أعصابة
رحيله
حريق
أشعل فتيل عذابها
ونهارها كليلها
ملول كئيب.

..


ألمها لا يوصف
لم تطق الإنتظار
ولم يصدق قلبها نبأ وفاته
توشحت الأمل رداءاً

عزمت البحث عنه

في عتمة الليل البهيم
وبين ازقة المدينة الموحشة
أخذت تسأل عنه الكلاب الضالة
واعمدة الإنارة المرابطة على جنبات الطريق
وحتى صمت الأبواب المسكونة
حكايا ونواح القاطنين خلفها
الرياح بارده جففت عروقها الدافئة في هجعة تلك الليله
الكئيبة
مازالت تقاوم البرد من اجله
بحرارة مشاعرها وسموهدفها
.

.

مازالت تصارع الحياة

وتقاوم الصعوبات

من أجل الساكنين قلبها

هذا ما يبعث القوة في ذاتها العصية
.

.

لم تترك سهل أو جبل

سألت عنه حتى حجارة الوادي

وأشجار الغابات انكروا معرفتهم به

صرخت بحسره وتردد صدى صوتها

في أرجاء الوادي

أين انت
يارفيق الظلام؟؟

أصابها اليأس
والتعب
تقرحت أقدامها
من طول المسير ووعورة الطريق
سقطت ارضاً
واستلقت بجوار شجرة ونامت نوماً عميقاً
استيقضت على زقزقة العصفور الشادي
وهو يلهو هنا وهناك
نظرت إليه بحزن فكانت ترقبة وهو يطير ويحط من شجرة لأخرى
تمنت لوكانت عصفوراً
حتى تبحث عن امير قلبها المكلوم
فجأءة سمعت صوتاً يناديها
بإسمها لم تصدق ماسمعته فتجاهلته ظناً منها أنها هلوسة فكر
فتكرر مرات ومرات
وما باليد
حيلة قد يكون
هناك !!
من غير تفكير وقفت
واتجهت ناحيته
وجدت نفسها داخل مدينة مهجورة مشققة المباني
كثيرة السلالم
كثيرة النوافذ

ومازال الصوت يجذبها نحوة
كالمغناطيس

اسرعت تتهادى كالسكرانه
تريد نهاية لقصتها الحزينة
اخذت تتجول في الطرقات وتبحث بصمت وكلها امل
الصوت اختفى لكنها مازالت تبحث نادت بصوتها المبحوح
ايها الساكنين مدن احلامي العتيقة
لقد اتعبني الشوق
ومزقني الحزن
اخبروني
ماذا حل بكم ؟
لقد تقرحت أوصالي
وادميتم بالغياب خافقي الحاني
بربكم يا أحبابي اين دياركم وكرم عطاءكم
وجاشت بالبكاء
فجاءه توقفت عن البكاء عند سماعها صوت يـتألم ويأن
مسحت دموعها بكمها
اسرعت ناحية الصوت
كلما اقتربت
ازداد
صوت الألم والأنين
حده
شيئاً
فشيئاً

حتى اصبحت تحت نافذه كوخ صغير
وسط الغابة يبعد بأميال
عن القرية المهجورة
والأنين مازال يحيي
المكان المهجور
تسلقت الشجرة
واطلت من النافذة لكنها لم ترى شيئاً
اقتربت اكثر حتى دخلت الكوخ
عبر النافذة المحطمة
وجدت المنزل بارداً
مظلماً كئيباً
لاتكاد تميز ما تطأءه قدمها

أخذت تبحث عن شيء يشتعل فتضيء به عتمة تلك الحجرة
الباردة

فعثرت على بعضاً
من أعواد الثقاب فأشعلتها
.
.
أشعلت شمعة

وأنارت دربها

وسط ذلك الضجيج الصاخب

الماكن بين أضلعها الملتهبة

شوقاً

وتقديراً

وإحتراماً


.

.

أزاحت الستار
عن مسرحية الحياة
التي
تشخص فيها دور البطولة دائماً
لكنها هذه المرة
أكثر قوة
وأقدر
على مواجهة
ظلمهم
وتكتلهم الصارخ ضده
.

*
*


3030w غير متواجد حالياً    رد مع اقتباس